أثارت تعاقدات عدد من أندية دوري جميل للمحترفين لكرة القدم العديد من التساؤلات تجاه ملفات اللاعبين الأجانب الذين يتم التعاقد معهم، وذلك لربط تلك التعاقدات مع مدرّبي تلك الأندية، حيث لا يكاد يخلو ناد يتواجد به مدرّب أجنبي إلا ويتم التعاقد فيه مع محترف واحد على الأقل يحمل نفس جنسية المدير الفني للفريق، أو التعاقد مع لاعب أجنبي يرتبط بالدوري الذي ينتمي إليه مدرّبو تلك الأندية. وكانت جميع أندية دوري جميل للمحترفين قد قامت بتغيير أجهزتها الفنية هذا الموسم، باستثناء أندية الوحدة والقادسية والخليج بعد أن جددوا ثقتهم في أجهزة فرقهم الفنية، غير أن تعاقدات تلك الأجهزة الفنية الجديدة مع المحترفين الأجانب أعاد السؤال المتكرّر حول سبب تعاقد هؤلاء المدرّبين مع أبناء جلدتهم من المحترفين الأجانب.
وعلى الرغم من أن تكرار هذا الملف الحساس مطلع كل موسم في الدوري السعودي، فما بين مؤيّد لفكرة إلقاء ملفّ التعاقد مع اللاعبين الأجانب على عاتق الجهاز الفنيّ، ومعارض بقوة لتولي تلك الأجهزة الفنيّة مسؤولية جلب المحترفين، فالمؤيّدون يرون أن المدرب هو الأدرى باحتياجات الفريق من ناحية جلب المحترفين الأجانب وسدّ النقص والخلل الفني الحاصلين في الفريق، حتّى وإن تحتّم الأمر تعاقد هذا المدرّب مع محترفين من أبناء جلدته.
فالمؤيّدون يرون أيضا أن المدرب هو الأجدر بتحمّل تبعات هذا الملف، ناهيك عن أنه الادرى باحتياجات الفريق الفنيّة وهو المسؤول الأول عن مستويات اللاعبين المحترفين، ولهذا فإن تكليف إدارات الأندية بالتعاقد مع المحترفين الأجانب خطأ فني ستظهر عواقبه الوخيمة عند انطلاق منافسات الدوري مستشهدين بعديد من الأمثلة كالبرازيلي دي سوزا محترف الاتحاد، وحسن ربيع مع النصر، وبرسيادو مع الشباب.
وفي المقابل، يرى المعارضون أن ملفّ المحترفين الأجانب يجب أن يكون تحت تصرّف إدارات الأندية، وألا يترك هذا الملف بيد المدرّبين الجدد، حيث يرون أن جلّ تلك التعاقدات تشمّ منها رائحة «السمسرة» بين هؤلاء المدرّبين والمحترفين، حيث استشهدوا بعدّة أمثلة تخصّ هذا الموضوع مثل محترف الهلال بينتيلي والذي حضر بتوصية من ابن جلدته ريجيكامب، وتوصية بيتوركا بالتعاقد مع سان مارتن وزوكالا. القروني: الخيارات يجب أن تكون للمدرب
ويقول المدرب الوطني خالد القروني على إدارة الأندية ترك اختيار المحترفين الأجانب على عاتق الجهاز الفني، ذلك لأن المدرّب مهمّته البحث عن النجاح وإثبات الذات، وإن لزم الأمر تعاقد هذا المدرب مع لاعب يحمل نفس الجنسيّة، لأنه يرى أن المدرب هو الأدرى بإمكانيّات اللاعب وقدراته والأنسب لتطبيق خطته داخل المستطيل الأخضر، لكن نجاح اللاعب من عدمه مرتبط بعدّة عوامل ولا يمكن نسب ذلك الفشل إلى إقحام موضوع السمسرة بين الجهاز الفني وهؤلاء اللاعبين المنتمين إلى بلد واحد.
الخالد: يجب محاسبة المدرب إذا فشل ابن جلدته المحترف
فيما يرى المدرب الوطني عبد العزيز الخالد أن من حق هؤلاء الجماهير وضع هذا السؤال الافتراضي عن سبب تعاقد هؤلاء المدربّين مع أبناء جلدتهم من اللاعبين، حيث يرى أن الشكوك تحوم حول هكذا تصرّف من قبل بعض المدرّبين واللاعبون الذين يأتون دون تقديم مستويات تذكر مفيداً بأنه يمتلك بعض المعلومات حول إقحام أعمال السمسرة بين بعض المدرّبين وبعض المحترفين الذين أتوا إلى السعودية، مطالباً بفرض شروط جزائية بين المدرب وإدارة النادي في حال فشل المحترفين الأجانب الذين يحملون نفس جنسيته طالما الأخير هو من قام بجلب هؤلاء، وحول رمي كرة اختيار المحترفين الأجانب إلى مرمى المدرّبين أجاب بأنه لا مانع من ذلك طالما كان هذا المدرّب متواجداً مع الفريق فترة طويلة، وهو أمر نادر الحدوث في أجواء كرة القدم السعودية، ولهذا فإنه آن الآوان لأن يتم إنشاء لجنة فنيّة في مختلف الأندية السعودية تتضمن وجود الجيش القديم من اللاعبين المحليّين لتلك الأندية تكون هي المسؤولة عن جلب المحترفين الأجانب.