خطف البرتغالي جوزيه جوميز المدير الفني لفريق التعاون الأضواء من جميع مدربي دوري المحترفين السعودي، وبات يُشكل الرقم الصعب بعد النجاحات اللافتة التي حققها مع فريقه منذ تسلمه قيادة الدفة الفنية، وجعلته هدفا لعدد من الأندية المحلية والخليجية التي باتت تخطب وده وتكفل بعضها بدفع الشرط الجزائي نظرا لاستمرار عقده مع فريقه حتى نهاية العام المقبل.
وعلى الرغم من أن المدرب جوميز (44 عاما) استلم المهمة في توقيت صعب وبعد مرور ثلاث جولات من دوري العام الفائت خلفا للمدرب الجزائري توفيق روابح، إلا أنه كشف عن قدراته الفنية الكبيرة ونجح في انتشال فريقه من أزمته وفقا للإمكانات المتاحة حتى استقر به في المركز التاسع ولعب دورا في تحديد هوية بطل الدوري عقب تعادله من الأهلي في جدة وهو الأمر الذي ساهم في تتويج النصر بلقب الدوري قبل نهاية البطولة. وقد أشرف المدرب على فريقه في 23 مباراة دورية فاز خلالها في 7 مباريات وتعادل في 6 مقابل الخسارة في 10 مباريات، وتم اختياره كأحد أفضل ثلاثة مدربين في العام الفارط حيث حل ثالثا خلف مدرب الأهلي السويسري جروس ومدرب النصر الأوروجوياني داسيلفا.
وفي هذا الموسم أثبت المدرب الشاب أنه المدرب رقم واحد وتفوق على العديد من مدربي الأندية الكبيرة التي تفوق فريقه من حيث الإمكانات الفنية والعناصرية، ففرض التعادل على الأهلي في مباراتين وعلى النصر في مباراة وتغلب على الشباب والهلال وذلك نتيجة تحضيره الجيد للمباريات على المستوى الفني والمعنوي وواقعيته في التعامل معها سواء من حيث وضع التشكيلة أو من حيث التغييرات أو من حيث قراءته المميزة للمباريات التي نجح في سبع منها بتحويل خسارته إلى فوز، وهذا التميز الذي ترجمه المدرب على أرض الواقع انعكس على مستويات ونتائج فريقه الذي يحتل حاليا المركز الرابع في سلم الترتيب -وهو مركز غير مسبوق- برصيد 34 نقطة جمعها من 17 مباراة حيث فاز في 10 مباريات وتعادل في 4 ولم يخسر سوى 3 مباريات فقط.
ويطمح المدرب الذي قاد فريقه لفوز تاريخي على الهلال كونه يعتبر أول فوز يحققه التعاون على منافسه في مباراة رسمية، إلى مواصلة رحلة التألق وتحقيق المزيد من الانتصارات في الجولات المقبلة سيما وأن فريقه حسابيا ما زال يحتفظ بحظوظه كاملة في المنافسة على اللقب، إذ لا يفصله عن الهلال المتصدر سوى ست نقاط فقط، وبالتالي يسعى إلى قلب الطاولة على منافسيه مع نهاية الدوري، أو على الأقل احتلال مركز أفضل مما هو فيه الآن لضمان إحدى بطاقات التأهل لدوري أبطال آسيا للمرة الأولى والتي ستكون خير تتويج للجهد الكبير الذي بُذل خلال هذا الموسم الاستثنائي الذي سيبقى محفورا في ذاكرة التعاونيين لسنوات طويلة.