أوصى المتحدثون في ورشة عمل "قضايا معاصرة في الأخلاقيات الطبية" بأهمية تدريس علم الاخلاقيات في كلية الطب وبرامج الزمالة السعودية والعربية وزمالات الجامعات وعدم الاكتفاء بالثقافة العامة للأطباء ووجود لوائح وانظمة صارمة للتعامل مع كل من يخالف الاخلاقيات الطبية في المستشفيات السعودية واختتم المتحدثون هذه التوصيات بأهمية تكرار مثل هذه اللقاءات لتغطية اكبر عدد من الحضور وفي اكبر المناطق في المملكة وذلك لنشر الوعي بين العاملين في المجال الصحي من الاطباء وباقي اعضاء الطاقم الطبي لهذا المجال المهم.
واصدرت الورشة التي اقيمت امس في المجمع التعليمي بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر التابع لجامعة الدمام، واختتمت بحضور 200 مشارك عدداً من التوصيات التي من شأنها الاستفادة من هذا العلم ذكرها رئيس لجنة الاخلاقيات بالمستشفى الجامعي بالخبر الدكتور عبدالله الجودي.
وذكر الدكتور محمد علي البار رئيس قسم الأخلاقيات بالمركز الطبي الدولي بجدة، ومستشار الطب الإسلامي بمركز الملك فهد للبحوث بجامعة الملك عبدالعزيز ان علماء المسلمين بجميع المذاهب اجمعوا على انه لا يجوز اجهاض الجنين بعد 120 يوما من الحمل الا في حالة واحدة وهي انقاذ حياة الام من موت محقق فقط، اما ما دون 120 يوما فهناك حالات اتفق عليها العلماء واختلفوا عليها تبعاً لتعريفهم للحالات الخطرة وغير الخطرة.
وذكر الدكتور عبدالله الجودي رئيس لجنة الاخلاقيات في المستشفى الجامعي بالخبر ان الندوة بدأت بكلمة للدكتور عبدالله الجودي عن لجنة الاخلاقيات بالمستشفى وكانت الجلسة الصباحية برئاسة وكيل جامعة الدمام الدكتور فهد المهنا وتناولت محاور عن مجال الاخلاقيات الطبية قدمها الدكتور محمد البار واشار فيها الى اهمية الاستفادة مما لدى الغرب في هذا المجال بشرط الا يتعارض مع العقيدة الاسلامية واضاف ان المسلمين قد سبقوا الغرب عندما الف ابن حبيب الاندلسي عن ادب الطبيب وخلقه وذكر فيه شروط الطبيب والعلاج والتعامل مع المرضى وذكر ان الاطباء المسلمين في هذا العصر بالتعاون مع العلماء المسلمين ناقشوا الكثير من القضايا وتوصلوا الى حلول تناسب المجتمعات المسلمة.
ثم تحدث البروفسيور سليمان باه عن المهنية الطبية من النطرة الاسلامية وذكر ان كل ما يقال عن تعريفات المهنية الطبية ومكوناتها مأخوذ من الاسلام وهي ترتكز على الاحسان والاتقان وذكر ان اهم المشاكل ليست في النظرية وانما في التطبيق.
ثم تطرق الدكتور حسن بله الى موضوع مهم وهو كيف نعلم وندرس الطلاب وغيرهم موضوع مثل الاخلاقيات الطبية الحيوية واخلاقيات المهنة وذكر من خلال خبرته الممتدة لـ 15 عاما في تدريس اخلاقيات المهنة في جامعة الملك فيصل أن الأمثلة والحالات الواقعية هي افضل الطرق لتدريس هذه المادة وان اقل الوسائل تأثيراً المحاضرات وبنى ذلك على بحث اجراه على خبراء في المملكة ممن يعلمون هذه المادة وعددهم 35 من اعضاء هيئة التدريس في الجامعات وخرج بخلاصه ان هذا المجال مهم جدا وان تدريسه يجب ان يمتد طوال السنوات التي يقضيها طالب الطب في كل سنوات الدراسة في الجامعة.
وتبعه البرفسور احمد عمار الذي تطرق لموضوع "موت الدماغ" واكد على ان دور الطبيب ليس في ان يشخّص موت الدماغ لأنه ليس مرضاً وانما يجب ان يتحقق من ان المريض الميت دماغيا قد فارق الحياة قبل نزع الاجهزة عنه وحذر من ان ضغط الحاجة الى التبرع بالأعضاء قد يدفع ببعض الاطباء الى استعجال الحكم على المريض الموصول بالأجهزة وحكمهم بانه ميت دماغيا للاستفادة من اعضائه ومن ذلك فإنه لا يجوز من اعضاء الفريق الذي يحدد موت الدماغ ان يكون عضواً في لجنة التبرع بالأعضاء لتضارب المصالح.
واختتم المحاضرات الدكتور طارق بونهيّه رئيس لجنة الاخلاقيات في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي بمحاضرة عن وصية المريض الذي يرغب في معاملة خاصة اذا حضرت وفاته وهو في المستشفى عن طريق التوكيل او وصية لأعضاء الفريق الطبي مشيرا الى ان هذا الموضوع جديد وانه بصدد تطبيقه في المركز.
واختتم اللقاء الدكتور عبدالله الجودي والقى الضوء على مصادر التعلم لمن يرغب بالاستزادة في مجال اخلاقيات الطبية الحيوية وذكر الكتب التي تم تأليفها والمواقع الالكترونية وحث الحضور على التوسع فيها والرجوع اليها، يذكر ان هذا اللقاء يعد الاول من نوعه الذي يعقد في جامعة الدمام وهو باكورة النشاطات العلمية للجنة الاخلاقيات في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر.