استعرض الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي -أحد رواد الإعلام في المملكة- المشهد الإعلامي بالمملكة خلال الـ «15» عاما الماضية.
وقال : إن معظم التطوّرات التي شهدتها الساحة الإعلامية كانت ذات صبغة تنظيمية، لذا فإن على الدارس أن يتعرّف على الفوارق بين الأدوات النظامية المطبّقة في المملكة مثل : "الأمر الملكي، المرسوم الملكي، الأمر السامي، قرار مجلس الوزراء، النظام، اللائحة، القواعد، وغيرها".
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها الدكتور الشبيلي بجامعة الدمام صباح أمس في قاعة المؤتمرات مبنى رقم 11 بجامعة الدمام ونظمها قسم الاتصال وتقنية الإعلام بالجامعة بحضور عميدة كلية الآداب الدكتورة أميرة الجعفري ورئيسة القسم الدكتورة باسمة الغانم وعضوات هيئة التدريس بالقسم و150 طالبة من طالبات القسم تحت عنوان "جديد المشهد الإعلامي المحلي في 15 عاما".
وذكر الدكتور الشبيلي ان هذه المحاضرة جاءت استجابةً لطلب قسم الاتصال وتقنية الإعلام بكلية الآداب في جامعة الدمام، بعد مرور خمسة عشر عاماً على صدور كتابي "الإعلام في المملكة العربية السعودية .. دراسة تاريخية وصفية وتحليلية" لتستكمل ما جدّ على الساحة الإعلامية من متغيّرات.
من جانبها قالت الدكتورة أميرة الجعفري: هذه المحاضرة تعد أحد برامج القسم التي تعرف طالبة الإعلام بأهمية العمل الإعلامي وتاريخه، وكذلك الظروف المحيطة به خلال السنوات الماضية، اضافة الى استضافة شخصيات لها تاريخها في الوسط الإعلامي مثل الدكتور عبدالرحمن الشبيلي الذي يعتبر اول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراة في الإعلام.
وأضافت رئيسة قسم الاتصال وتقنية الإعلام الدكتورة باسمة الغانم ان مثل هذه المحاضرات القيمة والندوات المختصة في الإعلام تأتي ضمن الخطط المدرجة والخطط الاستراتيجية للقسم للاطلاع الواسع للطالبات في قسم الاتصال وتقنية الإعلام، اضافة الى المواد التعليمية والمحاضرات التي تعطى للطالبة في الفصول الدراسية، كذلك يقوم القسم بدعم الطالبات بإدراجهن ضمن الدورات التدريبية المستمرة في القطاعات المتخصصة.
وتطرق الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في محاضرته الى أبرز ما شهده الإعلام خلال الأعوام الخمس عشرة الماضية فيما يهم المجتمع التعليمي، حيث ذكر المسارات الثمانية في الإعلام وهي: المسار في الإعلام البديل ومسار إعادة هيكلة الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية ومسار نموّ قطاع الإعلام الأهلي ومسار إعادة تنظيم جهاز الإعلام المركزي الرسمي ومسار تحديث بعض الأنظمة الإعلامية القائمة ومسار مؤسسات المجتمع المدني والعلمي ومسار المؤسسات الصحفية ومسار أقسام الدراسات الإعلامية.
وأشار الى ان التعامل مع الإعلام في المملكة اتّسم بالإيجابية خاصة مع وسائط الإعلام البديل، بين تلافي الحجب من ناحية وعدم التساهل من ناحية أخرى، خاصة أن تلك الوسائل لم تسلم من التزييف.
وقد أسيء استخدامها من قبل بعض الفئات لإشاعة الفوضى والنعرات والثارات وتأجيجها، وغلبت فوضى الخطاب في بعض وسائط التواصل الاجتماعي، فكان لابد للجهات الأمنية من اتخاذ الوسائل الكفيلة بحماية المجتمع، ولضمان حسن توجيه استخداماتها، والاكتفاء بإغلاق مواقع محدودة ثبتت أضرارها.
وأضاف انه امتداداً لهذه التقنيات الجديدة التي اكتسبت إقبالاً شديداً من الصغار والكبار في المجتمعات وتسببت في انحسارهم عن متابعة الإعلام الرسمي ظهرت المدوّنات والمواقع والصحف الإلكترونية التي شكّلت تهديداً قويّاً للإعلام التقليدي، بينما تبحث دور الصحف عن منصّات استثمارية جديدة من أجل المحافظة على مكانتها المقروئية والتوزيعية.
كما أقدم العديد من القيادات والمسؤولين في المملكة وفي دول أخرى على استخدام وسائط التواصل الاجتماعي ليكونوا على اتصال بالمجتمع، ومن بينهم ملوك ورؤساء ووزراء اعتمدوا حسابات تويتريّة رسميّة خاصةً بأسمائهم.
وأشار الى ان أبرز ما شهده الإعلام من متغيرات كَمية ونوعية خلال العقود الأربعة الماضية، هو استمرار إنشاء أقسام الإعلام في المؤسسات التعليمية الجامعية، وهكذا فإن المشهد الإعلامي والثقافي والتقني في السنوات الخمس عشرة الماضية أحرز تقدّماً رأسيّاً نوعيّاً وتوسّعاً أفقيّاً، في كثير من الاتجاهات، وانعكس ذلك على انفراج تطبيقات الرقابة على المطبوعات، وعلى نمو حركة النشر ومعارض الكتاب واتساع النشاط الثقافي. واستمرت الإذاعة والتلفزيون تشهدان مزيداً من الانفتاح وبرامج البث المباشر (التفاعلية) واستُحدث فيهما المزيد من القنوات، لكن المشهد الإعلامي شهد في الوقت نفسه تراجعًا نسبيّاً في اتجاهات أخرى.
د. الشبيلي يلقي محاضرته