نرحب بفضيلة الشيخ خالد بن أحمد الزهراني- عضو الجمعية العلمية السعودية للعقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، المشرف على قناة البرهان الفضائية الدعوية..
- الاسم ومراحل الدراسة والأشخاص الذين لهم الفضل في تعليمك..
بادئ ذي بدء أسأل الله لي ولكم وللقراء الكرام الإخلاص في القول والعمل، وأتقدم لكم بالشكر الجزيل والعرفان الجميل لإتاحة هذه الفرصة للحديث عن الدعوة من خلال ملحقكم المبارك (ملحق آفاق الشريعة) فأقول وبالله التوفيق:
الاسم: خالد بن أحمد بن علي الزهراني
درستُ المراحل الثلاث في محافظة راس تنورة، والمرحلة الجامعية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء، تخصص شريعة، ثم واصلت الدراسة العليا في بيروت فأكملت مرحلة الماجستير في مسار الفلسفة والعقائد.
ومن الأشخاص الذين لهم الفضل في تربيتي وتعليمي وتوجيهي جمع كبير من المشايخ والدعاة والعلماء وعلى رأسهم الوالدان حفظهما الله وأعاننا على برهما وإسعادهما..
ومن العلماء والمشايخ الذين حضرت لهم وكان لهم أثر على مسيرتي التعليمية: الإمام العلامة فقيد العصر الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، والدكتور الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والعلامة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، وشيخي المربي القاضي صالح بن عبدالله الدرويش، والشيخ القاضي الفقيه الدكتور فؤاد بن محمد الماجد- رحمه الله وغفر له- وكذلك شيخي البحاثة الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي الذي كان له الفضل بعد الله تعالى في توجيهي للدراسات العليا بمنهجية علمية فريدة.. والشيخ سلطان بن حمد العويد- رحمه الله- والشيخ الدكتور القاضي سليمان الماجد؛ عضو مجلس الشورى، والصديق الوفي الدكتور علي بن محمد العمران.. وغيرهم من الأساتذة في المرحلة الجامعية وأخص منهم الشيخ الدكتور السيد عبدالرحيم الهاشم والدكتور عبدالله القاضي رحمه الله تعالى، والدكتور حمود عوضه والدكتور علي العميريني، والدكتور سعود العقيل عميد كلية الشريعة سابقاً.. وغيرهم.. فجزاهم الله عني خير الجزاء ففضلهم علي دَين في عنقي أسأل الله أن أوفيهم حقهم.
ما الاهتمامات الدعوية الخاصة بكم؟
بجانب التخصص في الفرق والمذاهب المعاصرة باتت اهتماماتي الدعوية والعلمية تتركز في هذا المسار، من حيث القراءة والتأليف والدعوة، كما لجانب الدراسات والأبحاث وقت كبير، حيث المتعلقات بالفرق والأديان والمذاهب المعاصرة وما يستجد فيها من مسائل علمية واجتماعية وسياسية كذلك، ثم ما يتعلق بهذا الأمر من مشاركات علمية ودعوية في الجامعات والوزارات وبعض مراكز الأبحاث المتخصصة داخل وخارج المملكة.
هل هناك اختلاف في لغة الدعوة إلى الله من جيلكم وهذا الجيل المعاصر؟
نعم فالاختلاف كبير من حيث الزمان وتغير الآليات والوسائل.. ففي السابق كانت الدروس العلمية والمحاضرات هي النمط السائد تقريباً، والآن هناك عزوف ظاهر عن الحضور، لوجود البدائل في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذا الدور الذي يقوم به الإعلام الحديث، ومع هذا فأنا لا أؤيد الجيل الجديد بالعزوف عن مجالس أهل العلم والدعاة، والاستغناء عنها بالبدائل الحديثة! فزيارة العالم والجلوس عنده وثني الركب بين يديه فيه بركة العلم وانطباع القدوة ورؤية ما يزيد الحماس للتعلم والتعليم..
الشباب.. ماذا يعنون لكم في سلسلة أعمالكم الدعوية؟
جل اهتمامنا الآن بشريحة الشباب والنشء الجديد، فالدعوة لهم ومنهم وإليهم! فالشباب كما لا يخفى على أحد هم واجهة المجتمعات والشريحة العريضة فيها، كما أنهم عماد حاضر وطنهم وسند مستقبله- بعد توفيق الله وحفظه- وبحمد الله تعالى الآن يوجد منهم من له جهود مشرفة في خدمة دينهم ووطنهم وولاة أمرهم.. بل غالب ما اطلعت عليه من مبادرات وأفكار جمعيات تطوعية هي من بنات أفكار شباب قادتهم هممهم العالية لخدمة دينهم ووطنهم..
المسائل الاختلافية بين العلماء هل لها أثر إيجابي على تكوين الشاب المسلم؟
للجواب على هذا تفصيل لا يخفى على طلبة العلم، فمسائل الخلاف إن كان الخلاف فيها معتبرا وللطالب نظر في الاختيار ومعرفة الأدلة، فالأمر متعلق بالدليل وما يترجح عنده.. وإن كان الخلاف غير معتبر وفيه مخالفة صريحة للدليل الصحيح الصريح فالواجب عدم اعتباره، واتباع الحق والعمل به..
وهنا أحب تنبيه الشباب الكرام الى أهمية التجرد واتباع الحق والدليل من الكتاب وصحيح السنة النبوية، خاصة مع كثرة الاختلاف غير المعتبر! ولزوم أقوال علماء البلاد الذين يتبعون الحق بدليله ويعملون به.. وبحمد الله تعالى مسائل الخلاف مساحتها ضيقة بجانب المساحة الشاسعة للمسائل المتفق عليها في الفقه والسلوك والاجتماع.. فالواجب على الشباب تجنب الخلاف ومسالكه، والعمل لهذا الدين وفق القواعد الشرعية المتفق على صيانتها ورعايتها..
ما دور قناة البرهان الفضائية؟
هي قناة متخصصة في دعوة المخالفين بالحسنى والكلمة الطيبة والأسلوب القرآني الفريد، والطريقة النبوية السهلة.. فهي تخاطب العقل وتعرض الحق بدليله من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام..
وتدافع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعن أهل بيته الأبرار، وأمهات المؤمنين الأطهار، وتبين المدسوس عليهم في التاريخ من صنع المستشرقين وبعض الفرق الضالة..
خطب الجمعة لها وضع خاص لدى المسلمين، هل ترى أنها تستطيع تغيير السلوك السلبي واستبداله بالإيجابي؟
مما لا شك فيه أن هذا الدور منوط بمن يعتلي هذا المنبر! فالمسؤولية عليه كبيرة وشاقة جداً، في انتقاء موضوع خطبته ومفرداتها ومادتها ومناسبتها لجميع الشرائح التي تستمع له، فإن أحسن في كل هذا فهو مؤهل لاستبدال السلوكيات السلبية بالإيجابية مع توفيق الله وعونه له.. وفي الحقيقة أن خطبة الجمعة المتكررة كل اسبوع فرصة كبيرة لاستثمارها في التوجيه والإرشاد، ونقل المجتمعات للرقي والتطور، وفق منهج الكتاب والسنة.
الخطيب الناجح والداعية المميز ما مكونات نجاحه؟
- الإخلاص: فهو لب التأثير والنجاح والتوفيق.
- العلم: فهو أساس كل عمل، وهو بوابة النجاح.
- القدوة والعمل: فكما قيل «هتف العلم بالعمل.. فإن أجابه وإلا ارتحل.
- تلمس حاجات الناس وزيارتهم والتقرب منهم في مجالسهم ونواديهم ودورهم.
-التخطيط والتنظيم لجماعة مسجده وتوزيع مهام العمل بينهم وحسن إدارتهم وفق برامج علمية دعوية اجتماعية..
كل هذا له أثر كبير- بعد توفيق الله تعالى- في نجاح الخطيب في دعوته.
من خلال تخصصكم في دعوة المخالفين، ما الوسيلة الأنجع في هذا الميدان؟
التراث العلمي في شريعتنا الإسلامية مليء بالتفاصيل الشرعية لهذا الباب الهام، وقد جمعتُ شيئاً من ذلك في كتاب (دعوة أهل البدع) وذكرتُ في آخر أبحاثه أن العلم المتين والأسلوب الجميل والوسائل المساندة هي جماع هذا الباب، فالناس جبلت على حب من أحسن إليها.. وليس أعظم من تصحيح عقائد الناس وتصفية سلوكهم من الشركيات وشوائب البدع والخرافات، وإعادتهم لحوض الشريعة السمحة الطاهرة.. ولاشك أن هذا يتطلب دربة وممارسة وتخصصا، فليس كل أحد يصلح لسلوك هذا الباب وفي الكتاب آنف الذكر تفاصيل ذلك فأحيل القارئ الكريم إليه..
عُرف عنكم قربكم الشديد من الشيخ القاضي الدكتور فؤاد بن محمد الماجد- رحمه الله، فهل كتبتم عنه شيئاً من الذاكرة؟
نعم، رحمه الله، كتبتُ عنه بعض المواقف في مقال بُعيد وفاته رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء، بلغني نبأ وفاة شيخنا القاضي المحتسب الداعية الدكتور فؤاد بن محمد الماجد قاضي الاستئناف بالدمام رئيس محكمة القطيف العامة سابقاً، رئيس بعض الجمعيات الخيرية والمناشط الدعوية في المنطقة الشرقية.. وكان صابراً محتسباً رحمه الله طيلة فترة مرضه رفع الله درجته..
شيخنا رحمه الله كان صاحب خلق عال جداً وصاحب علم غزير وجاه وفير يُجله الكبير والصغير، عُرف بابتسامته العريضة الجميلة غير المتكلفة أو المصنوعة، سجيته التلطف وحب الناس البعيد والقريب، المعروف والغريب، حتى أحبه كل من تعامل معه عرفه أو لم يعرفه..
كنت إذا صليتُ معه يجتمع عنده العامة من العمال وغيرهم ويستمع منهم جميعاً وينصت لكل واحد في المسجد وخارج المسجد حتى يدخل بيته رحمه الله.
شيخنا رحمه الله كان موفقا من الله في حياته لعمل الخير وليس عملاً فقط عارضاً بل تأسيس وتأصيل وإنشاء وتوطين فهو الساعي بوجاهته وعلمه في أعمال بر كثيرة وتأسيس جمعيات شامخة الآن بعد أن كانت على الورق!..
حضر إليّ جمع من الفضلاء بأوراق عمل خيري ومشروع كبير للاجتماع بالشيخ واللقاء به لأجل عرضه عليه، فقلت لهم الشيخ الان حضر من سفر لعلكم تأتون في وقت آخر.. فعلم بردي لهم «فعتب عليّ وقال يا خالد لا تحرمنا الأجر»!.
شيخنا رحمه الله كان ممن يتقرب إلى الله في السعي لحاجات المحتاجين في أي باب كان، فمن قضاء دين معسر حتى تأسيس جمعية كبيرة بها عشرات الموظفين والموظفات.. كان رحمه الله هو من يبادر في خدمة الناس والعرض عليهم بالسؤال عن حاجاتهم وتلمس نواقصهم فرحمه الله من نادر هذا الزمان.. وقد خصني رحمه الله في كتابة بعض الخطابات في شفاعاته وقد رأيتُ منه العجب العجاب في حب الخير والسعي له والكتابة لولاة الأمر وللعلماء والجمعيات ودور النشر وللمؤسسات والأفراد..
شيخنا رحمه الله كان أبعد ما يكون عن الاختلاف والشقاق محباً للاجتماع ونبذ الفرقة والشتات، وكان دائم الوصاية لنا بذلك، بل لربما أغلظ برفقه المعهود على أحدنا حال الحديث المؤدي لاحتمال خلاف أو دون ذلك مما يحصل في النفوس..
حضرت مع مجموعة بينهم إشكال طفيف في مجلسه رحمه الله فأسمعَ الجميع آيات القرآن وأحاديث السنة ومواقف الصحاب ما يلين معه الصخر فكأنما نزلت على الجميع السكينة والرأفة وقضى أمرهم على الخير والمحبة والوئام رحمه الله تعالى..
شيخنا رحمه الله كان محباً لطلاب العلم والتعليم فكان يؤم بيته ومجلسه ومسجده عشرات القضاة والمشايخ والدعاة عفواً عن باقي طلاب العلم، وكان يحرص على تعليم الجميع وله أسلوب جميل رائق في التلطف مع المتعلم حقاً إنه ذو خلق رفيع..
أتاه يوماً سائل وأنا واقف معه وكان الشيخ متعباً فجزمتُ أن الشيخ يعتذر منه وإذا به يجلس معه قرابة الساعة وأنا في انتظاره، ثم قال لي متلطفاً (طولت عليك يا خالد معليش هذه حاجات الناس)!
شيخنا رحمه الله كان آية في حب العمل والتفاني في إنجاز معاملات المراجعين فكان- كما يعلم كل من يعرفه- يتأخر خروجه من مكتبه حتى منتصف العصر وأحياناً مع المغرب!
اتصل بي يوماً لأحضر جلسة معه فكلفني ببحث مسألة تخص المعاملة وبعد يوم اتصل بي يسأل فقلت له تحتاج وقتا يا شيخ، فقال: ونحن نحتاج الوقت مرني نبحثها سوياً.. وكان هدفه (إنجازها وعدم تأخير صاحب الموضوع)..
كان شيخنا رحمه الله رقيق القلب حاضر الدمعه لين الطبع هادئ الكلام.. يتفقد كل من حوله كبيراً أو صغيراً.. فكان حريصاً على عيادة المرضى ورقيتهم وتفقد كبار السن والسؤال عن حالهم..
مرضتُ يوماً فعرف من بعض الإخوة واتصل بي وبدأ يذكر الله ويسمي عليّ ويرقيني ويدعو لي.. رحمه الله رحمة واسعة..
كان شيخنا رحمه الله دقيقاً جداً في مواعيده ووقته وزياراته وكتاباته وقد تعلمتُ منه في المخاطبات الشيء الكثير وكان يعتب بلطف على من يخطئ من طلابه أو لا يلتزم الموعد.. وربما أخّر اللقاء به زجراً له وتأديباً من والد حنون وشيخ مفضال.. والجميع يقبل منه ذلك للطفه وسعة أخلاقه التي وسعت الجميع رحمه الله.
كان شيخنا رحمه الله مربياً دائم التشجيع لأصحابه وطلابه فكان يتصل بهم هاتفياً في مناسبات كثيرة جداً ولا يتأخر أبداً عن هذا.. فمع كثرة مشاغله وارتباطاته المتنوعة إلا أنه دائم الثناء على من يحسن في عمل أو خير يقدمه للمسلمين..
- ويشهد لهذا كل من تعامل معه في برامج الجمعيات الخيرية أو الاحتساب أو خدمة المسلمين، ذات يوم اتصل بي وقال اذكر لي أسماء الداعمين للبرنامج الفلاني لابد من شكرهم وزيارتهم.. وعتب علي أني لم أرفع له ذلك!
في أوائل مرض شيخنا رحمه الله كنت دائم التواصل معه شبه يومي بالهاتف والزيارة وبعد مدة أصبح التواصل بالرسائل وبعدها أوصاني بالتواصل مع مُلازمه في مرضه.. ومع كل هذا لم ينقطع يوماً عن قضاء الأعمال في حاجات المسلمين أو الاحتساب على بعض المنكرات أو التواصل مع المسؤولين لإنهاء بعض الإجراءات.. فرحمه الله فقده أليم.. وفي الذاكرة كثير من المواقف لولا أنه استأمنني عليها رحمه الله.
اللهم ارحمه واغفر له وارفع درجته في عليين واخلفه خيراً في الدارين..
الدعوة إلى الله مهمة شاقة، ولكن هل كل شاب استقام إلى الله يحق له أن يعظ الناس وهو دون سن التأهيل العلمي؟ وما التأهيل العلمي المناسب؟
لا شك أن العلم الشرعي والدعوة إلى الله على بصيرة هو اصطفاء من الله تعالى وتوفيق للعبد أيما توفيق، وهنا سؤال هام ومُلح: من هو المؤهل لحمل العلم الشرعي والذي يجوز له سلوك سبيل الدعوة وممارسة مهامها؟
والجواب: تحصيل العلم يؤخذ على أيدي العلماء الربانيين الصادقين المعروفين بالورع والاعتماد على الدليل من كتاب الله تعالى وصحيح سنة النبي الهادي عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم، ولا يكفي التتلمذ على الكتب العلمية فقط دون مراجعة ومدارسة العلماء وطلاب العلم النابهين!
والمقصود أن طلب العلم الشرعي والتدرج فيه وفق الفنون المعروفة والبدء بصغار العلم قبل كباره على أيدي العلماء هو باب التحصيل الشرعي والمخزون العلمي الذي ينطلق منه الداعية إلى الله عز وجل..
داعش والجماعات المتطرفة تزج بالشباب إلى مناهج دموية باسم الدين، ما وصيتكم للشباب؟
وصيتي لهم بالحذر من الجهل المطبق والغلو المفرط.. فالجهل هو مؤدى البدعة، والغلو هو بوابة الاستهانة بالدماء البريئة!
والحمد لله الان لم يعد خافيا على أحد ضلال هذه الجماعات المتطرفة الغالية في الاستهانة بالعلماء وشرع الله، واستباحة الدماء المعصومة..
فأدعو كل الشباب الى الالتفاف حول ولاة أمرهم من كبار العلماء والولاة والسمع والطاعة في المنشط والمكره، كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة..
كما أنصح كل شاب يتعرض لشبهة عن طريق الشبكة العالمية، أن يبادر بسؤال أهل العلم الثقات لتجلية هذه الشبهة والجواب عليها.. حتى لا تبقى عالقة في ذهنه وقلبه فتودي به يوماً أو تهوي به في ما لا يتصوره من شكوك وضلالات..
أسأل الله الهداية لي ولكل شباب المسلمين في كل مكان.
الإعلام الإسلامي ضعيف، والهجمات التي تواجه المملكة والمؤسسات الدينية كثيرة، فهل ترى القنوات تقوم بدور تجاه هذه الهجمات؟
مما يؤسف له جداً عدم وجود إعلام مضاد يقاوم الهجمات المتعددة تجاه المملكة وتشويه صورتها تارة بأنها تدعم الإرهاب وتارة بأنها وهابية من رحمها خرجت داعش وأخواتها!!
ولنأخذ مثالاً على هذا: القنوات الإيرانية وما والاها بلغ عددها- بحسب إحصاءات ليست دقيقة- ما يزيد على ٦٧ قناة و٢٣ إذاعة باللغة العربية، وعشرات القنوات باللغات العالمية كلها تكيل العداء للمملكة وتتهمها بأبشع التهم وهي منها براء! ولكن أين دور الإعلام المضاد لها.. القنوات الإسلامية النقية التي تواجه هذا الزخم المضلل للمسلمين وغير المسلمين تجاه بلد كالمملكة يحتضن الحرمين وبه قبلة المسلمين، لا تجد الدعم الكافي، وهنا يبرز دور المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، ورجال الأعمال الأوفياء لدينهم ووطنهم في السعي الجاد في إعادة هيكلة الإعلام الهادف ووضع خططه التي تحقق أهدافه المرجوة. ومن هنا فإني أنتهز هذه الفرصة لأقترح إطلاق قناتين:
(الأولى) لبيان العقيدة الصحيحة التي جاء بها القرآن الكريم والسنة المطهرة ومخاطبة أهل البدع بالحكمة والموعظة الحسنة، وتجلية مفاهيم كثيرة شوهها بعض أصحاب المذاهب والطوائف الضالة.
(الثانية) تخاطب شريحة الشباب وفق منهج علمي اجتماعي تربوي بالصورة الجاذبة لهم، لتكون بيئة خصبة لتكوين أفكارهم الصحيحة السليمة التي تخدم دينهم ووطنهم.
كلمة أخيرة لقراء آفاق الشريعة؟
من هذا المنبر أدعو جميع شرائح المجتمع من شباب وشيب ونساء ورجال وعامة وخاصة ومحسنين ورجال أعمال لتخصيص وقت ولو قليل للعمل في المجالات التطوعية لخدمة ديننا ووطننا.. كل فيما يخصه، فالداعية بدعوته ورجل الأعمال بماله ووجاهته..
أسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين الإخلاص في القول والعمل واسأله تعالى أن يعلي دينه وينصر سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم..