مع قرب موسم الاختبارات، تستنفر الأسرة طاقتها لتوفر جوا يسوده الهدوء لأبنائها للمذاكرة والاستعداد النفسي والبدني للاختبارات؛ لتحقيق التفوق. وفي المقابل، مروجو المخدرات يستعدون لترويج هذا السم الخطر والداء الفتاك الذي ينهش في جسد الأسرة والمجتمع، وما بيانات وزارة الداخلية في القبض على مروجي المخدرات كل فترة إلا دليل على أن الخطر يحدق بكل شاب وفتاة. في الوقت الذي يشيع هؤلاء بأن تلك الحبوب تساعد على السهر والتحصيل الدراسي، مستغلين في ذلك حماس الطلاب في الاستذكار، ورغبتهم في الحصول على معدلات عالية، ومن أشهرها مادة الكبتاجون؛ إذ ينشط تداولها خلال فترة الاختبارات، وتؤدي إلى الأمراض العقلية، وتدمر الأعصاب.
وقال الدكتور هاني الغامدي المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية: يسود اعتقاد خاطئ عند اغلب الشباب وخاصة صغار السن من الطلاب والطالبات ان حبوب الانفيتامين وحبوب الكبتاجون أو حبوب الأبيض، على حسب ما يتداول عنها، والتي تنتشر هذه الايام، بأنها تقوي الذاكرة، ومن هذا المنطلق فقد لقيت راوجاً كبيرا لدى الطلاب والطالبات في استخدامها، وتوزيعها في هذه الفترة. وعن الأضرار الصحية على الإنسان، أشار الغامدي الى أنها مدمرة للعقل والمخ.
وقال: الأمر يحتاج إلى رقابة من المدرسة ورقابة من الأهل والبيت، وهي الأهم، بحكم أن الطالب يقضي وقتاً طويلاً في المنزل، وتعتبر تصرفات وسلوكيات تعطي مؤشرا أوليا أن هناك شيئا غير طبيعي مع هذا الشخص، وللأسف هناك الكثير من الأسر لا ينتبهون لهذا الجانب، وبالتالي تنتشر في هذا الوقت دون حسيب او رقيب.
وقال الدكتور عبدالعزيز المطوع أستاذ الإرشاد والعلاج النفسي ومدير عام مركز الإرشاد الجامعي بجامعة الدمام: في هذه الفترة من العام الدراسي الرقابة تقل من الاهل ومن المدرسة، ويكون الخروج من المدرسة مبكراً، وحساسية هذه المرحلة التي يمر بها الطالب تجعل الطالب يصدق ان الفيتامينات وحبوب الكبتاجون تسهل عملية المذاكرة والاسترجاع، ومرحلة المراهقة تجعل هذا الابن من السهولة إقناعه بهذه الخرافات.
وعن الأسباب التي يقع فيها الطالب، منها أسباب نفسية تحت ضغوط الاختبارات، فيخرج من الاختبار في حاجة لدفعة معنوية كبيرة حتى يحقق الدرجات العالية في الاختبارات، وأيضا رفقاء السوء الذين يقومون بعملية تسهيل الأمور وجعلها بسيطة جداً، وهي بالعكس خطيرة ومؤثرة، وقد لا يخرج من هذه الدوامة، بالإضافة إلى أن مرحلة المراهقة من السهولة فيها اصطياد هؤلاء الشباب الذين ليست عندهم القدرة على رفض تلك التصرفات الخارجة عن النص.