في البدء كنت أتمنى لو تمت مشاورة ومداولة أهل اللغة بماهية ومعنى كلمة الترفيه، وعن الكلمة الأنسب لتحمل التخفيف والترويح والترفيه عن أهل هذا البلد.
شخصيا أرى أن كلمة الترويح أعم وأشمل ليس في معناها فقط بل وحتى من خلال الاستخدامات العلمية، ففي الجامعات التربوية وتلك المعنية بالتربية البدنية والنفسية هناك مواد يدخل في مسماها الترويح..
أيضا في المصطلحات الاسلامية والمنقولة لنا عن أحاديث لرسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين التعبير عن المعنى يكون بالترويح، حيث يروى عن نبينا العظيم: «روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت»..
ورسول الله استخدم كلمة الترويح وربطها بكل ما يسلي النفس ويذهب الغم والتعب عنها.
تأكيد ما بدأنا به أن معجم المعاني يخبرنا أن كلمة (روح) في اللغة تدور حول معاني: «السعة، الفسحة، الانبساط، إزالة التعب والمشقة، إدخال السرور على النفس، الانتقال من حال إلى حال آخر أكثر تشويقا». بعد هذه التوطئة الطويلة نؤكد أننا لا ننكر الاسم الذي تم استخدامه «الترفيه» لكن يظل هو أقل تكاملا وموضوعية من الترويح، لما يصاحب الترفيه أحيانا من خروج عن المألوف كما يراه البعض لكن يظل الأمر يحوي في اقراره الملكي توجها عظيما بأهمية العنصر البشري في بلادنا الغالية لأجل الوصول به الى التكامل من حيث توفير كل احتياجاته من عمل وسكن وحياة متوازنة وترويح يدعم بناءه النفسي.
ولعلنا في هذا المقام لن نترك الذين اتخذوا من التوجه الجديد محل رفض وعدم قبول، واحيانا السخط تجاهه، واحسب أن موجهيهم الى ذلك من المتضررين من جعل المجتمع السعودي أكثر انفتاحا ورقيا، بل واهتماما بمواطنيه ومواطناته وكل من يعيش على أرضه..
ونحسب أن المتضررين لم يدركوا أن تحقيق التعادل في احتياجات ومتطلبات الانسان العقلية والروحية وما يخص البدنية، يتمثل أكثر في الترويح عن النفس وتنشيطها من جديد كي تكون أكثر قدرة وتوازنا لارتقاء وحياة عقلية ونفسية وبدنية أفضل.
لم يدرك أولئك أن الترويح الايجابي وهو الذي سعت الدولة لتكوين هيئة له كما فعلت دول بانشاء وزارات قائمة لأجله، يساهم في انتزاع الرواسب من النفس وتنقيتها وإعادة تنشيطها من جديد، ناهيك عن إكساب الخبرات والمهارات، غير ذلك فهو سيساهم في رقي وتنمية الذوق العام والموهبة ويهيئ للإبداع والابتكار.
ليس هذا فقط، ولنا أن نتخيل أن مجتمعنا متى ما أكثر من المناشط الترويحية الراقية للشباب والشابات سنجزم أنها ستكون معينة بل ورادعة لكثير منهم عن التفكير في الوقوع في الإرهاب، وحتى ما يذهب الى ارتكاب الجرائم، الأمر الذي يجعلنا نحتاجها أكثر في زمننا الجاري الذي كثر فيها المختطفون لعقول وأجساد شبابنا المختارين لفرائسهم من أولئك الذين يعانون الفراغ والبطالة والامراض النفسية والكآبة وغياب المشغلات من وسائل الترويح العالية القيمة.
ما دولتنا بصدده لا يتنافى مع توجيهات ديننا وما نشأت عليه هذه البلاد، كل ما في الأمر أنه توجه طبيعي يساهم في التنشيط الذهني والبدني والارتقاء الفكري..
لكن هناك عقليات لا تريد أن تخرج من القوقعة التي هي فيها بحيث ترى كل صيحة عليها، حتى إنهم لا يتفقون بذلك مع الهدي النبوي الكريم الذي أكدته الاحاديث ودعت اليه الرسالة النبوية الشريفة.
ختام القول: إن توجه بلادنا راقٍ وما علينا ألا نواكبه برقيه، بحيث ننقي ترويحنا بأن نرفض جره أو مزجه بالكذب والافتراء والاعتداء وحتى التبرج السافر والخروج عن القيم..
وأن يراعي الضوابط والعادات والأهم أن لا يبتعد عن الواقعية والمساهمة برقي هذه البلاد وأهلها..
والأهم الأهم أن نبدأ؟!.