بعد مضي عام من اعتلاء خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم في بلاد الحرمين، جاء يومٌ هو ذكرى يوم البيعة الميمونة، وتوهجت كل وسائل الإعلام بأعلام المملكة التي تحمل شعار التوحيد والوحدة والأمن والنماء. فبرزت في أحلى حلة.. فها هو التليفزيون يخصص لهذه الذكرى برامج خاصة وشيئاً من الإنجازات الرائعة في هذا العهد السعيد بقيادة مليكنا وعاهلنا العظيم سلمان بن عبدالعزيز. إن إنجازات هذا القائد الشجاع واضحة للعيان، فالوطن في قلبه والأمة العربية والإسلامية حاضرتان في وجدانه، ومما يلفت النظر اهتمام سيدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ودعمه للتراث والأبحاث التي تؤصل لهذا التراث.. فسلمان -حفظه الله وأيده بنصره- في خَلَدِه أن يعبر بتراث الأمة من المحلية إلى العالمية حيث أكد -أيده الله- في أكثر من مناسبة أن مجدنا في الاعتزاز بموروثنا الحضاري وأن التراث يجسد الماضي.وأوجد برنامج تطوير القرى والبلدات التراثية الذي انطلق في منطقة الرياض من محافظة الغاط، العديد من الاتفاقيات التي تخدم قضايا التراث من بينها: اتفاقيات تمويل بنك التسليف، وأسس لجاناً للتنمية السياحية ودعم مشروعات تأصيل العمارة التراثية في المباني والمعالم الحديثة، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وتأهيل مسار طريق توحيد المملكة الذي سلكه الملك عبدالعزيز من الكويت إلى الرياض. وشملت جهود الملك سلمان -حفظه الله- خدمة التراث بمفهومه الواسع، داخل المملكة وخارجها، من خلال دعمه المتواصل للتراث عبر دارة الملك عبدالعزيز، التي يرأس مجلس إدارتها، وتمكن في فترة وجيزة من تطوير مهامها لتضطلع بخدمة التراث الوطني ودعم الأبحاث والدراسات التي تبرز تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة والدول العربية والإسلامية بصفة عامة.ومما تجدر الإشارة إليه، أن خادم الحرمين الشريفين تسلم في شهر ربيع الأول عام 1434هـ جائزة الإنجاز مدى الحياة في مجال التراث العمراني، حيث مثل الملك سلمان دعماً كبيراً لقضايا التراث العمراني الوطني، وامتداداً لجهوده في الحفاظ على الموروث الوطني ورعايته. ولما كان حفظه الله وزيراً للدفاع أمر بعض جهات وزارة الدفاع بعدم إزالة أي مبنى أثري إلا بعد مراجعة الهيئة العامة للسياحة. وقالت بعض الصحف إن الملك المحب للتراث إبان توليه ولاية العهد ركز على عدم إعاقة وصول الناس إلى أماكن التراث، وتمكين الشباب من زيارة المواقع التاريخية في عموم مناطق المملكة؛ للتعرف على تاريخ وطنهم المشرق وملحمة وحدته الفريدة.كما تجدر الإشارة إلى أن المملكة في عهد سلمان -حفظه الله- جعلت نصب عينيها الحفاظ على أمن الوطن ومكتسباته، وحماية الدين الإسلامي من كل الدسائس والمخاطر، مع الالتفات الجدي إلى الاقتصاد العالمي ومتقلباته ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية؛ من أجل تنمية شاملة تتنوع فيها مصادر الدخل وتوفير حياة كريمة للمواطن. وواصلت البلاد مسيرة البناء والنهضة الشاملة التي طالت مختلف المجالات بمنجزات عدة وتقدم غير مسبوق على كل الأصعدة؛ للحاق بركب التطور العالمي وبناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة. وقالت الصحيفة: ومع بداية العهد الميمون أيضاً كانت المنجزات والتطورات حاضرة في المشهد، ابتداءً من السعي الحثيث لوضع الخطط التنموية والتطويرية على جميع المستويات؛ للرقي بالخدمات المقدمة للمواطنين للمستوى المطلوب والمأمول مع الاهتمام الكبير بالأمن الوطني واستقراره. ولم يدخر خادم الحرمين الشريفين جهداً في لم شمل العرب والمسلمين من خلال استقبال زعماء الدول الحليفة والصديقة وعقد التحالفات الدولية؛ لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وردع المعتدين، إضافة إلى الدفاع عن الوطن والمواطن في هذه الأوقات التي يشهد فيها العالم أزمات سياسية وأمنية واقتصادية، لتبقى المملكة شاخصة تقاوم أمواج التأثير المتلاحقة، خصوصاً مع الانخفاض الكبير في أسعار النفط العالمية والعوامل المختلفة والتي أنبأت بسنوات عجاف وفقاً لغالبية الخبراء العالميين، ولم يتردد ربان الوطن في مد يد العون لأشقائه في اليمن وسوريا وغيرهما.. والدفاع عنهم ضد قوى الظلم والعدوان فكان بحق ملك الحزم والعزم والأمل.