ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بقمع طهران لعرب الأحواز واستمرار اضطهادهم، خلال تقريره الذي قدمه أمام أعمال الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في نيويورك.
وتطرق تقرير الأمين العام للمنظمة الدولية إلى استمرار التهميش والقمع ضد عرب الأحواز، ومحاولة السلطات تغيير التركيبة السكانية للإقليم، واستمرار الاعتقالات العشوائية، وقتل المتظاهرين السلميين.
وتناولت الفقرة 58 من التقرير: "تواجه جماعات الأقليات العرقية قيوداً على الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي. فمثلاً ألقي القبض على نحو 1000 شخص في 17 مارس 2015 لاحتجاجهم على محنة عربي من خُرمشهر (المحمرة) يدعى يونس عساكرة، أضرم النار في نفسه رداً على مضايقات السلطات المحلية له بصورة متكررة فيما يتعلق بالترخيص للكشك الذي كان يبيع فيه الخضار والفاكهة.
وزُعم أنه توفي بعد رفض تقديم العلاج الطبي المناسب له. وتفيد التقارير بأن معظم المتظاهرين أُفرج عنهم بعد توقيعهم تعهداً. وفي الفترة من منتصف مارس إلى أبريل 2015، اعتُقل واحتُجز ما يقرب من 100 من عرب الاحواز، بما في ذلك ناشطون وقُصَّــر، في أعقــاب احتجاجات سلمية نُظِّمت غداة الذكرى السنوية العاشرة لانتفاضة الأحواز".
وأضاف التقرير: "في أبريل 2005، نزل عرب الأحواز إلى الشوارع احتجاجاً على سياسات الحكومة التي يُزعم أنها تهدف إلى تغيير التركيبة العرقية في محافظة خوزستان (عربستان - الأحواز). وأُفيدَ بأن الاحتجاجات، التي استمرت أسبوعين، اتخذت طابعاً عنيفاً، حيث لقيَ العديد من المتظاهرين حتفهم. ومنذ ذلك الحين وعربُ الأحواز يحتفلون بالانتفاضة بتنظيم احتجاجات في جميع أنحاء المنطقة".
ونصت التوصيات: "يحث الأمين العام الحكومة على تعزيز وحماية حقوق جميع الأشخاص المنتمين إلى أقليات دينية وإثنية في إيران، وعلى معالجة أي شكل من أشكال التمييز ضدهم".
وكانت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية، التي تزوّد الأمم المتحدة بتقارير دورية شاملة عن انتهاكات حقوق الإنسان في الأحواز، شاركت، الأسبوع الماضي، باجتماعات الدورة الـ30 لمجلس حقوق الإنسان الأممي في جنيف.
ونقلت العربية عن رئيس المنظمة والمستشار الأعلى لحزب التضامن الديمقراطي الأحوازي، الدكتور كريم عبديان بني سعيد، إن "العالم بات يخرج من تجاهله تجاه قضيتنا العادلة والظلم الذي يتعرض له الشعب العربي الأحوازي. هذا الظلم يتمثل في قمع شعب عربي يريد الحفاظ على هويته واستعادة حقوقه المسلوبة".
وتعليقاً على إشارة أمين عام الأمم المتحدة لانتهاكات حقوق الإنسان ضد عرب الأحواز، والتي تعد سابقة في تاريخ المنظمة الدولية، أكد بني سعيد أن "هذه التصريحات جاءت تتويجاً لاتصالاتنا المتواصلة والمكثفة مع الأمم المتحدة ومؤسساتها لإيصال صوت شعبنا العربي. وقد لعبت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية دوراً أساسياً على هذا الصعيد".
ويلزم القرار الدولي رقم 69/190، الذي صدر عن الجمعية العامة في نيويورك، الأمين العام بمتابعة تنفيذه، خاصة فيما يتعلق بالملاحظات والتوصيات التي قدمتها هيئات الأمم المتحدة التي رصدت خرق بنود معاهدات حقوق الإنسان، وكذلك تقارير وسائل الإعلام الحكومية الرسمية والمنظمات غير الحكومية.