نجحتا في تبني فكرة مشروع يكرس مهارات الخياطة ليس للأهداف الربحية، ولكن حباً في العمل الخيري ورسم البسمة على أوجه المستفيدات منه سواءً اللاجئات الفلسطينيات أو السوريات أو الاردنيات، السعوديتان مريم وعلياء ابنتا الدكتور سعود العماري وبعد رحلة إصرار ومثابرة تعود أحداثها إلى عامين مضيا، حين تم اطلاق مشروع «مهارات»، التقت بهما «اليوم» لتجري معهما حوارا تسلط الضوء فيه معهما على هذا البرنامج الرائد الذي يعد من المشاريع الخيرية المستدامة وما آخر تطوراته وما الأهداف المستقبلية له فإلى هناك: بداية ما آخر تطورات ومستجدات مشروع مهارات الخيري؟
تقول مريم: مشروع «مهارات» الخيري في تطور مستمر منذ انطلاقه، ومؤخراً شرعنا أنا وشقيقتي علياء في التخطيط للمشروع الجديد قبل قدوم الصيف، وتكللت مساعينا ولله الحمد بالنجاح، فانطلق المشروع في شهر شوال الماضي حين بدأنا حملة لجمع الجلابيات التي تبرع بها العديد من نساء المجتمع، وتم شحنها إلى الأردن؛ لاستثمارها في مشروع لتأجير الملابس بسعر رمزي لنساء لا يملكن فساتين يستطعن لبسها في مناسبات وحفلات الزفاف، وهدف المشروع الأساسي هو تمكين اللاجئات الفلسطينيات أو السوريات وكذلك الأردنيات الفقيرات أو غيرهن من استئجار فستان لحضور حفل زواج أو زفاف ثم إعادته بعد انتهاء المناسبة، لكي تستفيد منه أخريات مقابل مبلغ رمزي، يستعمل لاحقاً للصرف على المحافظة على الثياب ونظافتها.
وتضيف علياء: في بداية انطلاقة المشروع انصب تفكيرنا على البحث عن الجلاليب باعتبارها تمثل الزي التقليدي الرسمي للمرأة العربية، ولكننا عندما بدأنا في تلقي التبرعات تبين لنا أن الأمر يمكن أن يتسع بحيث يشمل أنواعا أخرى من الفساتين، وملابس الزفاف الخاصة بالعرائس، فضلاً عن الأحذية والشنط النسائية والبالطوهات وخلافها من أصناف الثياب التي ترتديها النساء من مختلف الأعمار ومن مختلف البيئات. كم بلغت حصيلة جمع التبرعات من الثياب؟
تقول مريم: بنهاية فترة جمع التبرعات بلغت حصيلة الفساتين ما يربو على 200 من الطرازات الغربية والعربية، فيما بلغ عدد الفساتين المخصصة للأطفال والشابات الصغيرات 100 صنف، فضلاً عن عدد لا بأس به من الأحذية والشنط النسائية. ما الآليات والاستراتيجيات التي تم اتباعها مؤخراً لتدشين هذه المبادرة؟
تقول علياء: في منتصف ذي الحجة وصلنا أنا وأمي وأخي عبدالله إلى الأردن، واستلمنا الحقائب من شركة الشحن في اليوم التالي، وفي نفس اليوم زرنا مخيم اللاجئين الفلسطينيين خارج عمان الذي تأسس عام 1948م، وكان برفقتنا جاكي سكوت وسهاد المانجو، وهما من أبرز العاملات في مجال العون والأعمال الخيرية، وكلتاهما تقيم في الأردن، وكانت جاكي قد أنشأت جمعية خيرية «هاندز أون هوب - حفنة أمل»، واستعانت مؤخراً بسيدة تدعى منتهى من مخيم اللاجئين الفلسطينيين لديها معرفة وخبرة سابقة في خدمات التجميل والماكياج؛ وذلك لإدارة أول فرع لمشروع خدمة تأجير الفساتين.
وتضيف مريم: بادرنا بزيارتها حيث عرضت علينا خزائن الثياب والفساتين والأرفف المخصصة للأحذية والشنط النسائية. وتتسع الخزانة الواحدة لحوالي 30 فستاناً، وتقرر وقتها أن هذا المكان هو المقر المناسب لتدشين المشروع، والذي سوف يدار من قبل امرأة معروفة بالاستقامة، وأكدت التزامها بمساعدة المحتاجين، أما باقي الثياب فقد أبقيناها في عهدة مشروع «حفنة أمل»، بحيث تسلمها جاكي لسيدات يرغبن في إقامة فروع مشابهة لخدمة الإيجار، وقد وصلتنا الأخبار مؤخراً بأن باقي الثياب سوف يوزع على خمس مناطق مختلفة في عمان وباقي الأردن، وأن الفرع الذي تم افتتاحه في مخيم اللاجئين الفلسطينيين قد سجل بداية ناجحة للغاية. ما الأهداف التي تتطلع مريم وعلياء لتحقيقها مستقبلاً؟
تقول علياء: بالنسبة لأهدافنا القادمة فتتمثل في تطوير كل فرع من تلك الفروع وتزويده بخزائن جديدة ومرايا بالحجم الكبير الممتد من الأرض إلى السقف وصناديق تخزين، هذا بالإضافة إلى تدريب النساء في فريقنا على القيام بأعمال العناية بالشعر والماكياج لوضع بسمة على وجه كل أخت عربية تعيش في ظروف صعبة كالعيش في مخيمات اللاجئين. بأي رسالة تريد كل من مريم وعلياء أن تختم هذا الحوار؟
تجيب مريم: نود في الختام أن نؤكد أن فريق مهارات استمتع ولله الحمد بالقيام بهذه المبادرة الجديدة، وسرنا نجاحها، ونغتنم هذه الفرصة لتقديم الشكر والعرفان لجميع من ساهم معنا في هذا النجاح، ونسأل المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يستمر العطاء والعون من بلادنا المباركة لجميع المحتاجين تحت قيادتنا الرشيدة يحفظها الله.
إحدى المتدربات تقوم بخياطة الفساتين النسائية