DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مقاومة الإرهاب بتعزيز قيم التسامح

مقاومة الإرهاب بتعزيز قيم التسامح

مقاومة الإرهاب بتعزيز قيم التسامح
يعيش العالم تراجعا كبيرا في منظومة القيم السياسية الضابطة، هناك ازدواجية رهيبة، وهذه الازدواجية خلقت حالة من عدم الانسجام، قادت الى التكبر والتجبر، وأصبحت العديد من دول وشعوب العالم ترزح تحت وطأة الاستعمار، تعطلت التنمية، وضعفت مقومات التطور والتحضر، واصبحت العلاقة مع الآخر مبنية على لغة الصراع، في علاقة تبعية مقيتة، فكلما اقتربت الشعوب من تعزيز استقلاليتها، استغلت هذه الدول ضعف مقوماتها لتعيدها مرة أخرى الى حالة اقرب الى الفوضى. استطاعت الدول العربية ان تبني دولا ومجتمعات وان تضع خططا للتنمية والتطوير الاجتماعي والاقتصادي، وانتشر العلم والتعليم، وبدأت دورات الانتاج المعرفي والعلمي والاقتصادي، وانعكس ذلك على السلوك الاجتماعي والثقافي في مختلف دولنا العربية، وان كان بنسب متفاوتة، وظل الصراع مع الآخر يأخذ اشكالا متعددة وشتى، وقد ادركت دولنا أن التحرر السياسي لا يتحقق كلية الا بالتحرر العلمي والمعرفي وازدهار التعليم والفنون والآداب. ظل التاريخ السياسي للدولة العربية متجاذبا ما بين الاستقرار والفوضى، وكلما حدثت ازمات عالمية سياسية واقتصادية، كانت منطقتنا منطقة تجاذب وتعبير عن حالات الصراع والمنافسة، والحروب بالوكالة، وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي، انغمست امريكا بقوة لفرض ارادتها العالمية وملء الفراغ الناشئ، غير انه مرحلة مؤقتة اتسمت باستخدام القوة والعنف، الامر الذي أوجد مخلوقات ارهابية جديدة، مختلفة كل الاختلاف عن قوى التحرر الوطني، كانت مهمة هذه المخلوقات، ضرب اسس الاستقرار والامن الداخلي، وكانت مبررا للتدخل الخارجي. اعتمدت هذه المخلوقات على قانون استعماري قديم، فرق تسد، ولهذا بدأت تضرب في جوهر الامن العربي، من خلال خلق التناقضات الداخلية، سنى وشيعي، وغيرها من التصنيفات المولدة للعنف والتطرف، وبدأت دورة الصراع الداخلي في بعض الدول، تؤسس للفوضى والتدخل الخارجي، وقد حذرنا مرارا بأن خطاب الكراهية يضاعف حجم الكراهية، وان الحرب على الارهاب لا تكون فقط بقوة السلاح، بقدر ما تكون بقوة العدالة الدولية، واعتبار القضية الفلسطينية، المدماك الرئيس لازدواجية السياسة الدولية، والقوة المحركة والمحرشة لكل من يرفع لواء المقاومة او لواء التحرر من قبضة الهيمنة الدولية، في وقت تخلص العالم كل العالم من فكرة الاستعمار بكافة اشكالها، وطرح مبادرة واقعية للسلام في حدود الرابع من حزيران 1967. ان الارهاب يحارب بتعزيز فكرة التسامح، وبالابتعاد عن لغة الحروب الدينية، وتسييس الدين، وان ما يجري في الغرب من عمليات تفجير، وقتل، ذهب ضحيتها العديد من الابرياء، فإن الهدف الرئيس لهذه التفجيرات، هو دفع العالم مجددا الى فكرة الحروب على اسس دينية، على اعتبار ان الصراع بين الغرب والشرق صراع ديني، بينما تؤكد المعلومات التاريخية، أن الصراع حالة ليست دائمة، وان منطق الحوار والتفاعل الحضاري والانساني ما كان سائدا. ان ترك الدين كأداة ما بين غير الاسوياء، الذين اختطفوه، والذين اتضح لنا أنهم مخترقون لدول واجهزة خارجية لديها اجندات خفية في المنطقة، أظهروا الجوانب السلبية في الدين، وانه قائم على القتل والعدوان والموت، وابتعدوا عن مكانته الحضارية في احترام انسانية الانسان، ساعدتهم وسائل الاتصال الحديثة للتلاعب بالعقول والتأثير فيها وتوجيهها حيثما كانت اهدافهم. ان العالم مدعو اليوم، لتعزيز قيم الحوار الحضاري والانساني، لتجاوز توجهات الارهاب الحديثة القائمة على التفتيت الداخلي، والتمهيد لخلق صراعات دينية عالمية تؤثر في الامن والاستقرار العالمي، واننا سبق وان حذرنا في المملكة وعملنا على استراتيجية محاربة الارهاب بشق عملياتي ميداني، وبشق فكري وثقافي، لندعوا العالم ورمزياته ومفكريه ومثقفيه لمواجهة الارهاب بالمزيد من التسامح والتعاون لاسقاط اوراقهم وكشف اجنداتهم ودحرهم.