أعلنت دار كريستيز بدبي أن المقتنيات الخاصة ستتصدَّر معرضها للأعمال الفنية العربية والإيرانية الحديثة والمعاصرة مساء 20 أكتوبر المقبل في فندق جميرا أبراج الإمارات في دبي. وسيتضمن العرض المرتقب 121 عملاً فنياً، أكثر من 80٪ منها من مقتنيات خاصة من عدد من مدن المنطقة، بالإضافة إلى آسيا والولايات المتحدة وإيطاليا والمملكة المتحدة واليابان. إلى جانب ذلك، يتضمن المعرض المقبل ست لوحات من التركة الفنية لمبدعيها، والتي لم تعرض من قبل في أي مزاد. وتعزز أعمال فنانين من مصر وفلسطين ولبنان وإيران فرادة العرض. ويمثل العرض المقبل شاهداً على الحركة الفنية والإبداعية بمنطقة الشرق الأوسط طوال العقود التسعة الماضية.
مقتنيات خاصة
تمتاز مقتنيات الدكتور أكرم خطيب وزوجته الفنانة أمل ملحم بأهمية خاصة في الحركة الفنية الإماراتية، فقد ساهم الاثنان في إثراء الحركة الإبداعية ببلدان مجلس التعاون، وخصوصاً في الإمارات، في مطلع تسعينيات القرن المنصرم، حيث دَعَيا نخبة من الفنانين التشكيليين من المنطقة، لاسيما من سوريا، للإقامة في دبي لمدة خلال فترة التسعينيات، لإنجاز لوحاتهم وتوطيد العلاقة فيما بينهم واستلهام عوالم وآفاق وأبعاد مترامية من التجربة الإبداعية. ويتضمن معرض مزاد كريستيز المقبل خمس لوحات أخاذة من هذه المقتنيات الفريدة للفنانين التشكيليين السوريين فاتح المدرس ونذير نبعة ومأمون الحمصي.
كما تختزل «مقتنيات عائلة مغني الخاصة» من العاصمة اللبنانية بيروت جوهر حركة الرسم الحديث في لبنان، إذ تُعَدُّ فترة أواخر ستينيات وأوائل سبعينيات القرن المنصرم الحقبة الذهبية في لبنان على صعيد ثراء الحركة الثقافية والإبداعية. وتضم «مقتنيات عائلة مغني الخاصة» مجموعة فريدة من روائع اثنين من أبرز الرسامين في الشرق الأوسط، هما بول غيراغوسيان (1926-1993) وإيلي كنعان (1926-2009).
ويقدّم الفنانان التشكيليان اللبنانيان بول غيراغوسيان وإيلي كنعان منظوراً بصرياً مختلفاً تماماً لتراث لبنان.
تركة الفنانين
ويتضمن المعرض المقبل لوحتين استثنائيتين للفنان التشكيلي المصري محمود سعيد (1897-1964)، واللوحتان مأخوذتان مباشرة من تركته الإبداعية التي آلت إلى عهدة أسرته. اللوحة الأولى «السمراء ذات الأساور»، رسمها عام 1926، وفي هذه اللوحة يقدّم محمود سعيد، رائد الحركة التشكيلية المصرية، بُعداً فريداً للإنسانية النقية، حيث أزال التفاصيل الفائضة أو الزخرفية ورسم هذه المرأة العادية، مجهولة الاسم، بنظراتها الطبيعية والمتعبة، والفاتنة في آنٍ معاً.
ومن التركة الإبداعية للفنانة التشكيلية المصرية عفت ناجي هناك لوحتان، إحداهما لها والأخرى لمحمود سعيد، واللوحتان مثالان جليان على الحركة الثقافية المصرية وانشغال الفنانين التشكيليين بالفلكلور والفنون البدائية.
الأعمال الحديثة والمعاصرة
ولإحياء ذكرى مرور 25 عاماً على رحيل الرسام الفلسطيني عاصم أبو شقرة (1961-1990) تقدم دار كريستيز للمرة الثانية لوحة للرسام الذي توفي في سن 28 عاماً. وتتميز أعمال عاصم أبو شقرة بالتناسق المتقن والتناغم الفريد بين فكرة اللوحة والتجريب في الأساليب، وتجسد الروح الفلسطينية، فمفرداته البصرية جميعها من البيئة الفلسطينية، لا سيما شجر الصبَّار التي جعلها تختزل تاريخ وطنه.
ويمزج الفنان التشكيلي الأمريكي الإيراني مانوشير يكتاي (وُلد 1922) بين ما بعد الحداثة والثقافة الإيرانية، بين الشرق والغرب، بما يتجاوز الحدود التقليدية للتعبيرية التقليدية ورسم البورتريه. ويتضمن المعرض لوحة «بورتريه روبرت مونرو»، وهي مثال آسر لممارسة يكتاي الإبداعية، وأما روبرت مونرو فهو مصور شهير أسهم في العديد من المجلات العالمية مثل «فوغ» و«تاون أند كنتري» و«تشارم» و«سِفنتين» و«نيوزويك» وغيرها الكثير.