يتواجد في صالات كرة اليد أينما تواجد أبناؤه، فهو المشجع والداعم الأكبر لهم، وأول من ينتقدهم حينما لا يجيدون، عرف بشغفه الكبير وعشقه المنقطع النظير للعبة كرة اليد منذ سنوات طويلة، فقد مارسها كلاعب لفترة بسيطة، وعمل في كواليسها كإداري لفرق الفئات السنية بنادي النور، قبل أن تجبره ظروفه العملية على الابتعاد والاكتفاء بالتواجد كمشجع ومتابع دقيق للعبة. هذا العشق توارثه أبناؤه الثلاثة، فكان يحفزهم على الالتحاق بتدريبات مدرسة البراعم في نادي النور، ليتألقوا ويبدعوا ويسجلوا أسماءهم كثلاثة من أبرز لاعبي كرة اليد السعودية في الوقت الحالي.
وقبل أيام فقط، ساهم اثنان منهم في تأهل المنتخب السعودي لكرة اليد لنهائيات كأس العالم (2017)م بفرنسا للمرة الثامنة في تاريخ كرة اليد السعودية، كإنجاز فريد من نوعه على مستوى المنتخبات الجماعية بالمملكة، فيما غاب ابنه الثالث عن المشاركة في البطولة الآسيوية بسبب الإصابة.
تنبأ قبل عدة أعوام بموهبة ابنه الصغير، وأكد على أنه قادم للنجومية بقوة، لكن موهبة ذلك الفتي الصغير فاقت كل التوقعات، فكان الاسم الابرز وباتفاق الجميع في مشوار "قبضة الأخضر" نحو خطف بطاقة التأهل الثامن لنهائيات كأس العالم.
"الميدان" كانت له وقفة سريعة مع رضي آل سالم، والد نجوم كرة اليد السعودية «محمد، ومهدي، ومجتبى آل سالم»، جاءت على النحو الآتي:
تصنف على أنك أحد أبرز المتابعين والمشجعين لكرة اليد في المنطقة.. فهل تحدثنا عن قصتك معها؟
- قصتي مع لعبة كرة اليد، انطلقت من الحارة، ووسط جو اسري رائع، حيث كنت أجتمع مع أولاد الحارة عقب فترة الظهيرة ونمارس كرة اليد كمتنفس لنا، وما لبث ذلك المتنفس أن تطور من خلال عمل شبكة على أحد الجدران بالفحم الأسود، وعمل دوائر بداخلها حيث إن الفائز هو من يتمكن من التسديد على إحدى تلك الدوائر بشكل أكبر، قبل أن تتطور اللعبة بشكل أكبر عقب حضور مدرب للعبة وانتقالنا لممارستها في ملعب مخصص لكرة اليد.
والظريف في الأمر، أن تلك الشبكة المرسومة بالفحم وسط الحارة، كانت ملهمة للعديد من أجيال لاعبي كرة اليد بنادي النور، ومنهم أبنائي الثلاثة محمد ومهدي ومجتبى. بعد ذلك انتقلت للعمل الاداري، قبل أن ابتعد واعود كمتابع ومحب لها، وبالتأكيد تأهل الأخضر ومشاركة أبنائي في الانجاز مصدر فخر واعتزاز لي.
رغم انتمائك لنادي النور.. إلا أن هنالك علاقة قوية تربطك بالخليج.. فهل تحدثنا عنها؟
- ما لا يعرفه الكثيرون انني كنت عاشقا لفريق كرة اليد بنادي الخليج، فقد كنت اذهب لمشاهدة مبارياته في مختلف مناطق المملكة، وكونت العديد من العلاقات القوية التي افتخر بها ولا زالت مستمرة حتى الآن. وهنالك معلومة أخرى قد تدهشك، وهي أني زاملت أسطورة كرة اليد في نادي الخليج السيد أحمد حبيب وكذلك لاعب الخليج حسين الراشد دراسيا، وكنت من سكان سيهات، حتى أن ابني محمد ولد فيها.
بما أنك ذكرت أسطورة الخليج السيد احمد حبيب.. فما سر اختيارك ابنته لتكون زوجة لابنك مهدي؟
هي الرغبة في إنجاب أسطورة جديد لكرة اليد السعودية، قالها ضاحكا.
عشقك للعبة هل انعكس على أبنائك.. وهل كنت تحثهم على ممارستها؟
- بالطبع، كنت أحثهم واشجعهم على ممارستها، حيث كنت اقدم لكل منهم مكافأة يومية من أجل تحفيزهم على الحضور للتمارين والانتظام فيها. وهنا تدخل الابن الاصغر مجتبى قائلا: "كنت في طريقي للتواجد في فريق كرة القدم بنادي النور، لكن عشق العائلة لكرة اليد واصرارهم على تواجدي فيها غيّر مساري".
- ثم أخذ آل سالم الكبير وأبناؤه الثلاثة في سرد العديد من القصص القديمة، التي تبين مدى العشق الكبير الذي يربط العائلة بلعبة كرة اليد.
محمد: أرغب في عودة قوية للملاعب
لينتقل الحديث فيما بعد إلى الابناء الثلاثة، حيث يحرص حارس المنتخب السعودي الأول لكرة اليد محمد آل سالم على الدقة والانضباط في ممارسة برنامجه العلاجي عقب الإصابة التي ألمت به في بداية الموسم، رغبة منه في العودة بكل قوة لممارسة معشوقته، وفي أقرب وقت ممكن.
مهدي: سأستعيد حيويتي بالراحة
فيما كشف مهدي عن رغبته في اخذ قسط من الراحة عن ممارسة كرة اليد عقب الانتهاء من المشاركة في البطولة الآسيوية للأندية في الشهر المقبل، وذلك من أجل استعادة حيويته والعودة أكثر قوة، بعد المشاركات المستمرة والضغوط الكبيرة التي تعرض لها في السنوات الاخيرة.
مجتبى: مواصلة الدراسة أمر مهم
وأكد مجتبى على رغبته الكبيرة في أن يواصل مسيرة التفوق في الجانبين الفني والدراسي، حيث يعتبر أحد ابرز لاعبي كرة اليد السعودية في الوقت الحالي، وهو يتواجد للدراسة في معهد البترول، الذي يقدم كل الشكر للمسؤولين فيه؛ على دعمهم الكبير له وتقديم المساعدة الدائمة له؛ كي يوفق بين اللعب في النادي والمنتخب، وكذلك الدراسة.