استطاعت قوات الأمن البحرينية إحباط هروب 19 إرهابيا من أصل 25 محكومين ومطلوبين بقضايا مختلفة في عمليتين أمنيتين مختلفتين، خلال اليومين الماضيين، فيما أصيب 4 من رجال الشرطة يعملون في مركز الإصلاح والتأهيل بمركز توقيف «الحوض الجاف» بعد هجمات من قبل الهاربين.
وفر من مركز توقيف «الحوض الجاف» 17 شخصاً تم الإمساك بـ11 منهم خلال ساعات من العملية، فيما لا يزال 6 على لائحة المطلوبين. كما حاول 8 آخرون مدانون بأحكام مختلفة الهروب عن طريق البحر إلى «إيران» مستخدمين زورقا سريعا، إلا أن قوات خفر السواحل أحبطت العملية.
وفيما يتعلق بعملية هروب سجناء من مركز الحوض الجاف، قال مصدر مطلع لـ«اليوم»، إن أحد المسجونين، ضرب رجل شرطة، وارتدى ملابسه، ومن ثم سرق حافلة نقل صغيرة مخصصة للبضائع، واستطاع تهريب 16 آخرين، فيما أصيب 3 رجال شرطة آخرون أثناء محاولات توقيفهم، وسرق الهاربون بدلات عسكرية وأسلحة.
وأكد المصدر أن حالة رجال الشرطة مستقرة، حيث كانت إصاباتهم طفيفة، مشيراً إلى أن الحافلة التي استخدمت في العملية تم تتبعها بكاميرات مراقبة الشوارع، وتم العثور عليها خلال أقل من ثلاث ساعات في منطقة «بلاد القديم» التي تبعد عن السجن حوالي 10 كيلو مترات.
وبيّن المصدر أن الهاربين ما زالوا بانتظار صدور الأحكام القضائية بحقهم بعد إدانتهم بمختلف الأعمال الإرهابية وانتمائهم لخلايا إيرانية تعمل في البحرين. وحول عملية هروب محكومين بقضايا إرهابية إلى إيران، اكد انها العملية الثانية التي يتم إحباطها منذ العام 2013، إذ استطاعت قوات الأمن حينها إحباط تهريب عدد من المحكومين إلى إيران، وأشار الى ان القارب خرج من إحدى قرى محافظة العاصمة، وعلى متنه 8 محكومين، إضافة إلى 2 من قائدي المركب، وتم الترتيب لهروبهم من أشخاص يقطنون في إيران.
وبيّن أن الإحداثيات للمنطقة التي كان يفترض أن ينطلق إليها القارب كانت محددة مسبقاً عن طريق جهاز الـ GPS، رافضاً الكشف عن المنطقة التي كانوا ينوون الذهاب لها. وأشار المصدر إلى وجود العديد من المطلوبين لدى إيران والعراق، حيث ترفض السلطات في الدولتين التعاون مع مملكة البحرين، وذلك يحدث منذ عدة سنوات فيما يختص بتسليم المطلوبين.
وقال: «هؤلاء المطلوبون يمثلون خطراً كبيراً على البحرين، فهم أساس تشكيل الخلايا الجديدة الإرهابية الممولة من إيران».
جدير بالذكر ان عملية هروب سجناء من مركز توقيف «الحوض الجاف» هي ليست الأولى من نوعها، إذ تكررت الحادثة مرات عدة كان آخرها عام 2014، عندما هرب 3 سجناء موقوفين على ذمة قضايا إرهابية، ووجدوا حينها في منطقة الحد القريبة من السجن.
من جهته أمر وزير الداخلية بتشكيل لجنة مختصة للوقوف على أسباب هروب السجناء وتكرارها من ذلك المركز، فيما رجحت مصادر وجود ثغرات أمنية، بسبب مبنى المركز القديم، ووقوعه على البحر، بجانب وجود منطقة الميناء والمنطقة الصناعية في البحرين. كما يعتبر اكتظاظ «سجن جو» الرئيسي في البحرين، وخضوعه لعدد من عمليات التطوير أحد أسباب وجود أعداد كبيرة اكتظ بها سجن الحوض الجاف.
وكشفت المعلومات حول المتهمين الستة الهاربين من سجن الحوض الجاف، أن اثنين منهم يبلغون من العمر 20 عاماً، فيما تبلغ أعمار البقية 21 عاماً. أما المتهمون الثمانية الذين حاولوا الهروب إلى إيران فـمنهم 6 محكومون بمدة 10 سنوات، بينما الآخر محكوم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً. ويعتبر الهارب مصطفى فتيل مطلوبا أمنيا خطيرا في عدة قضايا إرهابية. وبات في حكم المؤكد اعتبار البحار حسين عبدالله الصفار في عداد المتسترين على الجرائم، وهو من منطقة «بلاد القديم» وهي المنطقة ذاتها التي وصل إليها الهاربون من سجن الحوض الجاف، إضافة إلى مساعده محمود حميد المطوع، وهومن سكنة الجفير.