لم يكن مصادفة اختيار مدينة أبها عاصمة للسياحة العربية لعام 2017 م، وفق ما أعلنته منظمة السياحة العربية عبر موقعها الرسمي (http://www.arab-tourismorg.org/index.php/)، لتتقدم على مثيلاتها من المدن السياحية العربية وتتوج بهذا اللقب، وذلك لما حباها الله تعالى من المقومات السياحية المتعددة، حيث الطبيعة والمناخ والأنماط السياحية ومكانتها التاريخية وموروثها الثقافي والاجتماعي والبيئة الزراعية الفريدة. فعند بواكير الصباح يكسوها الضباب، ومع غروب الشمس تنهمر السماء برذاذ المطر، وحبيبات البرد التي تصنع من تكويناتها لوحات جمالية تستوقف السياح، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمشاعر البهجة والسرور والفرح ليفاخر الإنسان بهذا الجمال في فصل تتراوح درجات الحرارة في غالبية البلدان بين 50 درجة مئوية وأكثر. وكان لعدسة (واس) جولة بين متنزهات المدينة الحالمة، وفي بطون أوديتها المليئة بالمياه الجارية جراء الأمطار المستمرة، وفي أروقة شوارعها المزدحمة بالمصطافين الباحثين عن أماكن الجذب والاسترخاء والهدوء. وتنقلت بين المتنزهات المكسوة بأشجار العرعر المنتشرة على قمم جبال السروات، من السودة والسحاب والفرعاء مروراً بجبر والجعد والشعابة إلى أن وصلت إلى تنومة والنماص وبلقرن وغاباتها المتناثرة على ضفاف الطرق وحدائقها المهذبة، حيث الإطلالات الرائعة والأجواء الماطرة والمدرجات الزراعية المكسوة بالأعشاب والمزروعات المختلفة من البر والشعير والذرة. ولعل المطلات المرتفعة التي يتمتع بها متنزه أبو خيال والجبل الأخضر الذي يتوسط مدينة أبها جعلت من ارتفاعه مقصداً للسياح ليستمتعوا بالهواء الطلق والإطلالة المميزة على المدينة الحالمة، حيث يقع المتنزه على حزام أبها الدائري ويطل على المدينة من الجهة الجنوبية، كما تمتد الحديقة إلى منحدرات ضلع عبر المنتزه الوطني من الجهة الغربية، وترتبط الحديقة بالعربات المعلقة مع الجبل الأخضر وبحيرة السد الواقعة في أبها الجديدة، التي تشهد هي الأخرى العديد من الفعاليات والبرامج السياحية.