في الوقت الذي خاض فيه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية معارك عنيفة فجر امس الجمعة في جبل هيلان غرب محافظة مأرب على التوخ الشرقية لمحافظة صنعاء تحت غطاء جوي كثيف من طائرات التحالف، بدأت قوات التحالف وجيش الشرعية بالتحضير لمعركة تحرير تعز، وقال العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف إن عمليات التحالف مستمرة وبشكل متزامن في عدة مناطق جنوب وشمال اليمن من أجل الوصول إلى العاصمة صنعاء، فيما دعا المفوض السامي لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة اليمن امس الجمعة الى العدول عن قراره طرد ممثله.
استعادة جبال «هيلان»
وفي التفاصيل، فقد سيطر الجيش والمقاومة اليمنيان على أجزاء من جبال "هيلان" الإستراتيجية المطلة على مدينتي مأرب وصرواح بدعم من طيران التحالف العربي.
وقال إن المعارك بين الجيش والمقاومة مع مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع، وتعد جبال هيلان خط الدفاع الأخير المتبقي للحوثيين وحلفائهم في محافظة مأرب من جهة صنعاء.
وفي الوقت الذي خاض فيه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية معارك عنيفة فجر امس الجمعة في جبل هيلان غرب محافظة مأرب على التخوم الشرقية لمحافظة صنعاء تحت غطاء جوي كثيف من طائرات التحالف.
وقالت مصادر عسكرية إن المقاومة والجيش الوطني تمكنا من تطهير العديد من المواقع التي كانت تتمركز فيها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وتواصل التقدم لاستكمال السيطرة على بقية أجزاء الجبل الممتد بطول يزيد على 30 كلم تقريبا وما زالت المواجهات مستمرة.
كما قال مصدر في المقاومة إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يخوضان معارك الآن لتحرير ما تبقى من جبل هيلان بعد تحرير أجزاء واسعة من المنطقة.
ونفذت طائرات التحالف أكثر من 20 غارة على مواقع الميليشيات في الجبل بعملية إسناد مباشرة للجيش والمقاومة.
وكانت مليشيات الحوثي وقوات صالح استخدمت جبال هيلان لإطلاق صواريخ التوشكا وقذائف الكاتيوشا يوميا على مدينة مأرب ومعسكرات التحالف والجيش الوطني.
وإذا ما بسطت القوات الموالية لهادي سيطرتها على تلك الجبال فسيمهد ذلك الطريق لاستعادة مناطق صرواح وحريب القراميش التي تقع شرق صنعاء.
وكانت المقاومة تقدمت كثيرا في محافظة مأرب، كما تقدمت مؤخرا في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة حيث سيطرت على مدينة الحزم مركز المحافظة.
وفي تطور لافت سيطر الجيش والمقاومة قبل يومين على مدينة وميناء ميدي على البحر الأحمر بمحافظة حجة شمال غرب صنعاء، وذلك بدعم من قوات التحالف العربي.
وقصفت القوات المتمردة على هادي خلال اليومين الماضيين بالمدفعية مواقع الجيش الوطني والمقاومة المقابلة لميناء ميدي.
وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش ردت على مصادر النيران، مؤكدا أن القصف لم يخلف خسائر بشرية.
الوصول إلى صنعاء
من جهته قال العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف ومستشار وزير الدفاع السعودي إن ميناء ميدي كان منفذا لتهريب الأسلحة، وإن السيطرة عليه من قبل قوات الشرعية تعد تطورا إيجابيا.
ونقلت الجزيرة عن عسيري قوله إن عمليات التحالف مستمرة وبشكل متزامن في عدة مناطق جنوب وشمال اليمن من أجل الوصول إلى العاصمة صنعاء.
ثلاثة ألوية لتحرير تعز
وأسفرت الاجتماعات المكثفة خلال الأيام السابقة في عدن عن تشكيل مجلس بقيادة الشيخ حمود المخلافي لتحرير تعز من ميليشيات الانقلاب الحوثية.
كما تم تشكيل ثلاثة ألوية عسكرية يجري تدريبها في قاعدة العند الجوية وفي مناطق أخرى تحت إشراف ضباط من قوات التحالف العربي.
ويأتي هذا الاتفاق وسط أنباء عن تحقيق تقدم للمقاومة الشعبية خلال اليومين الماضيين على جبهات عدة، حيث أفشلت قوات المقاومة محاولة حوثية لاستعادة السيطرة على جبل عروس. كذلك تم تطهير معظم مباني حيي ثعبات والجحملية في تعز من قناصة الميليشيات، فيما سيطرت قوات الشرعية على ميناء ميدي الاستراتيجي على الساحل الشمالي الغربي، مقتربة بذلك من معاقل المتمردين شمال غرب اليمن.
وأكدت مصادر ميدانية أن الضربات الجوية المتواصلة أفشلت محاولات الحوثيين إمداد مقاتليهم بالسلاح والذخائر في جبهة نهم شمال شرق صنعاء، ومناطق حدودية في حجة وصعدة وتعز.
قلق دولي
الى ذلك، عبرت منظمة الصحة العالمية عن بالغ قلقها جراء الوضع الصحي المتدهور في مدينة تعز جنوبي اليمن، حيث يعيش أكثر من ربع مليون شخص تحت حصار فعلي منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، داعية إلى رفع الحصار فورا عن المدينة لإيصال المستلزمات الصحية.
وأشارت المنظمة في بيان إلى استمرار منع خمس شاحنات تابعة لها تحوي أدوية ومستلزمات طبية وخمسمائة أسطوانة أكسجين من دخول المدينة منذ الشهر الماضي.
وذكرت المنظمة أن مستشفيات المدينة تمتلئ بالمرضى والجرحى، فيما تصارع المنظمات الإنسانية في سبيل إيصال المستلزمات الطبية التي تعثر إدخالها بسبب انعدام الأمن.
ودعت المنظمة العالمية جميع الأطراف إلى السماح بالوصول الآمن للمساعدات الطبية لجميع السكان بغض النظر عن أماكن إقامتهم.
ويفرض الحوثيون وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حصارا على جميع المنافذ الرئيسية لمدينة تعز منذ أشهر، ويمنعون إيصال الإمدادات الطبية والإنسانية للمستشفيات الواقعة في مناطق سيطرة المقاومة الشعبية الموالية للحكومة، وفقا لمنظمات حقوقية محلية ودولية.