عزا عدد من المثقفين سبب غياب الفعاليات الثقافية والفنية بالقطيف في رمضان إلى طبيعة الشهر الروحانية وانجذاب الناس للبرامج التلفزيونية.
وقال الشاعر ياسر آل غريب: لابد من بث روح التجديد للبرامج الثقافية والعمل على ابتكار أنشطة أخرى واستهداف شرائح عديدة من المجتمع خاصة الأطفال والشباب، مشيرا الى إمكانية إحياء هذه الفعاليات خاصة أن شهر رمضان يتسع لما هو ديني واجتماعي وثقافي.
ولفت إلى افتقاد المجتمع الأنشطة الثقافية في موسم شهر رمضان في السنين الأخيرة والتي كان لها حضور قوي ومهم كالندوات واللقاءات الحوارية سابقا.. وأضاف: من النادر الآن السماع بأحياء أمسية شعرية أو قصصية أو عرض فني في رمضان، رغم أن القطيف تكاد تكون كخلية عمل في شهور السنة الأخرى لوجود فعاليات ثقافية مستمرة طيلة العام من قبل اللجان الأهلية المنتشرة في كل المحافظة.
وأرجع الأسباب لعدم قناعة المجتمع بمثل هذه البرامج في الشهر المبارك، وانصراف شريحة كبيرة من الناس للبرامج التلفزيونية الجاذبة، وعدم الاستعداد الكافي بسبب أعباء والتزامات الشهر الفضيل.
شح الفعاليات
وقال الكاتب المسرحي عباس الحايك إن شح الفعاليات الفنية والثقافية يعود لميل الناس للشؤون العبادية والاهتمام أكثر بالزيارات العائلية كون الإقبال بنظر بعض منظمي الفعاليات لم يكن بالمستوى المطلوب.
وأكد على إمكانية أن يصل شهر رمضان للثقافة والفن ضمن إطار روحانيته، فلا يمكن أن يزاحم معرض تشكيلي أو فوتوغرافي أو أمسية شعرية أو ورشة فنية الأجواء الروحانية ولا الممارسات العبادية التي يتسابق إليها الناس لنيل شرف القربى الى الله في هذا الشهر، مستدلا على الماضي الذي كانت الفرصة فيه سانحة لتنظيم الفعاليات، حيث كانت تقام المعارض التشكيلية والأمسيات والندوات.
وتابع: وحتى أماكن العبادة كانت تنظم برامج ثقافية متنوعة وحافلة طوال الشهر، كما كان للأندية الرياضية مسابقات ثقافية تشارك فيها فرق تنافس على غرار المسابقات الرياضية، حيث كان مستوى الحضور كبيرا لمتابعتها.
وتحدث عن فترة إجازة الصيف التي تتوقف فيها الفعاليات تقريبا بسبب انشغال الناس وحتى المهتمين بالشأن الثقافي وغيابهم في السفر أو غيره فلم تعد الإجازة فسحة لتنظيم الفعاليات خاصة الثقافية منها.
قلة الموارد
وأوجز الكاتب علي آل حمادة الأسباب والمعوقات لما يتعلق بالمُنتِج والمُنتج، والظروف المحيطة بالعمل نفسه والتي منها قلة الدعم المادي كونه أحد أهم الأسس لإنتاج عملٍ ذي مستوى متميز، والاعتماد فقط على الرعاية والتمويل من شركاء ربما قصر نفسهم مع الوقت، وفقدان روح التجديد والابتكار، وتحول إقامة الفعاليات إلى حالة أشبه بعملية تدوير الوجوه، فالمستضيف اليوم هو ضيف الغد، هذا التكرار المزعج للوجوه والأماكن، أدى إلى حالة نفور ونأي لا يلام عليها الجمهور.
وذكر أن من أسباب الغياب في شهر رمضان بروز اختلاف الآراء من حيث إقامتها والتردد في ذلك بالإضافة إلى تأثيرات الجو وتفضيل العائلات التسمر أمام شاشات التلفاز، فضلا عن احتكار الفعاليات على فئة معينة.
وأبدى أسفه على ضعف الإنتاج على جميع المستويات، رغم أن الأرض حُبلى بكل جميل، إلى جانب عدم توافر الأرضية المناسبة لاسيما تلك التي تتطلبُ إمكانات ضخمة، فضلا عن الروتين الممل، والإجراءات الطويلة.