كشف كسر "انبوب مياه" بحي تلال الدوحة بالظهران واغراقه الشوارع لمدة 7 أيام متواصلة، عن بطء تفاعل وتعاطي مديرية المياه في المنطقة الشرقية مع بلاغات الاعطال والازمات، وكذا صعوبة تواصل السكان مع مسؤوليها التي تحولت الى مهمة شاقة ان لم تكن مستحيلة بسبب انشغال هاتف طوارئ المياه طوال الوقت، وفي حال نجاح الاتصال فإنهم لا يتلقون سوى وعود بسرعة الإصلاح ومعالجة الخلل دون اتخاذ اجراء فعلي على الارض، بينما حركت المديرية فرقها لتدارك الوضع بعد نشر "اليوم" تقريرا عن تسرب المياه وتحول الشوارع الى برك ومستنقعات أمام المنازل ونقلها معاناة واستغاثات سكان الحي من عدم وجود صفايات تصريف لبحيرات المياه الناتجة عن كسر الانبوب.
حملات ترشيد
كسر "انبوب الدوحة" ليس الاول من نوعه ولن يكون الأخير بالطبع، لكنه أوضح بصورة لا تقبل الشك "تهاون" مديرية المياه بالمنطقة الشرقية ومسؤوليها بقضية اهدار المياه رغم أهميتها البالغة باعتبارها ثروة قومية غالية تطلق من أجلها وزارة المياه والكهرباء حملات ترشيد متواصلة لتوعية المجتمع بأهمية المياه وطرق المحافظة عليها، ومنها على سبيل المثال حملة توزيع أدوات الترشيد على المنازل والمباني الحكومية التي تم خلالها توزيع الملايين من قطع ترشيد، لكن يبدو ان التصريحات شيء والواقع شكل آخر تماما.
سلسلة بلاغات
وكان سكان حي تلال الدوحة بالظهران قد عانوا خلال الأيام الماضية من تسرب المياه أمام منازلهم نتيجة كسر أحد أنابيب المياه وانتشار المياه في شوارع الحي ما أدى لمنع بعض السكان من مغادرةمنازلهم. وقال المواطن سعد فهد : "أبلغنا مديرية المياه عبر هاتفها المجاني أمس الاول، وهو آخر بلاغ بعد سلسلة بلاغات طوال الأيام الماضية، وأكدوا انهم سوف يحضرون الى الحي خلال فترة وجيزة، وللاسف لم نشاهدهم إلا بعد نشر التقرير بصحيفة "اليوم" في عددها أمس. وأضاف ان الحي يفتقر الى صفايات مشروع تصريف مياه الامطار ، وطالبنا "المياه" بحل المشكلة إلا انهم أكدوا ان مشروع تصريف المياه تابع للأمانة التي لم تنتقل بدورها الى الحي لمعاينة ما يحل به بعد كل تسريب للمياه أو هطول للامطار.
موعد مفتوح
وكشف المواطن يوسف العلي عن مفاجأة تتمثل في استقبال بلاغات الحي بفرع المياه في الخبر، بينما الحي تابع لمدينة الدمام وهذا في حد ذاته سبب في تأخير تلبية البلاغ، اضافة الى ان غرفة الصيانة وتلقي البلاغات تعطي المُبلغ موعدا مفتوحا "غير محدد" يمكن أن يمتد لأسبوع شريطة أن تعاود الاتصال بهم مرة أخرى، وإلا يلغى البلاغ آليا وهذا ما حدث في عدة بلاغات سابقة.
وعود وتأخير
وقال المواطن أحمد الأحمد : إن الصيانة لا تقوم بواجبها كاملا ودائما تكون أعذارهم واهية من نوعية ان هناك بلاغات كثيرة. وطالب "المياه" بإعادة النظر في غرفة تلقي البلاغات التي لم يستفد منها أبناء الحي أو الأحياء الاخرى سوى الوعود والتأخير في مباشرة الاعطال. واقترح المواطن ابراهيم الخطيب من سكان الحي فتح خط لهذه المياه على خطوط الصرف الصحي حتى تنتهي معاناة غياب غرف تصريف المياه التي بدأت مع انشاء هذا الحي، مؤكدا ان هذه الوصلة لن تكلف كثيرا.
مخالفة تسريب
"اليوم" خلال جولتها الميدانية بالحي التقت أحد مهندسي مديرية المياه بالشرقية أحمد الحربي، الذي اكد ان هناك ملصقا يوضع على منازل بعض السكان إذا وجد تسريب مياه منها، ويتم توقيع مخالفة قيمتها 200 ريال تضاف على الفاتورة في نهاية الشهر، موضحا بها سبب المخالفة، وفي حالة عدم اقتناع صاحب المنزل عند مراجعته الفرع يتم إظهار المستندات والصور له حتى يتبين من صحة المخالفة.
المتحدث الرسمي لمياه الشرقية وم. أحمد الحربي يتحدثان للزميل الجبلي
ضوئية لما نشر عن معاناة سكان حي تلال الدوحة