لا يزال زحف الرمال على طريق «جوسمين» التابع لمحافظة الجبيل بامتداد ثاج- الفاضلي والرابط بين طريق الكويت القديم والطريق البرية لبر جوسمين، مستمرا خاصة في مواسم سرعة الرياح.
وأكد عدد من مستخدمي الطريق الذي يبلغ طوله «21» كيلومترا انهم فوجئوا بوجود كثبان رملية على الطريق جراء الزحف المستمر للرمال، مما يسبب إرباكا لقائدي المركبات، ويعرضهم لخطر الحوادث، وطالبوا بوضع حلول عاجلة لمواجهة هذا الزحف.
ويذكر محمد الحربي انه تعرض لحادث مروري في وقت سابق على طريق «بر جوسمين» الذي يسلك العديد من السيارات والشاحنات يوميا، مما ادى الى كسر يده وتلف سيارته بالكامل بعد ان فوجئ بكمية كبيرة من الرمال الزاحفة على الطريق وفقد السيطرة على المركبة مما ادى لانقلابها.
وقال خبير البيئة والعمارة الدكتور عبدالله السلمي ان زحف الرمال والتصحر والتعرية ظاهرة اقليمية، يشكو منها الكثير من المدن، بسبب قلة المياه والأمطار، إضافة للرياح المحملة بالأتربة والغبار، وتنشط في المدن الصحراوية كالمنطقة الشرقية التي تعرف بكبر مساحة صحاريها، يؤدي لتأثر مدنها ومزارعها، محملاً بعض التصرفات التي يقوم بها المواطنون والمقيمون قليلو الوعي والتي تسهم بشكل كبير في فقدان الغطاء النباتي، جراء الرعي الجائر أو التحطيب غير المسموح به، مما أدى لتناقص ملحوظ في المناطق الزراعية وزيادة المناطق الصحراوية، مضيفاً انه في الوقت الذي تعمل فيه الكثير من الجهات للحد من العوامل الطبيعية التي تساهم في زحف الرمال، يقوم الكثير من الناس بالمساهمة في زيادة «التصحر» عبر تجاهلهم للكثير من التوصيات التي تطلب عدم رعيهم أو تحطيبهم في بعض المناطق التي تحتاج زيادة المسطحات الزراعية فيها.
تنسيق غائب
واشار فهد العرجاني الى ازدياد ظاهرة زحف الرمال على الطرق في ظل عدم وجود جهود جماعية لوضع حلول جذرية لإيقاف تلك الظاهرة، فالبلديات والزراعة والطرق وكذلك الشركات الخاصة، تعمل بشكل فردي، ويجري وضع حلول لا يتم الاستفادة منها في المستقبل، مما يضيع الكثير من الجهود والطاقات، مطالباً وزارة الشئون البلدية والقروية ممثلة بالبلدية بالاضافة الى وزارة النقل ممثلة بإدارة الطرق والنقل، بعمل «سياجات زراعية» خارج المدن، وخصوصاً في الاتجاهات التي تشهد رياحا شديدة وزحفا قويا للرمال، لتكون «مصداً طبيعياً» يساعد على القضاء على هذه الظاهرة، مقترحاً الاستفادة من المياه المعالجة من الصرف الصحي، لري «السياجات» التي تحتاج لكميات كبيرة من المياه.
وقف الزحف
واستطاعت بعض مراكز الابحاث النجاح أو التقليل بنسب كبيرة من زحف الرمال، أو صد الرياح المحملة بالأتربة والغبار، خصوصاً بعد أن لاحظت ما قد يسببه تجاهل هذا المد الطبيعي على القرى والمدن، وكان لشركة ارامكو السعودية تجربة ناجحة في الحد من ظاهرة زحف الرمال على الطرق التي تستخدمها الشركة لاعمالها المختلفة.
وتتمثل تجربة ارامكو في ان اعتماد الشركة العديد من الوسائل للسيطرة على تحرك الرمال، مثل سياجات القوائم الخشبية وجدران وحواجز التحويل ومصائد الرمل ورش الزيت الخام، واستخدام الجرافات والناقلات لإزالة الرمال المتراكمة بالاضافة الى 4 طرق رئيسة للسيطرة على الرمال تعتمدها الشركة، وهي إزالة الرمال آلياً باستخدام الوسائل الميكانيكية وتعد أكثر الطرق شيوعاً لكنها أكثر تكلفة وتعالج آثار المشكلة لا مسبباتها، لأنها تقوم على التخلص من الرمال المتراكمة بعد وصولها إلى المواقع بالاضافة الى حلول أخرى مثل تثبيت الرمل السطحي برش المنطقة بطبقة رقيقة من الزيت الخام الثقيل أو مثبت كيميائي، وتستخدم عادةً مع كثبان الرمال المتحركة»، مبيناً أن الزيت الخام الثقيل يشكل طبقة حماية صلبة.
من جانبه اكد مدير الطرق والمتحدث الرسمي لإدارة الطرق والنقل بالمنطقة الشرقية المهندس احمد اليامي لـ«اليوم»، ان الوزارة تعاقدت مع احد المقاولين المصنفين بإشراف مكتب استشاري متخصص للقيام بأعمال الصيانة ومن ضمنها ازاحة الرمال على سطح الطرق، مؤكداً ان المقاول يباشر اعمال النظافة اولا بأول وبمتابعة استشاري مشرف ومختصين من قبل ادارة الطرق والنقل بالمنطقة الشرقية بالاضافة الى التأكد من وضع كافة عوامل السلامة المرورية اللازمة لتحذير مستخدمي الطريق.
وشدد على حرص وزارة النقل على سلامة الطرق وسلامة مستخدميها بناء على مواصفات الوزارة من خلال التعاقد مع مقاولين ومكاتب هندسة متخصصة في عملية الدراسات والتصاميم والإشراف.