كشف المهندس خالد العتيبي أمين عام مجلس الغرف السعودية عن تأسيس مجلس أعمال مشترك سعودي إماراتي، يعمل على دعم مسيرة التنمية الاقتصادية وزيادة مساهمة شركات ومؤسسات القطاع الخاص في البلدين الشقيقين.
وأضاف ان المفاوضات الخاصة بتوقيع اتفاقية إنشاء المجلس قد انتهت وتم الاتفاق بالكامل على كافة بنودها، مشيرا إلى أن الاتفاقية لن تتعلق فقط بالتجارة والاستثمار في مشاريع ذات طابع اقتصادي بل ستمتد لتطال التعاون المشترك في مشاريع التعليم والصحة وغيرها، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة كبيرة في العلاقات الاقتصادية الإماراتية السعودية ودفعاً للشراكة الاستراتيجية إلى آفاق أوسع.
جاء ذلك خلال عقد لقاء مشترك بين غرفة التجارة والصناعة في أبوظبي والغرفة التجارية بالأحساء مؤخرا جلسة مباحثات مشتركة لمناقشة سبل تطوير وتعزيز العلاقات التجارية المشتركة والتعاون بين رجال الأعمال والمؤسسات التجارية والصناعية والاستثمارية في كلا البلدين.
واستضافت غرفة أبوظبي برئاسة إبراهيم المحمود النائب الأول لرئيس غرفة أبوظبي لأشقائهم في الوفد السعودي الزائر من غرفة الأحساء برئاسة صالح العفالق رئيس مجلس إدارة الغرفة بمقر الغرفة، وذلك بحضور الطاهر مصبح الكندي النائب الثاني لرئيس غرفة أبوظبي والمهندس خالد العتيبي أمين عام مجلس الغرف السعودية وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفتين وأعضاء الوفد الاستثماري السعودي وعدد من رؤساء الشركات العاملة بالمملكة وإمارة أبوظبي.
وفي بداية جلسة المباحثات، رحب إبراهيم المحمود بالوفد السعودي متمنياً أن يسفر هذا الاجتماع عن نتائج تتناسب والتطلعات السامية لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وما يتطلعان إليه من تعميق للروابط الأخوية وتفعيل العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين والتي يشكل العامل الاقتصادي أحد دعاماتها الهامة والرئيسية.
وأكد المحمود أن غرفة أبوظبي تتطلع إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة وإقامة المشروعات وإتاحة الفرصة لشركاتنا الوطنية للمساهمة في النهضة العمرانية والحضارية التي يشهدها البلدان الشقيقان، من خلال مساهمة هذه الشركات في تنفيذ المشروعات وفي كافة المجالات، مشيراً إلى أن الاستثمارات السعودية في دولة الإمارات العربية المتحدة تضاعفت خلال السنوات الماضية وتقدر قيمتها بمليارات الدولارات، متوقعا أن تواصل تلك الاستثمارات ارتفاعها في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن غرفة أبوظبي ترحب بإقامة مشروعات استثمارية مشتركة من أجل مزيد من التعاون الاقتصادي وفتح مجالات للاستثمار بين بلدينا، معرباً عن الاستعداد التام لدعم إخواننا رجال الأعمال السعوديين والشركات السعودية الراغبة في العمل والاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة بصورة عامة وإمارة أبوظبي بصورة خاصة، حيث إننا نأمل في تواجد فعال ونشاط أكبر لإخواننا السعوديين في أسواق إمارة أبوظبي ليستفيدوا ويفيدوا بالشكل الذي يوازي العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين.
فيما أكد العفالق حرص غرفة الأحساء دائماً على التواصل مع جميع الجهات والهيئات الحكومية وغير الحكومية سواء كانت داخل المملكة أو خارجها، وقال: انتهجت الغرفة نهجاً نابعاً من أحد أهدافها الاستراتيجية والذي ينص على التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين فيما يحقق الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها، ولقد قفزت غرفة أبوظبي وفرضت نفسها بقوة عند وضعنا لخريطة استهداف شركائنا الاستراتيجيين لما نتلمسه من دورٍ فعّال وإيجابي يظهر للعيان في الطفرات المتلاحقة التي تحققها أبوظبي في قطاعات الصناعة، التجارة، السياحة، النفط، ومختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وأبان أن المملكة تتبنى برنامجاً وطنياً طموحاً للتحول الاقتصادي الوطني، وهو يهدف إلى تنويع الاقتصاد ورفع الإنتاج المحلي، وتحفيز القطاع الخاص، وتحفيز الاستثمارات ودعم الصادرات غير النفطية وعولمة المنشآت المحلية ودعم الاقتصاد المعرفي والابتكار، وكذلك قياس أداء الأجهزة الحكومية، وتقويم أداء الوزارات، ورفع كفاءة القطاع الحكومي، والتوسع في الخصخصة، إضافة إلى التركيز على دعم المؤسسات الصغيرة وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني، باعتباره رافداً مهماً للقطاعات الحكومية.
وتحدث العفالق عن الأحساء وما تملكه من مقومات وموارد اقتصادية ومزايا استثمارية عديدة، وقال: ان منتدى الأحساء للاستثمار والذي نظمته غرفة الأحساء في ثلاث دورات سابقة بحضور يتجاوز 600 رجل أعمال في المتوسط من داخل وخارج المملكة، واستطاع أن يسلط الضوء على أبرز المشاريع الاستثمارية والاقتصادية الحالية والمستقبلية التي سوف تساهم في تنمية المنطقة، يعد العدة اليوم لإطلاق دورته الرابعة في شهر مارس المقبل ومواصلة رسالته الهادفة لتعزيز التعاون ومضاعفة الجهود وتكامل المبادرات لاستكمال حلقات الطفرة التنموية التي تشهدها الأحساء على مستوى منطقة الخليج.
ووجه العفالق في نهاية كلمته الدعوة إلى المسؤولين في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي للمشاركة في منتدى الأحساء للاستثمار في دورته الرابعة والذي سيعقد بمشيئة الله في نهاية شهر مارس المقبل بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين والشركات المحلية والخليجية والعالمية.
وقد جرى خلال الجلسة نقاش موسع حول عدد من القضايا التي تهم رجال ورواد الأعمال وأفضل الممارسات المتبعة في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وبما يعزز من دورها ويشجع الشباب على ممارسة العمل الاقتصادي والتجاري والخدمي والمهني في كافة القطاعات والمجالات التي تركز عليها خطط التنمية في البلدين الشقيقين.
لقطة تجمع أعضاء الوفد السعودي مع أشقائهم الإماراتيين