افتتحت رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لشركة لوكهيد مارتن كوربوريشن مارلين هيوسون، من الولايات المتحدة الأمريكية أعمال الجلسة الثانية لليوم الثاني من أعمال منتدى التنافسية الدولي 2016 بكلمة رئيسة عن إطلاق القوة الإبداعية بتأكيدها أن مشروع الشركة يسيطر على البنية التحتية لتدريب وتطوير مهارات الشباب وشحذ هممهم، حيث لا يوجد هناك حدود للنجاح.
التعليم والإلهام والتعاون تعتبر من خطوات التطوير الأساسية - حسب تعبير مارلين - وقالت : "نريد جيلا متحفزا لرفع القيمة المضافة لاقتصاد وطنهم، وذلك لن يتم إلا من خلال استخراج الامكانات التي لديهم ونستثمرها في مجال التعليم".
مبينة أن أثمن استثمار لدى أي دولة لا يأتي إلا من خلال المواطنين، وينبغي على كل دولة أن تخصص مركزا لقياة الرياديين لتعليم الطلاب ليصبحوا قادة ورؤساء أعمال هامين، مشيرة إلى أن أحد طلاب لوك هارد مارتن "عبدالعزيز سعد السعيد" شارك معهم وفي المعهد والآن يستكمل دراسته العليا في مجال الفضاء.
وضربت المتحدثة مثالاً آخر بالطالبة العنود التركي التي تخرجت مهندسة، وتعمل الآن في شركة مايكروسوفت كأول امرأة سعودية تعمل في هذه الشركة منذ تأسيسها، وقالت: إن تجربتها مع المعهد كانت مثيرة للحماس وتعلمت منها الكثير.
وحسب المتحدثة فقد وقعت الشركة اتفاقية تعاون مؤخراً مع مركز الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعربسات، وأسسوا أقمارا صناعية تجريبية، مبينة أن هذه الفكرة كانت من مخرجات عدد من الطلاب المنظمين لدى الشركة.
وفي الكلمة الثانية التي ألقتها إندرا لويي، رئيس مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية في شركة بيبسي كولا عن "الاستدامة ونظرة عن تحدياتها" فقد أكدت أن هذا المنتدى يعتبر أهم مكان لبناء حوار إيجابي عن اقتصاد المملكة، مشيرة إلى أن مصنع بيبسي كولا، طور وأنتج العديد من المواد الغذائية كي تنافس في السوق السعودية وفي السوق الخليجية ككل، مبينة أن هناك 10 آلاف موظف في الشركة يعملون في مجال التعبئة وألف موظف آخر يقومون بعملية التوزيع في كافة مناطق المملكة. وقالت : "هناك 20 % من الموظفين لدينا هم سعوديون، و80 % من الأجانب، ونعمل بكل طاقاتنا على تطوير قدرات السعوديين وتدريب العديد منهم لرفع نسب السعودة".
وفاجأت إندرا الحضور بمعلومات لم يكن يتوقعوها، إذ أكدت أن أكبر مصنع للمنتجات الغازية "بيبسي" في العالم موجود في مدينة جدة واستثمر في السعودية بأكثر من 5 مليارات ريال، مشيرة إلى أن أول زجاجة بيبسي صنعت في السعودية أحدثت تغييرا كبيرا لدى المواطنين، مؤكدة أن استثمارات الشركة في السعوية ستزيد على حدها قريباً، معتبرة أن 60 عاماً من الشراكة غير كافية، ولم تلب طموحات الشركة بعد.
وقالت إندرا : "كيف نبحر بسلام خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع هبوط أسعار النفط، يعتبر هذا هو السؤال الأهم لنقاشه هذا اليوم، يأتي ذلك من خلال استغلال الابتكار في مجال المشاريع غير النفطية، وتجهيز الشباب السعودي بالمهارات، لأن أكثر من نصف السكان أعمارهم أقل من 25 عاما، الأمر الذي يستدعي أن يتم استهداف الشباب وتحصينهم بالفكر وتعزيز طاقاتهم في المجال الصحيح نحو الاقتصاد المثمر والصحيح محلياً".
وفي الإطار أشادت إندرا خلال كلمتها بالإنجازات التي حققتها المرأة محلياً في السعودية، حيث استطاعت - بدعم من الحكومة - احتلال مناصب قيادية في الحكومة، إضافة إلى دخولها وسيطرتها على عدد من مناصب الشركات الكبرى.
وتطرقت إندرا لموضوع توفير المياه، حيث من الضروري بناء اقتصاد مستدام على مدى سنوات طويلة، من خلال حفظ المياه بدرجة أولى، مشيدة بالإجراءات التي اتخذتها المملكة في مجال ترشيد استهلاك المياه.
وبينت إندرا أن هناك العديد من الأفكار الاستثمارية الواعدة في المملكة، مشيرة إلى أن شركة بيبسي ركزت خلال الفترة الماضية على تطوير عدد من المنتجات الغذائية والأغذية الخفيفة، مشيرة إلى أن صناعة الغذاء والشراب في المملكة وفي المنطقة ككل أمر مربح جداً ومغر للشركات وجاذب للمستثمرين. ومن المزايا في مثل هذه الأعمال قوة العمل وتوفير الوظائف للشباب، ولكن يجب وضع أنظمة وتسهيلات لأصحاب تلك المشاريع من وقت لآخر تحقيقاً للمصالح المتبادلة بين الحكومة والمستثمر.
وفي الكلمة الثالثة الرئيسة التي ألقاها توماس وهيو الرئيس التنفيذي، الغرفة التجارية الصناعية الأمريكية عن موضوع العلاقات الاقتصادية السعودية الأمريكية "نمو وازدهار" فقد أوضح أن الغرفة التجارية الأمريكية تعد الأكبر في العالم وتراقب أكثر من 3 ملايين شركة أمريكية على مدى العام، كما يتم التسهيل لهم في أعمالهم وتقديم الاستشارات لهم.
وفي الإطار أكد توماس أن الاستثمارات الأمريكية في المملكة فعالة جداً، ووصلت مؤخراً إلى أكثر من 10 مليارات دولار،
مبيناً أن أغلب الاستثمارات الأمريكية في المملكة ترتكز على مجالي الطاقة والتقنية، لكن المستثمرين حالياً يفكرون في الانتقال للاستثمار في اقتصاد المعرفة، والاكتفاء بالمشاريع ذات الطابع التقني وذات الطابع النفطي، لارتفاع أسعار البترول مؤخراً، وراهن توماس على الفرص الكبيرة المتاحة للمستثمرين الأمريكيين في المملكة.
وفي إطار آخر أشاد توماس بالشباب السعودي المبتعث لدى الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أنهم يعملون على تجهيز وظائفهم المستقبلية ذات طابع الأعمال الربحية الخاصة، وكثير منهم سيعكس أثراً إيجابياً على اقتصاد المملكة فور انتهائهم من الدراسة.
وطالب توماس المستثمرين السعوديين بالاستثمار في الولايات المتحدة لتعميق العلاقات بين البلدين، مشيداً بزيادة التعاون بين مجلس الغرف التجارية مع الغرفة التجارية الأمريكية، التي ترجمت تلك اللقاءات العديد المشاريع المشتركة.
وتوقع توماس من "قمة الرؤساء التنفيذين" التي ستنطلق قريباً في واشنطن بتحقيق العديد من المشاريع والتطلعات الاقتصادية بين المملكة والولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة الاستمرار في الانفتاح التجاري بين البلدين بدعم وحرص خاص من حكومتي البلدين.