حقق المدرب السعودي سعد شداد الاسمري ذهبية سباق تخصصه 3000 متر موانع ضمن دورة الالعاب الاولمبية الحادية والثلاثين ريو 2016 لينال بذلك شرفا كان ينتظره طويلا، وسجل محاولات عدة في مشواره في أم الالعاب عندما كان لاعبا ثم مدربا ومشرفا للمسافات المتوسطة والطويلة بالاتحاد السعودي لألعاب القوى، لكن انجازه تحقق عبر عداءة البحرين «راث جيبيت» والتي قطعت مسافة السباق بزمن وقدره 8.59.75 دقيقة لسجل التاريخ وبمداد من ذهب أنه أول سعودي وخليجي يحقق هذا الانجاز العالمي الفريد، وبعنصر نسائي، لكن الكثير منا لا يعرف هذا الرجل، فهو بطل اصيل وكان يطمح لتحقيق ميدالية اولمبية في مشواره الرياضي، لكن تحول هذا الطموح إلى تحقيق عبر نجومه الذين اشرف عليهم، ولم تكتب لمحاولاته العدة مع نجوم كثر النجاح حتى حقق ذلك في ريو 2016 بعد عمل شاق في معسكرات تدريبية شاقة وطويلة بين مرتفعات افران المغربية وغابات غينيا المطيرة باحثا عن مجد شخصي له ولمن منحوه الثقة في تولي هذه المهمة، وكان عند حسن ظنهم ليدخل التاريخ من اوسع ابوابه ويسجل اسمه كأول مدرب سعودي خليجي عربي يحقق هذا الانجاز.
لم يتوقف البطل السعودي ابن الـ48 ربيعا العداء السابق سعد شداد الاسمري عن طموحه في الصعود إلى منصات دورة الالعاب الأولمبية منذ إنجازه الاول في العام 1994 عندما حقق فضية سباق 1500 متر في دورة الالعاب الآسيوية في مدينة هيروشيما اليابانية بزمن وقدره 3:41.01 دقيقة، وواصل تألقه، بتحقيق العديد من الانجازات الوطنية لرياضة أم الالعاب السعودية، حيث احتوى سجله منجزات عدة، حيث حقق بعد ذلك برونزية بطولة العالم لألعاب القوى لسباق 3 آلاف متر موانع في جوتنبرج السويدية عام 1995 بزمن وقدره 8.12.95 دقيقة، ثم اضاف ذهبية نفس السباق في بطولة العالم العسكرية، ثم تلاه تحقيق ذهبية نفس تخصصه الـ3 آلاف متر موانع في دورة الالعاب العربية المقامة في العاصمة اللبنانية بيروت في العام 1997م، وفي عام 1997 كان ترتيبه الرابع على العالم ضمن بطولة العالم لألعاب القوى المقامة في مدينة اثينا اليونانية، وفي دورة الالعاب الآسيوية فوفوكا اليابان في العام 1998 انتزع الميدالية الذهبية لسباق 3 آلاف متر موانع، وفي عام 1998م حقق برونزية نفس السباق في كأس العالم لألعاب القوى المقامة في جوهانسبرج جنوب افريقيا. كما ظل الاسمري مسيطرا على سباقات الموانع والمسافات المتوسطة والطويلة داخليا لفترات طويلة، وفي سجله الرقم القياسي آسيويا لسباق 1500 عام 1994، ولسباق 3000 متر عام 2000م، ولسباق 3000 متر موانع عام 2002. وظل سعد مسجلا محاولات عدة للوصول إلى منصات التتويج ضمن دورة الالعاب الاولمبية لفترة ليست بقصيرة عندما كان لاعبا، ليتحول هذا الطموح وهو مدرب، حيث عمل مشرفا على المسافات المتوسطة والطويلة، وعمل جيدا لتحقيق هذا الانجاز وكان قاب قوسين أو ادنى من ذلك عندما اشرف على عدد من نجوم القوى السعودية، ممن تألقوا في هذا الميدان، وتأهلوا إلى منافسات دورة الالعاب الاولمبية، ومنهم محمد الصالحي الذي وصل إلى مراحل متقدمة جدا في منافسات سباق 800 متر، وكذلك العداء محمد شاوين، وعلي الدرعان وغيرهم من نجوم القوى الذي اشرف عليهم فنيا، حيث كان يعد واحدا من أفضل المدربين الوطنيين على المستويين العربي والقاري، وتلقى على اثر ذلك عددا من العروض العربية والخليجية للإشراف الفني على بعض نجوم منتخباتهم،
وهذا التحول في مشواره جعل منه بطلا صاحب انجاز. وبعد هذه الحصيلة الجيدة فنيا تعاقد الاتحاد البحريني لألعاب القوى في صفقة هي الافضل من خمس سنوات لتدريب المسافات المتوسطة والطويلة، وذلك في منتصف صيف 2012 ليبدأ العمل من جديد، لكنه اكمل مسيرته التى بدأها بالبحث عن انجاز أولمبي يسجل له كمدرب، فحقق الانجاز بنجاح واصبح السعودي الخليجي العربي الاول والوحيد الذي يحقق ذهبية في الاولمبياد لبلد عربي خليجي وهو ينتمي لبلد خليجي آخر، وأصبح الانجاز سعوديا بجلباب بحريني وانتاج اتحاد طموح يعمل بإخلاص، فلا ضير أن يتحقق ذلك، فخليجنا واحد وشعبنا واحد.