شن طيران التحالف العربي امس غارات جديدة عنيفة على اهداف للمتمردين الحوثيين وحلفائهم في صنعاء بعد توقف يومين، فيما قتل عشرون متمردا في مواجهات بوسط البلاد بحسب شهود عيان ومصادر عسكرية، وتأتي الغارات في وقت تواصل فيه القوات اليمنية الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، والمدعومة جوا وبرا من قوات التحالف، لليوم الرابع على التوالي حملة عسكرية برية في محافظة مأرب الاستراتيجية بوسط البلاد، ووصل الى مدينة عدن في ساعة مبكرة من صباح امس امس نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح وعدد من وزراء حكومته، لاستئناف أعمال الحكومة من الداخل اليمني.
غارات
وفي التفاصيل، فقد كثف طيران التحالف امس الأربعاء غارته الجوية على مواقع الحوثيين وقوات الجيش الموالي للرئيس المعزول علي صالح في محافظة تعز.
وقالت مصادر صحفية من تعز لوكالة الأنباء الألمانية إن غارات عنيفة استهدفت أماكن تمركز الحوثيين وقوات صالح في الجبهة الغربية والشمالية لمدينة تعز وتركزت الغارات على منطقة الزنقل وبير باشا ومقر الدفاع الجوي بمدينة النور، وتبة الأردني والبركاني في منطقة الدحى.
واستهدفت الغارات مباني سكنية وفنادق اتخذها الحوثيون مقرات لهم بعد نزوح سكانها إلى جانب مدرسة المنار في منطقة الزنقل.
وأشارت المصادر إلى سماع انفجارات عنيفة في مدينة تعز جراء الغارات كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين.
ولفتت المصادر إلى أن المعارك ما زالت مستمرة بين الحوثيين المدعومين بقوات صالح وبين المقاومة الشعبية في بعض جبهات القتال، مؤكدة تقدم المقاومة نحو جولة المرور بمنطقة الحصب غرب المدينة.
وتشهد محافظة تعز مواجهات مسلحة بين الطرفين منذ نحو ستة أشهر، خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة وزادت من تفاقم الأوضاع الانسانية خصوصاً مع استمرار الحوثيين بفرض حصار خانق على المدينة من جميع الاتجاهات.
وأغارت طائرات التحالف صباح امس على قاعدة الديلمي المتاخمة لمطار صنعاء وعلى مقر قيادة اركان الجيش، وهي قيادة موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين.
وخلال الليلة قبل الماضية، استهدف طيران التحالف مقر قيادة قوات الامن الخاصة الموالية لصالح ومواقع اخرى للمتمردين الحوثيين الشيعة الموالية لايران في جنوب وشمال صنعاء.
مقتل 20 متمردا
ميدانيا، قتل 20 متمردا وأصيب العشرات بجروح في معارك مع قوات هادي في منطقة ميكراس في محافظة البيضاء بوسط البلاد، بحسبما افاد لوكالة فرانس برس العميد الركن صالح محمد الجعيملاني.
وقال الجعيملاني ان "المقاومة الشعبية"، وهي الاسم الذي أطلق على المجموعات المسلحة الموالية لهادي والتي تقاتل الحوثيين، "شنت هجوما على معسكر المليشيات الانقلابية في جبل مريم" في منطقة ميكراس صباح امس.
وأوضح الجعيملاني ان المقاومة "سيطرت على المعسكر بشكل كامل".
وأسفر النزاع في اليمن منذ ان اطلق التحالف في 26 اذار/مارس عمليته العسكرية ضد المتمردين الحوثيين الذين كانوا على وشك السيطرة بالكامل على البلاد، عن حوالى خمسة آلاف قتيل و25 الف جريح بحسب ارقام جديدة للامم المتحدة.
إحراق كنيسة
من جهة ثانية، احرق ملثمون مجهولو الهوية امس كنيسة في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، حسبما افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس. وتصاعدت السنة اللهب من كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية الواقعة في حي كريتر، وهو من اهم احياء المدينة، وذلك بعد ان تعرضت الكنيسة للتخريب الليلة قبل الماضية.
عودة الدولة
وأعلن نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح امس الأربعاء عودة الدولة إلى محافظة عدن لممارسة مهامها.
وقال بحاح، في بيان نشر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "بعد عدة شهور قضيناها بين اهلنا في السعودية وبعد تحرير عدن وغيرها من المناطق التي دمرتها مليشيات الحوثي وحليفهم صالح ها هي الدولة بحكومتها تعود إلى عدن لممارسة مهامها الوطنية في مرحلة استثنائية من عمر وطن يحلم بالدولة المدنية".
وأوضح أن "الحكومة تعي حجم المعاناة الكبيرة التي يعيشها المواطن في المدن المحررة وكل التحديات القائمة، غير أنها تدرك بأن لا مناص من تولي المسؤولية والاستجابة لنداء الوطن، فكما كان عملها في الخارج من أجل استعادة الدولة والانتصار على قوى الشر فإن عملها في الداخل لن يألو جهدا لإكمال النصر وتطبيع الحياة وإعادة البناء والتأهيل لكل جميل تم تدميره".
واعتبر بحاح أن على الجميع التغلب على صوت النزاع وتبني عقلية البناء والتنمية وأنهم أمام فرصة حقيقية ليكون الجميع من خلالها صفا واحدا مع مدينته التي دافع عنها وحلم بأن يتوج انتصاره برؤيتها خالية من مظاهر السلاح والاحتراب. وذكر بحاح أن "الحكومة تولي ملف الشهداء، وملف الجرحى اهتماما بالغا كون العدد في ازدياد"، مشيراً إلى أنه قد تم نقل العديد منهم إلى خارج الوطن لاستكمال العلاج والعمل جار لاستئناف عمل المستشفيات والمرافق الصحية لاستيعاب من تبقى ولتقديم الخدمات الطبية لأفراد المجتمع.
وتابع: "لا شك أن ملف الإغاثة وإعادة الإعمار والبناء يشكل اولوية حكومية لتعود الحياة الى طبيعتها وبناء مدن تتمتع بروح المدنية وطابعها الحقيقي بعد سنوات عجاف مضت عليها".
كما ذكر أن الحكومة ستدمج المقاومة الوطنية في الحياة المدنية والأمنية والعسكرية بروح مسؤولة.
وأكد بحاح أن حكومته ستعمل بكل ما أوتيت من قوة لأجل وطن يسوده الأمن والاستقرار ويعيش أهله في كنف التعليم والتطور والتنمية.
وكان مصدر يمني مسؤول أكد صباح امس عودة بحاح وعدد من وزراء حكومته إلى مدينة عدن جنوبي اليمن.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية إن بحاح وصل برفقة وزراء الداخلية والاتصالات والتخطيط والتعاون الدولي إلى جانب وزيري الشؤون الاجتماعية والمغتربين.
وأوضح المصدر أن الحكومة ستعقد أولى اجتماعاتها في العاصمة المؤقتة عدن خلال الأسبوع المقبل، لافتا إلى أن وصول الحكومة إلى عدن "يؤكد استقرار الوضع الأمني فيها، خصوصا بعد أن نشرت عدة وسائل اعلامية أنباء تفيد بأن تنظيم القاعدة قد سيطر على أجزاء منها".