يتحوّل الطقس مطلع الاسبوع المقبل، الى الحالة الصيفية الأشد المعروفة بـ(مربعانية القيظ)، وسط احتمال ارتفاع كبير في درجات الحرارة وخاصة في المنطقة الشرقية، متوقعا ان تبلغ منتصف الاربعينيات، اعتبارا من الاثنين في حواضر الدمام، وتكون الرطوبة متراجعة نسبيا نتيجة الاجواء الجافة، مع هبوب الرياح في اتجاهات متقلبة وبسرعات خفيفة، تنشط احيانا خلال 72 ساعة على نحوٍ متفاوت في بعض المواقع، حيث تستمر مسببة بعض الاثارة للاتربة والغبار، وبخاصة في الطرق البرية. فيما يشمل ارتفاع القيم الحرارية معظم مناطق المملكة، وتصل الى سقف الاربعينيات المئوية نهارا، الذي يُوعز الى تقدم منخفض الهند الموسمي، مصحوبا بكتلة هوائية جافة وشديدة الحرارة، الى جانب العديد من الاسباب الاخرى، في حين تؤخذ هذه التوقعات بنظرة عامة لاحوال الطقس خلال الفترة القادمة، مع احتمال التغير مرتبطا بما يستجد بمشيئة الله من عوامل جوية، كما هو في دخول شهر رمضان، متزامنا مع موسم رياح البوارح، ويتفق المختصون على ان التنبؤات للاحوال الجوية تحتمل الاختلاف نسبيا، الذي يعني ان الموثوقية على المدى المستقبلي تكون ضعيفة، وذلك نظرا الى ما يطرأ باستمرار من متغيرات آنية، التي من شأنها التأثير على الاجواء، وبالتالي الصعوبة في معظم التوقعات المسبقة، التي تعتمد الحسابات التقديرية غالبا.
من جهته يوضح الباحث المختص بالفلك والطقس، زاهي الخليوي، أن البداية الفعلية للصيف، تتزامن مع دخول شهر رمضان هذا العام، مصادفا طلوع (الثريا)، المتمثلة في العنقود النجمي الشهير، الذي يعد مؤشرا على بداية الفصل الساخن، وذلك وفقا للتقديرات المتعارف عليها في بعض الحسابات الفلكية، في حين ان التوقعات مع امكانية بعض الاعتدال لمستوى الحر في شهر الصيام، الذي يعتمد بعد المشيئة الإلهية على ما يستجد في حينه من مؤثرات العوامل الجوية، بما في ذلك مدى تقدم المنخفض الاستوائي، وسرعة الرياح، وبالمثل فقد شهدت المواسم الرمضانية السابقة، متغيرات مفاجئة في احوال الطقس، الذي يرجح احتمالية اجواء غير مرهقة في الشهر الفضيل بمشيئة الله ولطفه، كما تُعرف هذه الفترة لدى العامة بـ(مربعانية القيظ) اعتبارا من 7 يونيو، وتمتد 39 يوما، ومتميزة باشتداد الحر في أنواء الثريا ثم الدبران، وهو تويبع الثريا ثم الهقعة، وهو أول نجميْ (الجوزاء)، وفي هذه الأيام غالباً ما تكون الرياح شمالية غربية، تسكن وتهدأ مع غروب الشمس.
وقال الفلكي الخليوي، ان مواقيت الانواء، قابلة للتقديم والتاخير فلا تتطابق في نمط مكرر موسميا، وقد تصادف التطابق مع الواقع، في بعض الخصائص الجوية احيانا، كما هو الحال في الصيف، علاقة بتعامد اشعة الشمس وطول ساعات النهار، منعكسا بتتابع مراحل زيادة ارتفاع درجات الحرارة، فيما يكون التعامل مع الطوالع النجمية، برؤية تقريبية في معرفة النقلات الفصلية وتعاقب الانواء، وفقا الى مصدر الموروث التاريخي في هذا الخصوص، مع الاخذ في الاعتبار ان دوران الزمن، يجعل التطابق مختلفا، مقارنة بما كان عليه الحال ابّان ذلك التوثيق، الذي اعتمد الخبرة بالمتابعة العلمية في الزمن القديم، كما ان خارطة النجوم كانت مرسومة لدى القدماء بعناية، هدفا الى الاهتداء بها ومعرفة مسالك البر والبحر، ومعرفة متغيرات الاحوال الجوية، طبقا الى ثبات مواقع النجوم، ومن ثم دوران الفصول بين حر وبرد، وما يصاحب ذلك من رياح ومطر وتقلبات جوية، واستأثرت نجوم الثريا باهتمامهم، فتغنى بها الشعراء قديماً في قصائدهم لشهرتها وشدة لمعانها، وضربوا بها الأمثال، ويأتِي ذلك على رغم المفارقات في موعدها، الذي يتسم باشتداد الحر وتحرك رياح السَموم وكثرة الزوابع الترابية.
وبحسب الهيئة العامة للارصاد وحماية البيئة، من المتوقع ان تنشط الرياح السطحية اليوم السبت، فتكون مثيرة للأتربة والغبار، بحيث تؤدي في بعض الاحيان الى انخفاض في مدى الرؤية الأفقية، خاصة في الاماكن المكشوفة والطرق البرية بين المدن، وذلك على مناطق تبوك والمدينة المنورة، محتملا ان تمتد هذه الرياح الى الأجزاء الشرقية لمنطقة مكة المكرمة، والأجزاء الغربية لمنطقة الرياض، واشارت هيئة الارصاد في تقريرها اليومي ايضا الى توقع استمرار تشكيلات السحب الرعدية الممطرة بمشيئة الله تعالى، وذلك على مرتفعات جازان وعسير و نجران، خلال فترة مابعد الظهيرة، فيما تزداد نسبة الرطوبة بشكل ملحوظ على المدن الساحلية للبحر الأحمر، وطبقا لمؤشر الهيئة تسجل درجات الحرارة ارتفاعات متوالية، حيث تسجل بداية ومنتصف الاربعينيات المئوية في مدن مكة المكرمة والمدينة النبوية والرياض والدمام.