تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع بالمنطقة الشرقية، اعتبارا من اليوم الجمعة وتكون الزيادة طفيفة، قبل أن تكسر حاجز الأربعينيات المئوية عند الظهيرة، في حواضر الدمام غدا السبت بإذن الله تعالى. وتستقر الحرارة في معدلات متفاوتة حتى نهاية الأسبوع المقبل، متوقعا أن تلامس الخمسينيات في الدرجة المحسوسة، تزامنا مع موجات الحر المرتقبة خلال شهر رمضان، بسبب المؤثرات المصاحبة لتعمق منخفض الهند الموسمي وارتفاع نسبة الرطوبة. فيما تكون الأجواء شديدة الحرارة اليوم، علاقة بهدوء (البوارح)، وتحول الرياح السطحية إلى جنوبية الاتجاه وجنوبية شرقية خفيفة السرعة غالبا، الذي يساعد في متغير الضغط الجوي، وبخاصة مع انحسار المرتفع الجوي، الذي استمر حتى الأمس في الجهات الشمالية من المملكة. وفي تقديرات المتابعين للأحوال الجوية، إن قوة المنخفض الاستوائي سوف تسيطر على الأجواء وتتواصل خلال الشهرين القادمين، مؤديا إلى وطأة الطقس صيفيا شديد الحرارة مرهقا.
وفي سياق متصل، أوضح الباحث العلمي المختص في المناخ والفلك، عبدالعزيز بن سلطان المرمش الشمري، أن بداية مربعانية القيظ تكون بعد 10 أيام، طبقا للحسابات الفلكية التي تحدد السابع من يونيو، موعدا لظهور نجوم عنقود الثريا، وبالتالي نهاية الكنة الذي يعد من المواسم المضطربة جويا، وحاليا نحن في ايام طالعها الأخير (البطين).
وقد ننتظر استمرارا للزوابع والرياح النشطة في هذه الأيام، حيث تعد مرحلة معتادة في تغيرات الطقس بشكل عام، قبل دخول منزلة الثريا في مطلع شهر رمضان ومدتها 13 يوما، وهي أول أنواء الصيف، التي يشتد فيها الحر وتقل الأمطار ويجف العشب وتختفي الحشرات الربيعية ويبدأ تلون طلع بواكير النخل. كما أنها فترة لهجرة بقايا أسراب الطيور البرية نحو المناطق المعتدلة بسبب الأجواء الحارة، مشيرا إلى أن الثريا هي من المنازل الثمانية والعشرين الذي يحل بها القمر في كل ليلة بمنزلة منها، وتحل الشمس بكل منزلة 13 يوماً، وتحل الشمس بالثريا 18 مايو، فتقترن بها وتستمر من أربعين إلى خمس وأربعين ليلة من أبريل إلى مايو، وخلال هذه الفترة لا تشاهد نتيجة قربها من موقع الشمس الظاهري. ويضيف الشمري بقوله أن دخول رمضان لهذا العام، يوافق ظهور نجوم الثريا، وقد تتشابه الأحوال الجوية في هذه المنزلة مع المماثل لمواسمها الماضية، في اشتداد الحر والسموم، ولا يعني ذلك مؤثرا لهذه النجوم أو غيرها، بما يطرأ على مناخ الأرض، فما هي الا علامات للاستدلال والاهتداء بها في بعض المواقيت، وتكون على نحوٍ تقريبي يتقدم أو يتأخر.
كما أن تزامن شهر الصيام مع بداية يونيو، يمثل موعدا لبداية الارتفاع الأكبر في درجات الحرارة، والنهار في الزيادة والليل في النقصان، فيكون طول النهار في شهر رمضان أكثر من 15 ساعة، والليل يصل إلى 10 ساعات من وقت الفجر. ويختلف التوقيت ببضع دقائق وفقا للمواقع، ومن المتوقع بمشيئة الله تعالى، أن تكون درجات الحرارة في الشهر الفضيل اقل ارتفاعا مقارنة بموسمه في الأعوام القريبة الماضية، وذلك لأن اشد أيام السنة حرا تبدأ بعد شهر الصيام، وهي التي تكون خلال شهري يوليو وأغسطس، حيث تبلغ درجات الحرارة معدلات قياسية.من جهته، قال الباحث الفلكي، سلمان آل رمضان، أن طول فترة الصيام في شهر الصيام، نظرا لهذا التوقيت في أبكر وقت للفجر، الذي يتواصل حتى دخول الصيف (فلكيا) في النصف الثاني من الشهر، لكن النهار سوف يزداد طولا لاستمرار تأخّر غروب الشمس، الذي يبلغ أقصاه بإذن الله في 22 يونيو، مع الانقلاب الصيفي، وحينها يكون وقت الفجر قد تقدم دقيقة، وبالتالي يكون طول فترة الصيام قي ذلك اليوم 15 ساعة 36 دقيقة في مدينة القطيف. ويستمر أربعة أيام كأطول فترات الصيام، مع مراعاة فوارق التوقيت بين المدن، كما ان وقت المغرب سوف يستمر ثابتا، حتى نهاية الشهر الفضيل، عدا وقت الفجر الذي يزداد بـ 6 دقائق عن بدايته. ويُلحظ أن طول كل من النهار والليل في أي منطقة، يعتمد على الموقع والفصل من العام، ونظرا لموقع الشرقية ومنها القطيف في شمال خط الاستواء، فإن نصف شهر الصيام، يتوافق مع آخر أسبوعين من فصل الربيع (فلكيا)، والنصف الثاني منه، في أول أسبوعين من فصل الصيف، موضحا أن طول الليل والنهار يقاس من شروق الشمس حتى غروبها، فيما فترة الصيام تقاس من أذان الفجر وهو طلوع الفجر الصادق حتى الغروب الشرعي.وفي الأيام الأخيرة من شهر شعبان، بحسب الفلكي آل رمضان، تتسم الاجواء بالحر متفاوتا بين الشدة نهارا والاعتدال احيانا، وذلك في بعض الخصائص الجوية المعتادة خلال هذه الفترة، متزامنة مع طالع البطين، الذي يعرف بتويبع الوسمي غير وسمي الخريف الممطر، وعند العامة يسمى بارح الحفار.