سجلت النزل الريفية «الاستراحات الزراعية» نسبة إشغال تصل إلى 100%، وذلك تزامنا مع العادة الشعبية السنوية التي يقوم بها أهالي الأحساء والتي يطلقون عليها «ليلة القريش»، وذلك بحسب ما أكده رواد وملاك النزل الريفية، حيث يحتفل أهالي الأحساء في استقبال شهر رمضان الكريم بليلة القريش والتي توافق يوم 29 شعبان من كل عام هجري.
ويعود سبب تسمية ليلة القريش بهذا الاسم تصغيرا لكلمة قرش للدلالة على صغر الوجبة أو قيمتها المادية، فالقريش هو آخر وجبة يتناولها أهل البيت قبل بداية رمضان، وهي وجبة مكونة من بقايا الأكل الموجود بالمنزل والذي لا يصلح للتناول في رمضان، مثل السمك المجفف، والتمر القديم والأرز.
ويذهب أهالي الأحساء إلى الاستراحات للاحتفال بهذه الليلة نظرا لصغر مساحات المنازل خاصة التي قد لا تستوعب الأعداد الكبيرة من الرجال والنساء والأطفال، على الرغم أن أسعار الاستراحات غالية ومكلفة إلا أنها تستهوي العائلات، وفي الغالب يتفقون على اقتسام سداد أجرة الاستراحة وبالتالي تقل التكلفة على الواحد منهم.
كما أوضح صالح الخالدي «صاحب مزرعة» أن هناك طلبا هائلا على الاستراحات الزراعية للإيجار من بداية شعبان حتى نهايته، وذلك للاحتفال بليلة القريش، قائلا: العائلات تجد في الاستراحة الأريحية في سعة المكان الذي يحتضن العائلات الكثيرة التي أصبحت المنازل لا تستطيع أن تستوعبها، بالإضافة إلى تواجد عدد من المرافق بها التي تُلبي احتياجات العائلة مثل المسابح والعاب البلايستيشن ووجود مساحات واسعة للعب بالكرة وألعاب للأطفال.
في حين قالت أم محمد البالغة من العمر 55 عاما: كان الأب والأم وأولادهم وزوجات أولادهم والأحفاد يعيشون في بيت واحد فكانت كل أسرة تجمع ما تبقى لديها من فائض الطعام، أو الطعام الذي لا يصلح لأن يؤكل في رمضان، وتتجمع لأكله في آخر وجبة غداء قبل رمضان، وكان فيها ما فيها من تراحم ومشاركة وتجميع لكل أفراد الأسرة، أما اليوم فأصبح القريش اليوم تقليدا تعد له الولائم وتمد فيه الموائد الحافلة بكل أصناف الطعام، فالعائلة الميسورة تعد الموائد القريشية الخاصة بها في إحدى الاستراحات والنزل الريفية.
وبدوره أكد المتحدث الرسمي باسم أمانة الأحساء خالد بووشل أن اللجنة السُباعية التي تضم في عضويتها «محافظة الأحساء، الأمانة، فرع وزارة المياه، هيئة الري والصرف، مديرية الزراعة، إدارة الدفاع المدني، الشرطة»، أمهلت أصحاب الاستراحات الزراعية لمعالجة أوضاعها والنُزل الريفية في الاحساء والتي تفتقر للاشتراطات والضوابط العامة المحددة من قبل اللجنة 6 أشهر لتصحيح أوضاعها بدأت من تاريخ 24/ 7/ 1437هـ وشددت اللجنة على أن المهلة «النهائية» المحددة تعتبر بمثابة الإشعار الرسمي النهائي لأصحاب تلك الاستراحات والنُزل لتصحيح الأوضاع والالتزام بالاشتراطات الخاصة لهذه الأنشطة واستصدار تراخيص التشغيل اللازمة من كافة الجهات المختصة، حيث سيتم الإغلاق مباشرة للمخالفة للأنظمة واللوائح بانتهاء المهلة المحددة لذلك.