اكد مسؤولون ان برنامج التحول البلدي الذي أطلقه وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ قبل أيام، والمنبثق من برنامج التحول الوطني 2020 سيساهم في تكامل البرامج التي تعتمدها جميع وزارات الدولة والمؤسسات العامة والخاصة على حد سواء، وصولا إلى تحقيق الغاية الأساسية من برامج رؤية المملكة.
وأوضحوا في حديثهم لـ«اليوم» أن تحديد الخط الزمني لتحقيق هذه الأهداف مع وضع معايير ومؤشرات لقياس الأداء لضمان الوزارة قبل المواطن الاطمئنان على سير العمل ضمن ضوابط محددة وواضحة تراعي العامل الزمني المحدد، حيث لا يمكن اعتبار أي برنامج ناجح إلا بوضع معايير وأهداف ذكية ومن ثم مراجعة الأداء وتقييم النتائج.
ينسجم مع الرؤية 2030
في البداية وصف عضو المجلس البلدي في محافظة جدة ورجل الأعمال بسام بن جميل أخضر البرنامج الذي أطلقه وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ، فيما يتعلق بآلية العمل البلدي، كجزء من إطار برنامج رؤية المملكة 2030 بشكل كامل.
وأضاف أن برنامج الوزارة، بما يتضمنه من محاور رئيسية هامة ينسجم مع برنامج رؤية المملكة ومع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ للمواطنين بأن يكونوا جزءاً من هذا البرنامج الوطني الهام والذي سينقلنا بمشيئة الله إلى دولة متعددة المصادر في دخلها الاقتصادي، وبالتالي تطويرها، لافتا إلى أن الوزارة في خطتها طرحت الكثير من البرامج التي تحتاج الكثير من العمل والمتابعة المستمرة، وهذا برأيي ما سيساهم في تقليل والحد من أية صعوبة تعترض العمل حاليا.
وأشار أخضر إلى أن جميع المحاور التي ارتكزت عليها خطة برنامج التحول البلدي التي أطلقتها الوزارة والمنبثقة أساسا من برنامج التحول الوطني 2030، ستساهم في تكامل البرامج التي تعتمدها جميع وزارات الدولة والمؤسسات العامة والخاصة على حد سواء، وصولا إلى تحقيق الغاية الأساسية من برامج رؤية المملكة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع.
منصة تفاعلية
وقال عضو المجلس البلدي إن أهم ما في هذا البرنامج هو وجود المنصة التفاعلية التي تسمح لجميع المواطنين بالاشتراك مع الوزارة في طرح آرائهم وأفكارهم أو شكاواهم بما يساعد على تطوير العمل ومعالجة النواقص بأسرع وقت، وهذا ـ من وجهة نظري ـ سوف يحقق الغاية الأساسية التي انطلقت لأجلها فكرة المجالس البلدية، وهي توسيع دائرة صناعة القرار، بحيث أصبح المواطن شريكا في النجاح كما انه شريك في مواجهة أية عقبات تعترض العمل سواء على مستوى الأحياء أو على مستوى الخدمات المقدمة للسكان والمدن بشكل عام.
ويبقى من وجهة نظر عضو المجلس البلدي بسام أخضر الأهم في هذا البرنامج هو أنه كيف يمكن تنفيذ البرنامج وتطبيقه على أرض الواقع، وهذا هو التحدي الذي يجب العمل عليه كونه يستدعي تفعيل طاقاتنا جميعا، ورفع مستوى إرادتنا الجماعية، فلا أحد منا بلا مسؤولية، ولا مبرر لأحد كي يقول لا مكان لي في العمل، فجميعنا شركاء في وطننا ونحن جميعا نتحمل إمكانية تطويره وجعله في مصاف الدول الكبرى كما خططت له رؤية 2030.
تنمية مستدامة
وبين عضو المجلس البلدي وعضو جمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة حسن بن سلطان بصفر أن برنامج التحول الذي اطلقته وزارة الشؤون البلدية والقروية يتماشى مع رؤية المملكة 2030 للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في عهد ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أسس للرؤية بإطلاق المبادرات التي ستكون نفعا للوطن والمواطنين في المملكة.
وأوضح «بصفر» أن التحول في محور التخطيط العمراني والأراضي سوف يساعد البلديات في جميع محافظات المملكة لتحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة وتحسين مستوى الخدمة للمواطنين ويساعد في وضع الاستراتيجيات التي تخدم أهداف وخطط الرؤية الجديدة لرؤية ثمارها في المستقبل القريب، مشيرا الى ان محور المرافق العامة والبنية التحتية سوف يساعد البلديات الفرعية لرفع احتياجاتهم من الخدمات والمرافق التي تحتاجها المدن والمحافظات التابعة لبعض الأمانات وأهمها أطراف المدن التي تحتاج إلى خدمات أكثر للمساعدة على عدم الهجرة للمواطنين من المدن الصغيرة والمحافظات إلى المدن الكبرى خصوصا في الرياض وجدة والدمام، وإذا توافرت الخدمات والبنية التحتية في هذه القرى والمحافظات سوف توفر نوعا من الاستقرار والثبات في هذه المناطق.
وأشار «بصفر» إلى أن التحول في محور الخدمات البلدية الذي يعمل على تطوير جميع الخدمات البلدية سوف يساعد البلديات في إنهاء الإجراءات باستخدام التقنية الإلكترونية في فتح بوابات إلكترونية حديثة للمواطنين والتخفيف عنهم وسيكون نقطة تحول محورية للحكومة الإلكترونية، وفيما يخص محور المشاريع والتواصل بين المواطنين لتعزيز العلاقة بين قطاعات البلديات والمستفيدين من الخدمات ويتم تحقيق ذلك من خلال العمليات المشتركة بين أفراد المجتمع والبلديات والأخذ بآراء المواطنين عن طريق المجالس البلدية لتكون صوتا للمواطن وتعزيز الشراكة بين الأمانات والمجالس البلدية والمواطنين الذين يعتبرون الهدف الأول للبلديات.
أهداف ذكية
وأوضح الكاتب الإعلامي بسام فتيني أن برنامج التحول البلدي، والذي أطلقه وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ، مؤخرا، جميل نظريا ومحدد الأهداف، وما ينقصه هو تحديد الخط الزمني لتحقيق هذه الأهداف مع وضع معايير ومؤشرات لقياس الأداء حتى تضمن الوزارة قبل المواطن الاطمئنان على سير العمل ضمن ضوابط محددة وواضحة تراعي العامل الزمني المحدد، حيث لا يمكن اعتبار أي برنامج ناجح إلا بوضع معايير وأهداف ذكية ومن ثم مراجعة الأداء وتقييم النتائج.
وأضاف «فتيني» ان الوزارة أتقنت تحديد محاور الاحتياج والصلاحيات، وحاولت أن تكون المحاور شمولية وضمن صلاحياتها وهو ما يجعلنا نشعر بالتفاؤل (المنضبط) لهذه الخطوة، داعيا الوزارة لاستغلال كل الحلول التقنية لتأدية أعمالها ولقياس الرأي والاستطلاع والمحاسبة والمتابعة والمراقبة.
##باحث: تنمية القرى والهجر في قمة الأولويات##
قال الباحث في الشأن الاجتماعي معتوق الشريف: «إن برنامج التحول الذي اطلقته وزارة الشؤون البلدية والقروية بحاجة إلى خطط واستراتيجيات عمل يشارك فيها الجميع، وجهات تراقب هذا التخطيط والتنفيذ، والوزارة بحاجة إلى سنوات طوال وبعيدة الأمد كون البنية الأساسية التي تدعم هذه الغايات غير متوفرة في هذا الوقت، إضافة إلى أن هناك أمور إصلاحية يجب أن تتخذ قبل عملية التخطيط وقبل التفكير في تحقيق هذه الأهداف».
وأضاف «الشريف» إن تنمية القرى والهجر على أطراف المدن بحاجة الى اهتمام لتحقيق برنامج التحول لوضع حد للهجرة الداخلية التي تتسبب في الازدحام في المدن ويجب أن يكون هناك تخطيط للحفاظ على البنى التحتية في المدن والاهتمام بها، مشيراً إلى أن على الوزارة اذا أرادت أن تحقق ما تريده في الرؤية عليها أن تبدأ بالإرياف والقرى والهجر أولا قبل أن تفكر في الغوص في مشاكل المدن، لافتاً إلى أن على أمانات المدن دور حيوي وهام في تحقيق الرؤية من خلال حل مشاكل المدن المتعددة وفتح مكاتب لها في كل حي للتسهيل على الناس والاهتمام بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الأماكن العامة وعند التصريح للبناء وغيرها.
تخطيط مدروس للمشاريع البلدية في برنامج التحول
خلال تدشين برنامج التحول البلدي