DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

معارضون سوريون يتدربون على استعمال السلاح في حلب

الخطة الأمريكية «الفاشلة» لتسليح وتدريب المعارضة السورية

معارضون سوريون يتدربون على استعمال السلاح في حلب
معارضون سوريون يتدربون على استعمال السلاح في حلب
أخبار متعلقة
 
بعد مرور خمس سنوات على بداية الثورة السورية وما شهدته الساحة السورية والإقليمية والدولية من تغيرات جذرية يبقى الموقف الأمريكي الملتبس من دعم المعارضة في وجه نظام بشار الاسد محل جدل بين المتابعين للحدث السوري. ويؤكد المراقبون للشأن السوري ان السياسة الأمريكية في المنطقة تتجه للاستفادة قدر الامكان من الازمة واستثمارها في خدمة مصالحها، وان مواقفها قائمة على مبدأ العصا والجزرة حيال جميع اللاعبين في الساحة السورية محلياً واقليمياً وحتى دولياً، وبحسب رأي أحد الناشطين الذين تعاملوا مع الأمريكيين في الميدانين المدني والعسكري بأن الإدارة الأمريكية استخدمت المشكلة السورية سياسياً للخلاص من العداوات التي صنعتها إدارات سابقة، فلم تعد الولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر، وإنما أصبحت روسيا وإيران، بعد أن ورطوا الروس في الوحل السوري، وأيضاً لعبوا بمهارة لحل مشكلة الملف النووي الإيراني، وبالمحصلة، استفاد الأمريكيون من المشكلة واستثمروها إلى أقصى درجة دون أن يخسروا شيئاً ومع ذلك ظلوا مفتاح الحل. وفي هذا السياق يقول المعارض السوري مصطفى رستم: إن سوريا هي ساحة استنزاف للروس والايرانيين وحزب الله وللسوريين ولكل دولة اقليمية ترغب بالتورط فيها، وبعد ذلك لن يكون مهماً من يحكمها. وفي خبر تناقلته وسائل الإعلام في منتصف شهر مارس عام 2013 لم يكن طرفة: (كشفت مدونة “Cable” التابعة للموقع الالكتروني الخاص بمجلة “فورين بوليسي”، أن الحكومة الأمريكية أرسلت جوا 200 ألف وجبة جاهزة للأكل لمقاتلي الجيش السوري الحر، رغم أنها سوف تنتهي صلاحيتها بحلول شهر يونيو القادم)، وجاء بعده مباشرة خبر آخر لا يقل طرافة إثر لقاء جمع السفير الأمريكي فورد مع المعارضة السورية المسلحة على الحدود السورية التركية في شهر مايو 2013 قال العقيد عبد الجبار العكيدي، الذي يرأس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب: إن "السفير روبرت فورد زار معبر باب السلامة، مرافقا لمساعدات أمريكية هي عبارة عن وجبات غذائية وحقائب طبية"، فما هي حقيقة الدعم الأمريكي للمعارضة المسلحة السورية؟ وما هي قصة التدريبات الموعودة لها بمساعدة دول إقليمية؟. البداية لعل أول توجه واضح وصريح للسياسة الأمريكية حيال الوضع في سوريا هو ما قاله رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة في تسريب صوتي -وهو ما شكل فضيحة للمعارضة لأنها أخفت مجريات اللقاء لسنوات- تناول فيه مجريات لقاء جمع بين السفير الأمريكي روبرت فورد وبعض قادة المعارضة السورية في منزل رياض سيف بدمشق بعد نحو خمسة وأربعين يوماً من انطلاق المظاهرات، أعلن خلاله فورد أن على المعارضة أن تأخذ بالاعتبار أربع نقاط وأن تتصرف على أساسها وهي: ينبغي عدم اللجوء إلى الثورة المسلحة، ولن يكون هناك إلا حل سياسي في سوريا وفي هذا الحل قد يرحل بشار الأسد لكن النظام وأسسه باقون ولن يسمح لفريق أن يتصرف منفرداً بمستقبل سوريا في إشارة إلى التيار الإسلامي، ولن يسمح بإبادة العلويين، وعلى السلطة القادمة التفاوض مع اسرائيل في مسألة السلام من خلال خطة سايكس بيكو وليس خطة الرابع من يونيو. أسلحة غير مميتة وفي بدايات عام 2013 أعلنت الولايات المتحدة لأول مرة أنها تنوي تقديم مساعدات غير مميتة لمقاتلي المعارضة وزيادة مساعدتها للمعارضة المدنية السورية بأكثر من المثلين، وستتضمن المساعدات إمدادات طبية وغذائية للمقاتلين وستين مليون دولار لمساعدة المعارضة المدنية على تقديم خدمات أساسية مثل الأمن والتعليم والصرف الصحي، جاء ذلك إثر اجتماع لإحدى عشرة دولة من مجموعة أصدقاء سوريا، وأعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري أن بلاده ستقدم لأول مرة مساعدات للمقاتلين في صورة إمدادات طبية ووجبات جاهزة، ورد الائتلاف على صفحته الفيسبوك بالقول: "اعتراف رسمي ومعلن للجيش الحر كجهة شرعية من جميع الدول في روما واتفاق على رفع مستوى الدعم العسكري على الأرض ودعوة لتقارب الائتلاف والأركان". وبالطبع لم ينس مسؤول أمريكي أن يوضح للصحفيين أن واشنطن لن تقدم المساعدات إلا لمقاتلين يتم اختيارهم بعناية وأن بلاده تخشى من زيادة نفوذ "المتطرفين" المعارضين للديمقراطية وحقوق الإنسان. وحتى ذلك الحين كان المسؤولون الأمريكيون يستخدمون تسمية الجيش الحر على الفصائل المقاتلة السورية، وأوكلوا إلى الدول الإقليمية مهمة متابعة دعمه وانحصر خطابهم السياسي في دعم الشعب السوري وضرورة تنحي بشار الأسد، وحين كانت الإدارة الأمريكية تتجاوز هذا الخطاب، كان المسؤولون العسكريون الأمريكيون يتولون إعادة القاطرة إلى سكتها كما حدث إثر مجزرة السلاح الكيميائي، حين صعد الأمريكيون خطابهم السياسي وتهديداتهم إلى أقصى درجة، خاصة وأن الأسد تجاوز خطوط الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحمراء مراراً، تولى رئيس الأركان الأمريكي التأكيد على توخي الحذر في التوصية بالتدخل العسكري في سوريا خشية أن يحول أي إجراء غير مدروس البلاد إلى دولة فاشلة تكون فيها المعاناة أسوأ، وبالطبع كان قد سبقه إلى هذه التحذيرات من التدخل العسكري الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن وكرر في أكثر من مناسبة عن الحاجة إلى حل اقليمي بمشاركة دول المنطقة ودعم من المجتمع الدولي عبر مجلس مجلس الأمن ووصف التدخل العسكري الأجنبي ليس الطريق الصحيح لحل الأزمة. وخلال تلك الفترة، كان هناك نوع من الانفصال بين المسارين السياسي والعسكري في صفوف المعارضة السورية، نتيجة التناقضات الإقليمية وتنوع مصادر التمويل وهو ما استثمرته القوى المتطرفة على أكمل وجه، بالترهيب تارة والإغراء تارة أخرى، ويتذكر أحد الناشطين في دير الزور كان هو وأخوه النقيب المنشق في صفوف الجيش الحر كيف باع قيادي في المعارضة مخصصات دير الزور من الذخيرة قبل وصولها، خاصة وأن تلك القوى المتطرفة حرصت منذ البداية على مصادر التمويل المتمثلة بآبار النفط وصوامع الحبوب والمعابر الحدودية وبتواطؤ اقليمي، وأحياناً بتواطؤ من النظام نفسه. وفي شهر مارس عام 2013 تحدثت صحيفة أحرونوت الإسرائيلية عن وجود معسكرات تدريب سرية للمعارضة السورية في الأردن كما تحدثت عن عشرات الطائرات المحملة بالسلاح والمعدات العسكرية هبطت في الشهور الاخيرة تحت جنح الظلام في مطار البلدة الساحلية الاردنية العقبة، على بعد خطوة من متنزه ايلات وتحدثت الصحيفة عن أن الامريكيين اضطروا في اكتوبر الماضي الى الاعتراف لأول مرة بأنهم يُجرون تدريبات عسكرية في الاردن لمواجهة خطر السلاح الكيميائي الذي قد يتسرب من سوريا، مشيرة أن العالم لم يعلم بوجود هذه القواعد حتى كشفت عنها صحيفة الغارديان البريطانية ودير شبيغل الالمانية قبل زيارة رئيس الولايات المتحدة إلى تل أبيب بوقت قصير. عود على بدء دخل مشروع الدعم العسكري الأمريكي في حالة سبات، استمرت حتى شهر مايو عام 2015، حين أعلنت القيادة المركزية الأمريكية بدء برنامج تدريب تجهيز مقاتلي المعارضة السورية، في إطار اتفاقية التدريب والتجهيز الموقعة بين تركيا والولايات المتحدة الأميريكية، مؤكدة في بيان لها أن المشروع هو في إطار مكافحة تنظيم داعش وتشرف عليه وزارات خارجية الدول الأعضاء في التحالف ضد تنظيم داعش، ووكالات الاستخبارات التابعة لتلك الدول، وأن برنامج التدريب جاء لتنمية القدرات الفردية لقوى المعارضة السورية المسلحة. وكان وزير الدفاع الامريكي السابق آشتون كارتر أعلن قبل ساعات من البيان أن الجيش الأمريكي بدأ تدريب عدد من أفراد المعارضة السورية المسلحة مؤلفة من تسعين فرداً، من أجل مقاتلة داعش في سوريا وأن مجموعة أخرى بحجم سرية ستبدأ التدرب قريباً، فيما أكّدت الحكومة الأردنية شروعها بتدريب عناصر من العشائر السورية. ويعلق أحد الذين تقدموا للمشاركة في هذا المشروع بالقول: "انتظر الأمريكيون حتى كاد الجيش الحر يتلاشى لاطلاق مشروعهم، وراحوا يبحثون عما صاروا يسمونه معارضة معتدلة، بعد أن دفعت سياساتهم الساحة السورية برمتها إلى التطرف، ألم يتخلوا عن حركة حزم؟ ألم يهملوا جبهة ثوار سوريا (جماعة جمال معروف)؟". على أية حال، يتضح من البيان أن الأمريكيين لا يريدون لمؤسسات عسكرية بديلة عن مؤسسة النظام أن تتشكل، لذلك تحدثوا عن تنمية القدرات الفردية، فهم يعرفون جيداً أن قتال تنظيم داعش والقاعدة يحتاج إلى قوات برية، ولذلك فهم يتصرفون وفق منطق حاجتهم الميدانية في إطار التحالف، معتبرين أن قوات النظام والقوات الكردية كفيلة بأداء المهمة على الأرض، دون الحاجة لخلق بدائل قد تفرض عليهم التزامات مستقبلاً، وتتيح لدول إقليمية أن تستثمرها مستقبلاً ضمن أجندات غير محسوبة. اللافت خلال هذه الفترة أن الإهمال الأمريكي للساحة السورية ترافق مع نشاط سياسي محموم، إذ تقدمت القوى المتطرفة وسيطرت على معظم المناطق المحررة، فتدخل الروس بكل ثقلهم، وأنقذوا النظام من الانهيار ونشطت مبادرات ومؤتمرات لإحلال السلام بعد معاناة أوروبية من أزمة تدفق اللاجئين، وتتويجاً لكل هذا، وفي خضم المساومات جرى توقيع الاتفاق النووي الإيراني تتويجاً لانتصارات الإدارة الأمريكية، لتعود هذه الأخيرة إلى نقطة البداية: الحل السياسي وبقاء النظام، وأولوية مكافحة الإرهاب، وتدريب المعرضة السورية المعتدلة. خديعة أمريكية وخيانات متبادلة ويقول المتقدم لهذا المشروع، وفضل عدم ذكر اسمه: إن مشروع الفرقة 30 تضمن تدريب 54 شخصاً، وأن هؤلاء دخلوا أواخر شهر يونيو واتخذوا مقرات لهم في قريتي مريمين والمالكية بريف إعزاز المتاخم لعفرين إلا أن جبهة النصرة هاجمتهم بتاريخ 31 يوليو وتدخل الجيش الحر أو ما يسمى الآن جيش الثوار للدفاع عنهم، لافتاً إلى أن طيران التحالف لم يتدخل لمساندتهم إلا بعد أربع ساعات من هجوم النصرة على مقراتهم رغم الاتصالات المتكررة بغرفة العمليات، كما اعتقلت الجبهة قائد الفرقة العقيد نديم الحسن وضابطين آخرين وعدداً من العناصر وما زال مصير الضباط مجهولاً، وكذلك اعتقلت خمسة عناصر من العناصر أثناء إجازاتهم. ويضيف المتقدم للمشروع: إن الخدعة الأمريكية تظهر واضحة في الدفعة الثانية التي تضمنت تدريب 72 عنصراً، فرغم الشروط القاسية في اختيار المتدربين من حيث التوجهات السياسية واشتراط عدم عمله سابقاً مع تنظيم داعش والنصرة والدراسات الأمنية، ورغم التحذيرات والنصائح من العارفين ببواطن الأمور، إلا أن الأمريكيين سلموا القيادة للرائد أنس عبيد الملقب أبو زيد وهو ضابط منشق من مدينة الأتارب بريف حلب، متعامل مع جبهة النصرة، وأخوه أمير فيها وابن اخته أمير في تنظيم داعش، فقام بتسليم نصف الأسلحة إلى جبهة النصرة واستولى على البقية وتوارى في مدينته، مؤكداً في نهاية حديثه أن الأمريكيين غير جادين في مشروعهم وأنه نوع من الترضية للرأي العام. وسرعان ما نشر عضو في جبهة النصرة يدعى أبو فهد التونسي على حسابه في تويتر: "صفعة قوية لأمريكا.. مجموعة جديدة من الفرقة 30 التي دخلت أمس لسوريا سلمت جميع أسلحتها لجبهة النصرة للحصول على ممر آمِن"، بينما أعلن الكولونيل باتريك ريدر المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية أن قوات المعارضة سلمت ست شاحنات صغيرة وبعض الذخيرة أي ما يعادل نحو ربع ما تسلمته من معدات لوسيط يُشتبه أنه من جبهة النصرة يومَيْ 21 و22 سبتمبر مقابل المرور الآمن، مضيفاً إن التقرير المتعلق بتسليم أفراد القوات السورية الجديدة معدات لجبهة النصرة مقلق للغاية، ويمثل خرقاً للخطوط الرئيسية لبرنامج التدريب والتجهيز الخاص بسوريا. وبدورها، أوردت صحيفة تليغراف البريطانية أن عناصر المعارضة المعتدلة التي دربها البنتاغون في سوريا خانوا مؤيديهم الأمريكيين وسلموا أسلحتهم لتنظيم القاعدة في سوريا فور عودتهم إلى البلاد. أما المتحدث باسم إدارة أوباما فاعتبر أن برنامج وزارة الدفاع «البنتاغون» لتدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة في سوريا فشل فشلاً ذريعاً وأفادت قناة CBS الأمريكية الجمعة 7 أغسطس، التي نقلت كلام المسؤول، بأنه "تم القضاء واعتقال واختفاء نصف فرقة المقاتلين حتى قبل أن يحتكوا بتنظيم داعش"، وذلك نتيجة معارك مع متطرفي جبهة النصرة. ويقول أبو سعيد -وهو مقاتل سابق في الجيش الحر انتقل إلى جبهة النصرة ووصل إلى مرتبة أمير عسكري فيها ثم تركها للعمل مع جهة رفض تسميتها-: إن نحو سبعين بالمائة من عناصر جبهة النصرة هم سوريون والباقي مهاجرون، لذلك هناك مشكلة في قتالهم؛ لأن الحاضنة الاجتماعية للطرفين واحدة، مضيفاً إن الجبهة تعامل السكان المحليين في مناطق وجودها بنوع من التسامح، وهو ما يخلق مشكلة في مواجهتها. بالطبع، هذا الموقف ليس حكراً على البيئة الاجتماعية الحاضنة للقاعدة في سوريا وإنما هو موجود في البيئة السياسية المعارضة إذ عبر أكثر من عضو في الائتلاف السوري المعارض ومنهم جورج صبرا أكثر من مرة أن جبهة النصرة هي جزء من الثورة السورية، وحتى السيد ميشيل كيلو امتدحهم ذات مرة على شاشات التلفزة. على أية حال، تقول آخر الأخبار إن جبهة النصرة استولت على مقرات الفرقة 13 في معرة النعمان التابعة لبقايا الجيش الحر، بعد أن استسلم عناصرها، على مرأى ومسمع من التحالف الذي لم يحرك ساكناً لدعمهم، وإن الجبهة بدأت بإعداد العدة للسيطرة على مناطق من ريف حلب الشمالي وريف إدلب، وطبعاً سيتفرج الأمريكيون كالعادة، متذرعين بأنهم سبق وحاولوا المساعدة، لكنهم فشلوا. من الشمال إلى الجنوب ونقلت بعض صفحات الفيسبوك والمواقع الإخبارية الصغيرة منذ أشهر أن بعض الذين تدربوا في الأردن فروا أيضاً بمجرد دخولهم الأراضي السورية، وبعضهم سلم نفسه لقوى متطرفة، ونقلت هذه المواقع أن هؤلاء اعترفوا أنهم فوجئوا ببرنامج يريد منهم قتال أخوانهم، دون أن يأتي على ذكر لنظام الأسد، بل إن بعضهم قال إنه انضم إلى برنامج التدريب لأسباب مادية صرفة. وقال أحد المطلعين على برنامج التدريب إن الأمريكيين يعتمدون على تدريب مجموعات صغيرة العدد مرتبطة مباشرة بغرفة عملياتهم ومهمة هذه المجموعات الصغيرة استخدام الفصائل الموجودة على الأرض لتنفيذ عمليات محددة، مضيفاً إن هذه الطريقة غير فعالة؛ لأن هذه المجموعات قد تجد نفسها في أية لحظة مكشوفة في العراء؛ لأنها تخضع لأجندات مختلفة، وأجندات الفصائل المقاتلة، خاصة أن مهمتها الأساسية هي قتال المتطرفين وعلى رأسهم النصرة وداعش، وأكد أن الموضوع أعقد بالنسبة للشق الثاني من البرنامج والمتعلق بتدريب الأردن لأبناء العشائر، فهؤلاء لديهم أوساط اجتماعية تقاتل في صفوف جميع الفصائل معتدلة ومتطرفة، وبالتالي تزداد مخاطر خروجهم عن أهداف برنامج التدريب بنسبة كبيرة. ذر الرماد في العيون ومنذ أيام نشر الخبر التالي: "سيطر جيش سوريا الجديد بالتعاون مع قوات الشهيد أحمد العبدو التابعة للجيش السوري الحر على معبر التنف الحدودي مع العراق في ريف حمص الجنوبي الشرقي، وذلك بغطاء جوي وقصف مدفعي من التحالف الدولي، وفرار عناصر تنظيم داعش". يوحي الخبر بأن الأمريكيين عازمون على المضي ببرنامج التدريب، لكن ثمة هوة سحيقة بين الأرقام المعلنة وتلك المنفذة على أرض الواقع، إذ كان من المفترض أن تجند أمريكا وتدرب وتسلح 5400 مقاتل سنويًّا في إطار البرنامج، إلا أنها على مدار أكثر من عام لم تدرب إلا دفعتين الأولى 54 مقاتلاً شتت شملهم جبهة النصرة والثانية72 مقاتلاً ذابوا في الرمال المتحركة السورية، لتوجه جهودها بعد ذلك نحو القوات الكردية الحليفة للنظام السوري. على أي حال تعرف الإدارة الأمريكية أن تدريب أفراد في الحالة السورية لا يغني ولا يسمن من جوع؛ لأن المطلوب هو بناء مؤسسة عسكرية أو على الأقل نواة مؤسسة، يكون تدريب الأفراد جزءًا منها، وليس العكس، أي تدريب أفراد وذر رمادهم على مذبح التنظيمات المتطرفة، وهو ما ينسجم في المآل الأخير مع السياسة الأمريكية التي ترى في الجوهر أن نظام الأسد هو ركن أساسي من الحل. السفير فورد مع العقيد عبد الجبار العكيدي