أكد المدير العام المكلف لمنظمة العمل الدولية غريغ فاينز، أن العالم بحاجة إلى حوالي 600 مليون وظيفة لسد الفجوة التي تسببت فيها الأزمة الاقتصادية لاستيفاء الطلب للعمل من قبل الشباب والفتيات الذين سينضمون إلى سوق العمل على مدى الـ 15 سنة القادمة، وأن الجميع يعولون على قطاع السياحة أهمية بالغة لسد هذه الفجوة.
وقال في ورقة عمل ألقاها في اجتماع وزراء سياحة مجموعة العشرين، الذي عقد في أنطاليا التركية الأسبوع الماضي: إن قمة الأمم المتحدة الخاصة التي عقدت مؤخراً تبنت جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة، حيث سيتم بحلول 2030 صياغة وتطبيق سياسات للترويج للسياحة المستدامة التي تخلق الفرص الوظيفية، كما تروج للمنتجات الثقافية المحلية، إضافة لكونها داعما ومكونا أساسيا للمنشآت المتوسطة والصغيرة.
وأوضح غريغ فاينز أنه لم يتم استرداد الوظائف التي خسرت في الانهيار الوشيك الذي طرأ على الوضع المالي العالمي لعام 2008، مؤكداً أن القوى العاملة الدولية ما زالت تنمو بحوالي 40 مليون سنوياً، وستستمر في ذلك، حيث تم تقدير الفجوة الوظيفية العالمية بـ 600 مليون وظيفة، والتي تسببت فيها الأزمة لاستيفاء الطلب للعمل من قبل الشباب والفتيات الذين سينضمون إلى سوق العمل على مدى الـ 15 سنة القادمة.
وكشف أن نحو 780 مليونا من الرجال والنساء يعملون بكل جهد واجتهاد ولساعات طوال، إلا أنهم غير قادرين على نزع أنفسهم وعائلاتهم من الفقر المدقع، حيث لا يتجاوز دخلهم اليومي سوى دولارين رغم وعود قادة العالم أنه بحلول 2030 سيتم القضاء على الفقر المدقع، ومن أهم ما يلزم لتحقيق ذلك الهدف هو إيجاد مئات الملايين من فرص العمل المناسبة، مشدداً على أن للسياحة دوراً مهماً لمواجهة هذا التحدي. فالسياحة أعمال ومشاريع للأفراد؛ والأفراد يخدمون بعضهم بعضا.
وأبان المدير العام المكلف لمنظمة العمل الدولية أن مجال السياحة من أبرز الجهات التوظيفية في العديد من الدول، كما أنه محرك أساسي للنمو الشامل والتنمية، فهي تخلق وظيفة مباشرة واحدة في صناعة السياحة حوالي 1.5 وظيفة إضافية في الاقتصادات المتعلقة في السياحة، وبحسب إحصائيات عام 2014 فإن قطاع السياحة وفر أكثر من 265 مليون وظيفة حول العالم، بما يعادل 8.9% من مجموع الوظائف.
وأشار إلى أن دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مؤخراً بالتعاون مع منظمة العمل الدولية أكدت أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي أكبر الجهات الموفرة للوظائف في قطاع السياحة، أي أنه يعمل حوالي نصف القوى العاملة في مؤسسات مكونة من أقل من 10 أفراد، بينما يعمل ثلاثة أرباع في مؤسسات يعمل فيها أقل من 50 فرداً.
وفي المستقبل أفاد مدير عام منظمة العمل الدولية بأن الوظائف الملائمة هي الطريقة المستدامة للخروج من دائرة الفقر للكثير من العائلات، فالسياحة توفر الفرص الوظيفية لمن تكون فرص انضمامهم لسوق العمل محدودة، مثل النساء أو الشباب أو الوافدين أو السكان الأصليين، كما يعد القطاع مدخلاً لعالم الأعمال للكثير من الشباب.
وكشف أن هناك وظائف للعاملين في قطاع السياحة من فئة الشباب وأعمارهم دون سن 35 سنة، حيث إن نصفهم دون سن 25 أو أقل وحوالي 60% منهم من النساء، كما أن من شأن القطاع أن يكون ركيزة أساسية في ماكينة خلق الوظائف عالمياً، إلا أنه من غير المتوقع أن توظف السياحة أناسا بدافع خيري.
وقال غريغ فاينز: لقد أثبتت حقيبة خفض مستوى الفقر من خلال السياحة التابعة لمنظمة العمل الدولية، والتي تم إنشاؤها بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، كونها نهجا مفيدا وقد تم تطبيقها بالفعل في البرازيل ومصر وكينيا ولاوس وسريلانكا وفيتنام.
ولفت إلى أن منظمة العمل الدولية مع هيئاتها وبالتعاون مع شركاء آخرين تخطط للبناء على هذه التجربة من خلال وضع توجيهات تخص العمل الملائم وسياحة مسؤولة اجتماعيا، منبهاً إلى أنه من المتوقع أن تستمر السياحة في النمو وبتسارع ثابت، فيملك القطاع إمكانية الإسهام الإضافي للتنمية الاقتصادية ولخلق المزيد من الفرص الوظيفية، خصوصا في الأقاليم الأقل تقدما.