تشير خرائط الطقس الى ارتفاع مفاجئ للحرارة، في حواضر الدمام عند ظهيرة اليوم الخميس، بزيادة بين 5 و 7 درجات، بحيث تسجل العظمي متوسط العشرينيات، وتعاود الانخفاض سريعا لمعدلاتها الطبيعية اعتبارا من يوم غدٍ الجمعة، وحتى نهاية فترة النصف الاول من شهر فبراير الجاري، وتظل الاجواء باردة نسبيا خلال ساعات الليل والصباح الباكر، وتستمر الرطوبة غير مستقرة في النسبة المئوية على السواحل، تعمل على احساس ببعض الدفء ودرجة حرارة مختلفة عن المعلنة، كما تنشط الرياح الشمالية بسرعات عالية متواصلة حتى نهاية الاسبوع، مؤديةً الى اثارة الاتربة والغبار وتدنٍ في مدى الرؤية الافقية، خاصة على الطرق البرية، وما عدا ذلك الاجواء مستقرة بشكل عام في معظم ارجاء المملكة، مع استمرار تراجع درجات الحرارة ليلا، في مناطق الرياض والقصيم والمدينة المنورة، وسماء صافية عدا بعض الغيوم الخفيفة متفرقة في بعض الاجزاء بالساحل الغربي والاطراف الجنوبية يتوقع منها هطول الامطار، ويكون هبوب الرياح باتجاهات جنوبية غربية معتدلة الى نشطة السرعة، تتحول الى شمالية غربية في اليومين المقبلين، في حين تتجه التنبؤات الى ترقب موسم مطير بمشيئة الله في شهر مارس، وفقا الى التوقعات الاولية لفصل الربيع، واحتمالات استمرارية بعض التأثير غير المباشر لظاهرة ( النينو).
في سياق متصل، يوضح رئيس قسم الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتور منصور المزروعي، ان درجات الحرارة الصغرى متوقع ان تكون حول الـ 17 درجة مئوية في الصباح الباكر، مع انخفاضها نسبيا في اليومين القادمين، ثم ترتفع تدريجيا بعد ذلك، وتتفاوت بحسب المناطق، ومدى التأثّر بالعوامل الجوية مرتبطا بحركة الرياح وسرعتها ونسبة الرطوبة، مشيرا الى ان أجواء فبراير تتميز بأنها باردة وهو آخر الشهور برودة بالشتاء، ثم تعاود درجات الحرارة الارتفاع على كل المناطق ان شاء الله، وذلك في مارس المقبل الذي يعد مناخيا أول فصل الربيع، وحول فرص الامطار حاليا قال: ان شهر فبراير يعد ذا تكرار منخفض في الهطولات، تكون خفيفة خاصة شمالاً، كما انه الأقل في موسم الأمطار الممتد من نوفمبر إلى أبريل من كل عام، وطبقا للمؤشرات تكون الاحتمالات متجددة بمشيئة الله تعالى، عند بداية شهر مارس، وكان للدكتور المزروعي رأيه في الجدل الخاص بظاهرة (النينو)، وعلاقتها بمتغيرات المناخ، فقال انه قد يكون من السهل نفي أو إثبات الظاهرة، ولكن ينقص كل طرف الإثبات العلمي والدليل، متى ما وجدت الدلائل والقرائن، ولا بد لنا أن نترفع عن الخوض في هذا الجانب بدون مسؤولية.
ويؤكد الدكتور المزروعي استاذ الارصاد بقوله، ان هذه الظاهرة بحد ذاتها موجودة علمياً، ويمكن التنبؤ بطبيعتها وقوتها، ولكن يبقَى معرفة التأثير الذي تسببه سواء كان مباشرا أو غير مباشر، وتقل درجة عدم الثقة أو تزداد بدراستها وتحديد قوة التأثير، وذلك من خلال سجل البيانات والدراسات سواء المناخية السنوية أو العقدية البعد، ومنطقة شبه الجزيرة العربية لا توجد بها دراسات معمقة في تأثير النينو على أمطار السعودية، إلا من خلال متابعة التأثير المباشر، وفي نطاق التأثير غير المباشر قام بها مركز تميز التغير المناخي، أتضح بأنه عندما تكون (النينو) قوية، فإن احتمالية زيادة هطول الامطار يزداد على مناطق معينة، وأن هناك علاقة طردية للأمطار كانت سابقا عكسية، كما ان معرفة تأثير ظاهرة النينو، لا يبنى على المشاهدات فقط، سواء كان تأثيرا مباشرا أو غير مباشر، ولكن على سنوات وعقود من سجل البيانات المناخية، وبالتالي يتضح هنا ان الدراسات التي أجرها مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز، لم تنجز خلال أيام محدودة أو شهور، بل كانت خلال عدة سنوات متوالية في الرصد والبحوث الموثقة علميا، وكانت الدراسات المحكمة التي قام بها مركز التميز لأبحاث التغير المناخي: اثبتت أن زيادة الأمطار بشكل عام مرتبط إيجابيا بصعود حالات ظاهرة النينو، فكلما ازدادت قوة هذه الظاهرة زادت احتماليات الأمطار، وغالبا ما تتأثر بها المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية وأجزاء من الشمال الشرقي.