أكد صيادلة واستشاريون أن باحثين وعلماء غربيين باتوا قاب قوسين أو أدنى من اكتشاف علاج ناجع لمرض السكري، لافتين إلى أنهم تمكنوا باستخدام خلايا جذعية جينية من استحداث خلايا منتجة للأنسولين في البنكرياس، أشبه بالخلايا الطبيعية ويمكن عند زراعتها في أجساد المرضى أن تفرز الأنسولين وتقوم بدور خلايا بيتا في البنكرياس وتؤدي إلى القضاء على السكري نهائيا.
وقالوا لـ «اليوم» ضمن الملف الشهري الرابع عشر «السكري.. القاتل الصامت!»، إن فريقا من الباحثين الأمريكيين تمكنوا كذلك من التوصل إلى أحد العلاجات المحتملة الجديدة لمرض السكري باكتشاف هرمون جديد يعرف باسم « بيتاتروفين «، مشيرين إلى أن هذا الهرمون أثبت قدرته على تحفيز البنكرياس الخاص بفئران المعمل.
وأشاروا إلى أن الأبحاث العلمية جارية على قدم وساق للوصول إلى حلول جذرية وأدوية تخفف من معاناة الملايين من المصابين بداء السكري، الذي أصبح أحد الأمراض المعقدة والمزمنة التي تتطلب رعاية طبية مستمرة، حيث تجرى الدراسات الطبية لاكتشاف ما هو جديد في علاج السكر وما قد يخفف عن مرضى السكر وخصوصا صغار السن منهم.
وشددوا على أن علاج مرض السكري يشهد تطورا هائلا في السنوات الأخيرة بهدف تحسين نقص الأنسولين مع آثار جانبية أقل، كما شهدت مستحضرات الأنسولين تطوراً كبيراً وتم استحداث كثير من الأدوية سواء عن طريق الفم أو الحقن كما تشهد العديد من دول العالم المتقدمة في الأبحاث والدراسات الطبية محاولات لاختراعات طبية سواء في الأدوية أو تجارب الخلايا الجذعية.
إلى ذلك، قال الدكتور أحمد عبدالله البري الأستاذ المشارك في الصيدلة الإكلينيكية بكلية الصيدلة في جامعة الملك عبدالعزيز «مرض السكري هو واحد من أكبر التحديات في المجال الطبي التي تصيب 347 مليون شخص في جميع أنحاء العالم حسب آخر إحصائية ومن المتوقع أن يكون السبب الرئيس السابع للوفاة بحلول عام 2030. ويوصف مرض السكري من قبل منظمة الصحة العالمية بأنه مرض اضطراب في التمثيل الغذائي في الجسم وذلك نتيجة لنقص نسبي أو تام في إفراز هرمون الأنسولين أو عمل الأنسولين أو كليهما. وهرمون الأنسولين هو هرمون يفرز من خلايا بيتا في غدة البنكرياس وهو المسؤول عن إدخال السكر من الدم إلى الخلايا لتستفيد منه وتقوم بعمليات التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة. لذلك فإن نقص هذا الهرمون يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، الذي يسبب أضرارا على المدى الطويل ويؤدي إلى العجز والفشل في مختلف أجهزة الجسم، إضافة إلى أمراض تصلب الشرايين والقلب».
وأضاف البري: ينتشر مرض السكري في المملكة على مستوى ينذر بالخطر فهناك أكثر من 25 في المائة من السكان البالغين الذين يعانون من مرض السكري ويتوقع أن يزيد هذا الرقم إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2030. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فان المملكة لديها ثاني أعلى معدل لنسبة مرضى السكري في الشرق الأوسط وهي السابعة على مستوى العالم وقد سجلت المملكة ما يقرب من 3.8 مليون حالة من حالات السكري في عام 2014 طبقا لإحصائيات الاتحاد الدولي للسكري، ويرتفع معدل الإصابة بمرض السكري بصورة كبيرة بسبب أساليب الحياة غير الصحية والممارسات الغذائية الخاطئة، إضافة إلى العوامل الوراثية، وهناك نوعان من مرض السكري النوع الأول (نوع 1) وينتج نتيجة لهجوم بعض الخلايا المناعية على خلايا بيتا في البنكرياس والمنتجة لهرمون الأنسولين مما يؤدي إلى نقص إفرازه وهناك النوع الثاني (نوع 2) ويرجع إما إلى عدم كفاية تخليق الأنسولين أو عدم قدرة الجسم على الاستجابة للأنسولين المفرز مما يؤدي إلى تراكم السكري في الدم، وهناك ثلاثة عناصر رئيسة لعلاج مرض السكري وهي: النظام الغذائي وممارسة الرياضة والأدوية، التي تشمل الأنسولين والأدوية المضادة لمرض السكر (عن طريق الفم والحقن)».
وتابع البري: حدث تطور هائل في علاج مرض السكري في السنوات الأخيرة يهدف إلى تحسين نقص الأنسولين مع آثار جانبية أقل فحدث تطور كبير في مستحضرات الأنسولين وتم استحداث كثير من الأدوية أيضا سواء عن طريق الفم أو الحقن وذلك لتحكم أفضل في نسبة السكر في الدم فظهرت بعض الهرمونات التي تحفز إفراز الأنسولين وكذلك ظهرت بعض الأدوية الأخرى التي قد تزيد من إفراز الأنسولين أو تزيد من استجابة الجسم للأنسولين وبعض الأدوية التي تعمل على الكلى لتزيد من إفراز السكري في البول وهي مثبطات إعادة امتصاص الجلوكوز البولية وأصبح متاحا الآن أقلام الأنسولين والأنسولين طويل المفعول والأقل في المضاعفات الجانبية.
وزاد: يمثل الأنسولين، الذي يعتبر العلاج الرئيس للنوع 1 وكذلك بعض حالات النوع 2 مشكلة كبيرة لكثير من الأشخاص حيث إنه يعطى عن طريق الحقن وقد يحتاج المريض لأكثر من حقنة في اليوم مما يسبب إزعاجا لكثير من الناس مما يدفعهم إلى عدم الانتظام في العلاج في كثير من الأحيان، لذلك فهناك أبحاث لمحاولة إعطاء الأنسولين بطريقة غير الحقن، وقبل فترة وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء (افريزا) وهو أنسولين بشري يعطى عن طريق الاستنشاق وهناك بعض الأبحاث التي تحاول إعطاء الأنسولين عن طريق الفم باستخدام تقنية النانو تكنولوجي وكذلك عن طريق الجلد من خلال لصقة تحتوي على الأنسولين ليتم امتصاصها ولكن هذه الأبحاث لا تزال تحت الدراسة، بالإضافة إلى ذلك فان هناك بعض الأبحاث التي تجرى في محاولة لاستحداث أنسولين فائق المفعول في مدة تأثيره بحيث يتم إعطاء حقن الأنسولين مرتين أو ثلاث مرات فقط في الأسبوع».
وقال البري: تم اكتشاف بعض الهرمونات التي تؤدي إلى زيادة نسبة الأنسولين في الدم وتقليل الأعراض الجانبية للأنسولين كالدوخة وكذلك تقليل مضاعفات السكري وتم تصنيعها لإعطائها للمرضى، فعلى سبيل المثال دواء «ليراجلوتيد» وهو علاج جديد لمرض السكري من النوع 2 يمكنه التحكم في مستويات السكر في الدم وضبطه لمدة ٢٤ ساعة بفضل التكنولوجيا الهندسة الجينية المستخدمة في تصنيعه وكذلك هناك أبحاث لإعطاء دواء مماثل له وهو «اكسيناتيد» ليتم إعطاؤه مرة واحدة فقط أسبوعيا، وقد أكد علماء بريطانيون أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من اكتشاف علاج ناجع لمرض السكري حيث إنهم تمكنوا باستخدام خلايا جذعية جنينية من استحداث خلايا منتجة للأنسولين في البنكرياس، أشبه بالخلايا الطبيعية ويمكن عند زراعتها في أجساد المرضى أن تفرز الأنسولين وتقوم بدور خلايا بيتا في البنكرياس وتؤدي إلى القضاء على السكري نهائيا.
وأضاف: تمكن فريق من الباحثين الأمريكيين من التوصل إلى أحد العلاجات المحتملة الجديدة لمرض السكري حيث تم اكتشاف هرمون جديد يعرف باسم «بيتاتروفين» ، حيث أثبت قدرته على تحفيز البنكرياس الخاص بفئران المعمل، وبالأخص خلايا بيتا على إفراز هرمون الأنسولين بمعدلات كبيرة للغاية، تصل إلى 30 ضعف المعدل الطبيعي ، وهو ما سيساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم بشكل طبيعي للغاية ودون الحاجة للتدخل الطبي والقياس الدوري لمستويات السكري.
وأشار إلى أن مرض السكري من الأمراض التي قد تسبب مشاكل ومضاعفات خطيرة ولكن يمكن السيطرة عليه ومتابعة الحياة بصورة طبيعية وذلك باتباع نمط حياة صحي من حيث النظام الغذائي والرياضة والانتظام في العلاج وهناك نظرة مستقبلية مشرقة قريبا بإذن الله في التطور العلاجي، الذي قد يؤدي في يوم من الأيام إلى علاجه نهائيا أو على الأقل استخدام أدوية فموية بعيدا عن الحقن اليومي.
من جهته، قال الدكتور علاء عبدالله باقلاقل الأستاذ المساعد في قسم الصيدلة السريرية في كلية الصيدلة بجامعة الملك عبدالعزيز والمُثقف المعتمد لمرض السكري «حالياً المرضى بالنوع الأول من داء السكري وبعض الحالات المتقدمة من المصابين بالنوع الثاني من داء السكر لا بد لهم من استخدام حقن الأنسولين، التي قد تصل إلى عدة مرات يومياً للحفاظ على مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم، فى حين إن هذا النهج ضروري لتحسين رعاية مرض السكري، إلا أن ذلك يمثل عبئاً كبيراً على المريض بسبب عدة أسباب وأهمها الألم المصاحب للحقن أو صعوبة الاحتفاظ بحقن الأنسولين في الثلاجة في جميع الأوقات مما قد يؤدي إلى ضجر المريض».
وأضاف با قلاقل: على مدى عدة عقود، قام الباحثون على مرض السكري بتطوير مضخات الأنسولين التي يمكن ارتداؤها التي تراقب وتقيس مستويات السكر وتفرز الأنسولين تلقائياً لتحسين رعاية مرض السكري، ولكن لصعوبة استخدام مضخات الأنسولين وأسعارها الباهظة فهي ليست الخيار الأمثل لجميع مرضى السكري وعلى نفس المنوال، قامت الجمعية الأمريكية للسكري بدعم فكرة «لصقة الأنسولين الذكية» التي تعتمد على تقنية النانو في إفراز كمية الأنسولين التي يحتاجها المريض من غير حقن، حيث إن لصقة الأنسولين الذكية تستشعر مستويات السكر في الدم عن طريق أهداب رفيعة جداً في حجم رموش العين ومن ثم إفراز كميات الأنسولين المطلوبة على حسب الحاجة مما يسمح بمحاكاة خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين في الجسم، حيث أثبتت دراسة نشرت مؤخراً في أحدى المجلات الطبية المرموقة قدرة النموذج الأول من لصقة الأنسولين الذكية في خفض مستوى السكر في فئران التجارب لمدة ٩ ساعات، كما أن لصقة الأنسولين الذكية في حجم العملة المعدنية، ومع استمرار التجارب الأكلينيكة، يأمل الباحثون بالتوصل إلى شكل نهائي للصقة الأنسولين الذكية مما قد يساعد وبشكل كبير في التخلص من حقن الأنسولين في حال أثبتت نجاحها «.
وقال الدكتور حسين سعد أمين استشاري طب الأسرة الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة الملك سعود: مرض السكري أحد الأمراض المعقدة والمزمنة التي تتطلب رعاية طبية مستمرة مع استراتيجيات الحد من المخاطر المتعددة العوامل كمراقبة نسبة السكر في الدم، فالتعليم المستمر الصبور والسيطرة الذاتية والدعم كلها أمور حاسمة لمنع المضاعفات الحادة والحد من خطر حدوث مضاعفات طويلة الأجل. وهناك أدلة كبيرة التي تدعم مجموعة من التدخلات الرامية إلى تحسين نتائج مرض السكري، ومن هذا المنطلق تجرى الدراسات الطبية لاكتشاف ما هو جديد في علاج السكر وما قد يخفف عن المرضى وخصوصا صغار السن منهم، فكما نعلم أن هناك نوعين من مرض السكري وهما النوع الأول الذى يصيب الأطفال وصغار السن والذى يتطلب العلاج بالأنسولين والنوع الثاني الذى يصيب الكبار والذى يتطلب العلاج بأنواع شتى التي تبدأ من التحكم في الغذاء والرياضة وعلاجات من حبوب أو أنسولين».
وأوضح أمين: إن الجديد حاليا في علاج مرض السكرى نجد صناعة الأنسولين قد تطورت بشكل سريع وهناك العديد من الأنواع وخصوصا التي تعطى عن طريق القلم، فقد لوحظ انه عندما نبدأ المريض سواء النوع الأول أو الثاني على نوعين من الأنسولين الأول هو طويل المفعول مثل «الجلارجين» الذي يعطى للمريض مرة واحدة باليوم وخصوصا بالمساء قبل النوم ومعه النوع الآخر من الأنسولين سريع المفعول مثل «الاسبارت» الذي يعطى مباشرة قبل كل وجبة، ويعتبر هذا الرجيم من العلاجات التي تعطي نتائج جيدة من التحكم في نسبة السكر، حيث يقوم المريض في التحكم بجرعة الأنسولين طويل المفعول عن طريق تحليل السكر صائم وجعله لا يتعدى نسبة الـ 130 ملغ وأيضا التحكم في جرعة الأنسولين السريع المفعول عن طريق تحليل السكر بعد الوجبة بساعتين على الا يتعدى نسبة الـ 180 ملغ، ويمكن للمريض ان يزيد من جرعة الانسولين بوحدتين ويستمر بها لمدة ثلاثة ايام قبل التحليل مرة أخرى.
واسترسل: هناك نوع آخر يعتبر من الجيل الثاني من الأنسولين وهو «الديجلوديك» لعلاج السكري من النوع الاول والثاني لمن هم في عمر 18 سنة وفوق، حيث يمتد مفعوله لمدة 42 ساعة، مما يترتب عليه ضبط مستوى السكري أثناء النوم وفترات ما قبل الوجبات، وقريبا في خلال شهور قليلة سيتواجد بالمملكة، حيث يُعطى هذا الأنسولين مرة واحدة باليوم دون التقيد بمواعيد الطعام ولكن يستحسن تثبيت الوقت ويتميز بخفض خطورة التعرض للانخفاض في سكر الدم.
وتابع أمين: يعطى «الميتفورمين» المسمى بـ «الجلوكوفاج» مع انواع الانسولين حيث انه يساعد في التحكم والإقلال من جرعة الانسولين وزيادة الوزن، فالجلوكوفاج يجب ان يعطى لكل مرضى السكرى وخصوصا النوع الثاني لما له من فوائد جيدة لمريض السكري، وهناك نوع آخر غير الانسولين المسمى بـ «اليراجلوتيد» وهو محفز لإفراز الانسولين من البنكرياس وهو يناسب السكرى من النوع الثاني وخصوصا المرضى الذين يعانون من زيادة بالوزن والسمنة، ويأتي بنتائج جيدة عندما يعطى مع «الميتفورمين» وايضا «البيوجليتازون» بجانب انه يبطئ من حركة المعدة ويزيد الاحساس بالشبع مما يترتب عليه خفض الوزن، كما يعطى «اليراجلوتيد» بالحقن تحت الجلد مرة واحدة باليوم بالقلم».
وقال «بالنسبة للمستقبل لعلاج مرض السكرى فالأبحاث تجري على قدم وساق الخاصة بالخلايا الجذعية فالعلاج بالخلايا الجذعية له ركيزتان أساسيتان: الأولى إيقاف الهجوم المناعي على الخلايا المفرزة للأنسولين (بيتا)، والثانية زراعة خلايا جذعية في البنكرياس لتصنيع خلايا بيتا جديدة مفرزة للأنسولين، وذلك باستخلاص خلايا من المريض نفسه وتنقيتها بهدف الحصول على خلايا نقية، ونظريا الخلايا الجذعية تتطور وتنمو لتصبح جزيرات لنغرهانز (بيتا) البنكرياسية وفى هذه الحال يمكن أخذ خلايا جذعية من جسم المريض لتطويرها وتنقيتها الى جزيرات لنغرهانز (بيتا) حتى لا تتعرض للرفض من الجسم نفسه، وعندما تتطور هذه الخلايا لتصبح جزيرات لنجرهانز يعاد زرعها في الجسم نفسه وبالتالي لن تكون هناك حاجة لاستخدام ادوية كبح الرفض».
وأردف: إذا ما تحقق ذلك فسيكون النجاح النهائي والفعال للقضاء تماما على السكري وقد تستغرق التجارب عدة أعوام قد تزيد أو تقل، كما بينت بعض التقارير من مراكز طبية ان المرضى من النوع الاول الذين أجروا زراعة الخلايا الجذعية وبدأت بتصنيع الأنسولين حتى وصل لمستويات طبيعية، والعلاج بالخلايا الجذعية وإيقاف الهجوم المناعي على البنكرياس يمثلان بارقة أمل لمرضى السكري ونوعية حياتهم وذويهم وحمايتهم من الكثير من الأمراض وتلف أنسجة أعضاء الجسم مثل القلب والكبد والكلى والعيون والجهاز العصبي، إضافة إلى أن علماء بجامعة هارفارد بأمريكا صرحوا باكتشاف هرمون جديد يعرف باسم «بيتاتروفين» الذي اثبت قدرته على تحفيز البنكرياس بفئران المعامل وبالأخص خلايا بيتا على افراز هرمون الانسولين بمعدلات كبيرة للغاية قد تصل الى 30 ضعف المعدل الطبيعي حيث انه يفرز بشكل تلقائي عندما يرتفع الجلوكوز بالدم ، فإذا ما تم تجربته على الانسان فيمكن اخذه مرة واحدة كل اسبوع أو كل شهر وبالتالي يمكن الاستغناء عن ادوية السكر مثل الانسولين لمرضى النوع الثاني من السكري».
وأشار أمين إلى أن الأمل في الشفاء هو بإذن الله، وعلى مريض السكري ان يبذل كل ما يستطيع من التحكم في نوعية الغذاء الذى يؤدي الى ارتفاع نسبة السكر وأيضا الرياضة ولو يكون بالمشي مع الاهتمام بأخذ العلاج، اضافة الى دور العلاجات التي تقلل من نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، وأيضا التحكم في ضغط الدم فكل هذه العوامل تقلل من الاصابة بأمراض الشرايين للقلب والمخ، أيضا على مريض السكري المتابعة الدورية والعناية بالقدم ولبس الأحذية التي تقي من أي إصابة والاهتمام بالمتابعة الدورية للشبكية.
وقال الصيدلي الدكتور عبدالسلام علي الفوزان: في أواخر القرن التاسع عشر قام العالم الألماني بول لانغرهانز باكتشاف هرمون»الأنسولين» دون أن يعرف دوره الوظيفي في تنظيم سكري الدم وتبعه في مطلع القرن العشرين العالم الكندي فريدريك بانتينغ الذي اكتشف الدور الوظيفي للأنسولين في خفض مستوى سكر الدم، وعليه وفي عام 1922 بُدِئ تصنيع الأنسولين من الحيوان، ثم تتابعت خطوات تطوير الأنسولين الذي كان ومازال العلاج الأكثر فاعلية لعلاج داء السكري لاسيما النوع الأول منه، خلال العقود السابقة تطورت وسائل تصنيع الانسولين حيث نجح العلماء في تجاوز إشكالية الأنسولين المستخرج من بنكرياس الحيوانات والمسبب لحساسية مفرطة تنتجها مناعة الجسم بسبب اختلاف تركيب الأنسولين الحيواني عن الأنسولين البشري، وتمكن العلماء في بداية خمسينيات القرن الماضي من صناعة أنسولين مطابق من حيث التركيب الكيميائي للهرمون البشري عن طريق تكنولوجيا الهندسة الوراثية (تكنولوجيا الحمض النووي المعاد تركيبه) «.
وأضاف الفوزان: من أهم الإشكالات غير المحلولة في استخدام الأنسولين هي طبيعة مادة الأنسولين غير القابلة للاستخدام الفموي، حيث إن جزيئات الأنسولين المكونة من بروتينات تتكسر أثناء عملية الهضم ولا يمكن امتصاصها عن طريق الأمعاء، ولذلك نجد أن الجهود العلمية اكتفت بتطوير إبرة الحقن تحت الجلد فجاءت الإبرة بأشكال متعددة كالقلم، وهذه الابتكارات في الحقيقة ربما تكون اسهمت في تقليل آلام وخز الإبر وفي التقليل من مخاوف من يعانون من فوبيا الإبرة ولكنها لم تقض تماما على كل هذه المشاكل التي يعاني منها مستخدمو الأنسولين، وكان هناك محاولات جريئة حالفها النجاح لتصنيع أشكال من الأنسولين تؤخذ عبر الاستنشاق، حيث صرحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لبعض منتجات الأنسولين الاستنشاقي للبيع بالأسواق الأمريكية ولكن بعد فترة من التصريح تم سحب التصريح لبعض البخاخات لاكتشاف علاقة قوية بين البودرة المستخدمة فيها وبين التهابات القصبة الهوائية والربو وسرطان الرئة.
واسترسل: أحد هذه المنتجات Affreza مصرح حاليا بمنظمة الدواء والغذاء الأمريكية لعلاج السكر بنوعيه منذ عام 2014 ، ولم تنته مشاكل الأنسولين التي واجهها العلماء عند هذا الحد بل تجاوزت إلى ماهية تحديد الجرعة وضبطها وذلك أن التأثير العلاجي للأنسولين مرتبط بمستوى السكر في الدم لحظة حقنه، وكل الحلول الموجودة حتى الآن اقتصرت على عمل جدولة للحقن تعتمد على نظام الأكل اليومي وطبيعته، وكانت هذه الحلول متعبة جدا لغالبية مستخدمي الأنسولين لاسيما الصغار وكبار السن منهم لكونه من الصعب جداً تقييد مرضى السكر بروتين غذائي ثابت وضبط جرعة الأنسولين على إثره».
وأوضح الفوزان: إن العلماء ما زالوا يسعون جاهدين إلى اِبتكار حلول أفضل وأكثر فاعلية وسلامة، ففي جامعة ولاية نورث بالولايات المتحدة الأمريكية قام مجموعة من الباحثين باختراع جديد وفريد من نوعه يسعى إلى تسهيل استخدام الانسولين عن طريق لصقة ذكية توضع على الجلد وتقوم بحفظ مستوى سكر الدم في مستواه الطبيعي خلال يوم كامل أو نصف يوم دون الحاجة لاستبدال اللصقة، ولصقة الأنسولين الذكية smart insulin patch هي عبارة عن لصقة بحجم العملة المعدنية توضع على الجلد وتحتوي على أكثر من مائة إبرة صغيرة جدا، كل إبرة من هذه الإبر بحجم شعرة الجفن تقريبا ومزودة بوحدة تخزين مجهرية للأنسولين بالإضافة لإنزيم خاص لاستشعار الجلوكوز يُمكِنها من الكشف عن مستوى الجلوكوز بالدم وإفراز الأنسولين بشكل تلقائي كلما دعت الحاجة لهذا، وقال «تشنقو» أحد العلماء المشاركين في هذا الاختراع: (لقد قمنا بتصميم لصقة لتنظيم سكر الدم تعمل بسرعة وسهلة الاستخدام وتصنع من مواد طبيعية غير سامة)، حيث أثبتت لصقة الأنسولين الذكية قدرتها على خفض معدل السكر بالدم في مجموعة من الفئران المصابة بالنوع الأول من السكري لمدة تجاوزت التسع ساعات. ولكن رغم هذا لا نستطيع الجزم تماما بأن لصقة الأنسولين الذكية هذه سوف تطرح بالأسواق قريباً، فما زالت هناك حاجة ماسة للمزيد من التجارب ما قبل السريرية (في الحيوان) والتجارب السريرية (في البشر) للجزم تماما بفاعليتها وسلامتها، وكلنا أمل أن تطرح هذه اللصقة الذكية في الأسواق بالسنوات القريبة القادمة وأن تسهم بجعل حياة الملايين من المصابين بداء السكري أسهل من ذي قبل بكثير».
«الديجلوديك» علاج جديد بالمملكة يمتد مفعوله لمدة 42 ساعة سيطرح بعد أشهر
الأبحاث العلمية جارية للوصول إلى حلول جذرية تعالج داء السكري
طبيعة مادة الأنسولين غير قابلة للاستخدام الفموي
ينتظر توسعة ثقافة المشي لدى المرأة السعودية، لمكافحة داء العصر، وفي الصورة حضور نسائي كبير خلال يوم المشي العالمي في الدمام