سحبت البحرين - أمس الخميس - سفيرها من إيران وطلبت من القائم بالأعمال الإيراني مغادرة البلاد خلال 72 ساعة لاعتباره "شخصا غير مرغوب فيه".
وأوضحت وزارة الخارجية البحرينية، أن قرارها يأتي "في ظل استمرار التدخل الإيراني في شؤون مملكة البحرين دون رادع قانوني أو حد أخلاقي ومحاولاتها الآثمة وممارساتها من أجل إيجاد فتنة طائفية وفرض سطوتها وسيطرتها وهيمنتها على المنطقة بأسرها من خلال أدوات ووسائل مذمومة لا تتوقف عند حدود التصريحات المسيئة من كبار مسؤوليها.
بل تتعداه إلى دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف عبر الحملات الإعلامية المضللة، ودعم الجماعات الإرهابية من خلال المساعدة في تهريب الأسلحة والمتفجرات، وتدريب عناصرها، وإيواء المجرمين الفارين من وجه العدالة".
وأشارت الوزارة في بيانها أيضاً إلى "الانتهاكات الإيرانية المتكررة والسافرة لكافة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وتعديها المرفوض على استقلال وسيادة مملكة البحرين".
وبناءً على هذا "قررت المملكة سحب السفير راشد سعد الدوسري سفير مملكة البحرين لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتبار السيد محمد رضا بابائي القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى المملكة شخصًا غير مرغوب فيه وعليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة".
تدمير المنامة
وقال خبير عسكري بحريني إن كميات الأسلحة والمتفجرات التي ضبطتها وزارة الداخلية البحرينية في مستودعين أحدهما تحت الأرض والآخر داخل منزل بالقرب منه في قرية النويدرات المأهولة بالسكان، كافية لتدمير مدينة المنامة بالكامل، وقتل الآلاف من البشر، فيما أكد خبير في شؤون الأقليات أن عددا من المتورطين في مخزني سلاح البحرين عبثوا بأمن الخليج .
وأوضحت وزارة الداخلية البحرينية في بيان أصدرته في وقت متأخر من مساء الأربعاء أنه تم العثور في المخبأ على كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار والمواد التي تدخل في صناعتها، قدرت بما يفوق (1.5) طن ومن ضمنها مادة C4 وRDX شديدة الانفجار ومادة TNT المتفجرة، بالإضافة إلى مواد كيميائية وعدد من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستخدام وأسلحة أوتوماتيكية ومسدسات وقنابل يدوية وكميات من الذخائر الحية والأجهزة اللاسلكية.
ارتباط إيراني
وبيّنت الوزارة أن المقبوض عليهم على ارتباط وثيق بعناصر ارهابية موجودة في العراق وإيران، وما زالت القضية في مرحلة استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، تمهيداً لإحالتها إلى النيابة العامة.
وقال مصدر مطلع لـ«اليوم» إن الكميات التي تم العثور عليها هي واحدة من أكبر كميات المتفجرات، وأنها كافية فعلاً لتدمير منطقة كاملة، مشيراً إلى أن المعدات المستخدمة في تصنيع العبوات أكثر حرفية من السابق. وبيّن المصدر أن طريقة تخزين الأسلحة هي على غرار ما قامت به خلية حزب الله في الكويت، إذ أن المكان تحت الأرض وتم بناؤه. وأوضح الفيديو الذي بثته وزارة الداخلية وجود قذائف تخترق الدروع المتوسطة والبسيطة، ورصاصات وأسلحة خاصة بالأفراد لقتلهم، إضافة إلى أسلحة نوعية متطورة. وقال المصدر إن التحقيقات الأولية ترجح أن المشتبه به عقيل الموسوي الموجود حالياً في العراق هو المسؤول عن المخزن وتخطيطه وتمويله.
قطع العلاقات
من جانبهم، دعا نواب بحرينيون بتطبيق القانون وأحكام الإعدام التي صدرت بحق العديد من المجرمين، والتي لم يتم تنفيذها حتى الآن، إضافة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، ورفع دعاوى في المحاكم الدولية عن جرائم إيران في المنطقة.
وقالوا في بياناتهم إن تكرار الكشف عن أسلحة ومتفجرات قادمة من إيران، إضافة إلى تمويل إيران للجماعات الإرهابية ومدهم بالخطط والدعم اللوجستي إنما هو تحد كبير وتدخل في الشؤون المحلية، ويجب أن يتم قطع دابر تلك التدخلات. وطالبوا دول مجلس التعاون الخليجي بقطع علاقاتها جميعاً مع إيران، واتخاذ موقف موحد تجاه تلك الدولة التي لا تريد خيراً بدول الخليج كافة.
كافية لتدمير المنامة
من جانبه، قال الخبير العسكري بدر صقر لـ«اليوم» إن كميات الأسلحة والمتفجرات التي تم الكشف عنها كافية لتدمير مدينة المنامة بالكامل، وقتل الآلاف من البشر، خصوصاً وأن مادة الـ C4 إحدى أكثر المواد شديدة الانفجار، والكيلو الواحد منها كفيل بتدمير سيارة من الحجم الكبير.
وبيّن صقر أن هناك تطورا في المواد المستخدمة، إذ كانوا سابقاً يستخدمون مواد كيميائية لتفجيرها، أما الآن فيتم استخدام الـC4 والـTNT، والـRDX، وغيرها، إضافة إلى المواد المستخدمة معها.
وأشار إلى أن تأخر استخدام تلك المواد والأسلحة هو بسبب انتظارهم لـ«ساعة الصفر» التي تأتي من طهران، مبيناً أنها ليست المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن أسلحة متطورة وبتلك الكميات، إلا أن هذه من بين الأكبر والأكثر شدة.
وأكد أن تشابه طريقة التخزين مع خلية حزب الله في الكويت يؤكد أن مصدر التمويل والتدريب واحد، خصوصاً وأن الأسلحة ذاتها هي المستخدمة ومواد التفجير ذاتها هي المستخدمة.
تاريخ المستودعات
وكشفت وزارة الداخلية البحرينية منذ فبراير العام 2011 وحتى الأربعاء الماضي عن العشرات من مواقع تخزين الأسلحة والمتفجرات، وصناعة الأسلحة المحلية، إضافة إلى مواد كيميائية توضع بدقة لإحداث تفجير.
وفي ديسمبر 2013 كشفت الوزارة عن إحدى أكبر عمليات تهريب الأسلحة عن طريق البحر، وكانت المرة الأولى التي يتم محاولة تهريب مادة الـC4 شديدة الانفجار إلى البحرين والكشف عنها منذ أزمة 2011، وكانت قادمة عن طريق طهران.
ويعتبر المستودع الذي اكتشف تحت الأرض من أغرب أماكن الخزين التي تم الكشف عنها حتى الآن في البحرين.
مادة RDX المتفجرة ضمن المواد المتفجرة التي تم العثور عليها
وفي السياق، قال مدير إدارة المتفجرات بالمنطقة الشرقية سابقاً العميد علي حسن الراشد إن مادة RDX عبارة عن عجينة بنية اللون ومحظورة واكتشفت من قبل عالم ألماني قبل أكثر من 100 عام، وهي تستخدم في الأعمال التجارية والمجال الصناعي وشديدة الانفجار.
وتصنف المادة ضمن المواد المتفجرة، ولها القدرة على التحول إلى كمية كبيرة من الغازات بسرعة وحرارة عاليتين، خلال فترة زمنية وجيزة، وبتأثير عامل خارجي، محدثة ضغطاً متزايداً يسبب التدمير، وتفوق سرعة المادة 8887 متراً في الثانية، متفوقة على أشهر المواد التفجيرية الأخرى، كمادة TNT بسبعة آلاف متر في الثانية، ومادة C4 بـ8630 متراً في الثانية.
العبث بأمن الخليج
إلى ذلك، قال المحلل الإستراتيجي في شؤون الأقليات أمجد طه لـ«اليوم» إن المتورطين كانوا يخططون لتسريب الغازات السامة التي جلبوها من إيران في شوارع العاصمة المنامة ومدينة الرفاع في المملكة، كما يعتقد بحسب المصادر الأمنية أن عددا منهم عبثوا بأمن الخليج. ودعا أمجد طه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي لسحب سفرائها من إيران، وأشار إلى محاولة إيران من خلال 14 شخصاً تهريب السلاح لداخل اليمن وتخزين السلاح في البحرين لإبعاد الأضواء عن فضيحتها في حادثة تدافع الحجاج في مشعر منى. ويتابع أمجد طه حديثه: الأمن في دول المجلس التعاون وخاصة في السعودية البحرين والإمارات يقظ وفي كل يوم يحبط المحاولات الإيرانية للنيل من الخليجيين بعد أن خسر المعركة في اليمن ويخسرها في سوريا. وأكد أمجد طه في حديثه أن هذه الخلايا مرتبطة مع بعض وكانت تعد لساعة الصفر في موسم الحج للانقلاب على أوطانها، وحذر من ان هناك من المتطرفين من أمثال عبدالحميد دشتي يدعمون هذه الخلايا الإرهابية.
وعن كمية الأسلحة المعثور عليها أضاف أمجد طه: كمية السلاح التي كشفتها البحرين والكويت تكفي لانقلاب عسكري وإحداث مجزرة.