يواصل مهرجان الدوخلة الوطني فعالياته في نسخته الحادية عشرة، حيث حرص الزوار على التجول بين العديد من الأركان التي تجسد البيئة البحرية والتراث وحكايات الآباء والأجداد.
وأشاد الزوار بعدد من فعاليات المهرجان ومن ضمنها القرية التراثية، التراث البحري، الحرف اليدوية، المقهى الشعبي، المعارض الفنية، الأسر المنتجة، مشروعي الصغير، الخيمة الثقافية، المسرح الخليجي والمحلي، معرض القرآن الكريم، معرض السلامة المنزلية، خيمة السلامة المرورية، الخيمة الصحية، قرية الألعاب الترفيهية، المرسم الحر، النحت على الرمال.
وجسد اليوم الخامس من المهرجان مزيجًا من الماضي والحاضر، وأتاح التنوّع والتجاور بين الأجنحة وتقارب أوقات الفعاليات فرصاً عائلية للترفيه المحافظ الذي جمع مضامين اجتماعية وتراثية وثقافية تناسب الجنسين دون تفضيل أو تمييز، وفي موقع مميز بيئياً وسط أجواء دافئة.
وضمن الفعاليات حظيت الخيمة الصحية بتنظيم حملة للتبرع بالدم للرجال والنساء، بالتعاون مع بنك الدم بمستشفى القطيف المركزي، إضافة إلى المحاضرات والندوات الصحية والكشف على بعض الأمراض: كالسكري، الضغط، وسرطان الثدي لدى النساء.
كما جسدت الخيمة الصحية أمراض الجهاز الهضمي، وذلك عبر عشرات الصور التي تتحدث عن أهم ما يتعرض له الجهاز الهضمي من أمراض القولون والسرطانات والحساسية تجاه الأطعمة.
ونقل الكاتب علي سليس قصة نجاحه ونبوغه في كتابة الرواية وبداياته لجمهور برنامج «مشروعي الصغير»، والذي قوبل بالحفاوة والتصفيق والانبهار بحضور والدته وجدته، داعياً الأمهات منهن إلى إخراج أطفالهن من الصناديق الروتينية التي يعيشون فيها وبث الرسائل والنصائح عبر ما صنعت والدته معه.
واستضاف المقهى الشعبي بالمهرجان الإعلامي، القطري صالح غريب متحدثا عن «خصائص الحكاية الشعبية ونهجها الثقافي عند المجتمعات الخليجية مع نماذج عنها»، مؤكدا على أهمية الحكاية الشعبية في التراث، من حيث قربها من عالم الأسطورة، ويذهب في تأصيل المفهوم إلى تلمس المعنى في مصادر مختلفة، وخلص إلى أنها: «عمل أدبي يستمدّ ديمومته من المجتمع، حيث تمّ نقلها شفهيّاً من جيل إلى آخر: باعتبارها نصاً شبه ثابت، فيه جزء متحوّل، بحسب ظرف المجتمع والراوي، فهي حكايات متجدّدة تستند في تفاصيلها إلى وقائع حدثت بالفعل».
ثم عرض الباحث سمات الحكاية الشعبية أنها قد تكون واقعية أو خيالية ونثراً أو شعراً، وهي نص مجهول المؤلف، تتناقلها الأجيال مشافهة، ويطالها التغيير في الحذف والإضافة.
وفي خاتمة الندوة، والتي أدارها الدكتور علي الدرورة، دعا غريب إلى بدائل تعالج هذا الخلل من خلال اعتماد مصطلح «القص الشعبي» بدلاً من مصطلح «الحكاية الشعبية» وتعويض مصطلح «الحكاية العجيبة» لمصطلح «الحكاية الخرافية» نظراً لقيام هذا النوع من السرد في جوهره على ما هو عجيب ومدهش، ويحلّ مصطلح «الحكاية الشعبية» يحلّ محلّ «الحكاية الواقعية» و«الحكاية المرحة» محلّ «الحكاية الفكاهية» وتكريس مصطلح «الحكاية الخرافية»، متخذاً من «الغولة والإخوة الثلاثة» قراءته في مصطلح الحكاية العجيبة، بقراءتها وتفكيكها، ماضياً في قراءة مناهج البحث في الحكاية الشعبية، قبل أن يتعرض إلى أنواع الحكايات الشعبية، ومفهوم الحكاية بعناصرها وأغراضها وأساليبها، ويمضي إلى تدوين بعضها في القسم الثاني من الكتاب آنف الذكر والذي سوف يتحدث عنه في المحاضرة، والتي تتراوح بين العامية والفصحى.
المهرجان حفل بالعديد من الألوان التراثية
الحس التراثي تجلى حتى في الترحيب بزوار المهرجان
لمسات الحداثة صبغت الحرف القديمة
حضور كثيف تابع فعاليات اليوم الخامس