كشف الباحث فهد بن كليفيخ ابا الجيش ان الدراسة التي قدمها في رسالة الماجستير بعنوان: (اتجاهات النمو العمراني في مدينة بقيق - دراسة في جغرافية الحضر، في الفترة من (1390- 1436هـ)) تهدف في الاساس إلى التعرف على خصائص النمو العمراني في مدينة بقيق، وتتبع اثر اكتشاف البترول على النمو العمراني في المدينة، وبيان العوامل المؤثرة فيه، ورصد العوائق والعقبات التي تحول دون النمو العمراني في مدينة بقيق بشكل منهجي ومدروس واقتراح الحلول لذلك على كافة الأصعدة.
وأضاف الباحث ابا الجيش انه تم تحديد منطقة الدراسة (مدينة بقيق) مكانيا ضمن حدود محافظة بقيق الإدارية دون الهجر والقرى التابعة لها، وهي تقع على دائرة عرض 25 درجة، 56 دقيقة شمالا، وخط طول 49 درجة، 41 دقيقة شرقا. أما حدود الدراسة زمانيا فهي الفترة الزمنية من (1390- 1436هـ) الموافق من (1970- 2015م) وحدود الدراسة موضوعيا هي: (اتجاهات النمو العمراني في مدينة بقيق - دراسة في جغرافية الحضر).
كما تمت دراسة حجم السكان كعامل مؤثر في المركب العمراني والنمو العمراني للمدينة، كما تمت دراسة اتجاهات النمو العمراني في مدينة بقيق من خلال الخرائط وتحليل الصور الفضائية، ومن الدراسة الميدانية التي قامت على إعداد استبانة وتحليل بياناتها، إضافة إلى استخدام الخرائط الطبوغرافية لمنطقة الدراسة، وفيما يتعلق بالأساليب الإحصائية المستخدمة لتحليل البيانات تم اعتماد حقيبة البرامج الإحصائية spss لعمل الجداول الاحصائية والنسب المئوية ومعدلات النمو والرسوم البيانية.
وأشار الباحث في رسالته إلى التطور التاريخي لمدينة بقيق: حيث اتضح انها مدينة أوجدتها أعمال شركة أرامكو منذ عام 1957م، وحقل بقيق يمثل موقعا مهما للعمل. في البداية أنشئت أحياء سكنية للعمال فقط، وطورت فيما بعد إلى منطقة سكنية دائمة لمساندة موقع العمل، ومن ثم قامت الشركة باعتماد سياسة تمليك البيوت لموظفيها السعوديين، واعتمد في هذا السبيل عدة مخططات ساهمت في تنمية المدينة، كما قامت البلدية باعتماد مخططات تم توزيعها على ذوي الدخل المحدود، وبواسطة صندوق التنمية العقاري أخذت المدينة في الاتساع وانتشار العمران فيها بالصورة الموجودة عليها الآن.
أما ما يطلق عليه (حي المدينة) حاليا، فكان سابقا مقسما إلى عدة أحياء، كلها يغلب عليها الطابع السكني، وتوصل الباحث خلال دراسته مدينة بقيق إلى العديد من النتائج يأتي اهمها: إن مدينة بقيق تتميز بموقع إستراتيجي مهم، حيث إنها تربط بين اهم مدينتين من مدن المنطقة الشرقية، هما: الدمام والأحساء. ورغم هذه الأهمية فيمكن للدارس والمتابع أن يلاحظ أن المدينة لم تأخذ حقها المتناسب مع أهميتها من العناية والاهتمام، من حيث الإعلام والدعاية والبرامج والمشاريع السياحية، وكثير من المشاريع الخدمية الأخرى،
كما مرت مدينة بقيق في اتجاهات النمو العمراني بمراحل كان لكل منها خصائصها المميزة لها، ويعد عام 1377هـ البداية الحقيقية لنمو المدينة، حيث أنشأتها شركة أرامكو بعد اكتشاف النفط فيها، وجاءت مراحل النمو العمراني لمدينة بقيق في الفترة من عام 1390 - 1436هـ. وجاءت توصيات الدراسة بحسب الباحث كما يلي:
1- الاستفادة من موقع مدينة بقيق المتميز واستثماره بما يعود بالنفع على المدينة وسكانها، ومن ذلك زيادة الاهتمام بمدينة بقيق من حيث الخدمات السياحية، لاستقطاب المسافرين والعابرين، وتشجيع المستثمرين والتجار ورجال الأعمال على القيام بإنشاء مشاريع سياحية وتجارية فيها.
2- العمل على أن يكون النمو العمراني في مرحلته الخامسة المقبلة ضمن خطة إستراتيجية مدروسة، ويمكن الاستعانة بخبرات عالمية، والاستفادة من التجارب الدولية في تنمية المدينة طبقا لأعلى المقاييس والمعايير الدولية.
3- نمو بعض الاتجاهات وتعثر الجهات الأخرى في مدينة بقيق أعطاها شكل المستطيل، لكن الطالب يقترح تنمية الاتجاهات المتعثرة لبلورة شكل آخر يكون مناسبا أكثر للمدينة، وبالتالي يكون النمو العمراني متوازنا في جميع الاتجاهات.
4- يمكن معالجة العوائق والصعوبات التي تواجه النمو العمراني في مدينة بقيق من خلال العمل الحثيث على نقل المنشآت النفطية وغيرها القابلة للنقل من وجه النمو العمراني لإعطائه فرصة للتمدد في تلك الجهات، وإيجاد أماكن بديلة مناسبة لهذه المنشآت بعيدا عن النمو العمراني المدني.
5- العمل على إيجاد العديد من المؤسسات والخدمات الاقتصادية والاجتماعية، مثل: إنشاء جامعة ومدينة طبية، ومرافق حكومية متكاملة تسهم في الاكتفاء الذاتي للسكان، وتغنيهم عن اللجوء إلى المدن الأخرى لاستكمال النقص الذي يجدونه في مدينتهم، وأقترح أن تقوم شركة أرامكو بتمويل بناء الجامعة والمدينة الطبية خدمة للمدينة والمنطقة الشرقية بصفة عامة.
6- العمل على اعتماد مخططات جديدة، والتوسع في منح السكان أراض لبناء منازل خاصة لهم، والعمل على مدها بجميع الخدمات الأساسية.
7- تشجيع صناعات أخرى بمدينة بقيق غير الصناعات النفطية ومشتقاتها، مثل: استثمار رمال الصحراء في صناعة الزجاج، واستثمار شمس الصحراء لتوليد الطاقة الكهربائية.
8- تزويد المدينة بمياه التحلية للمنازل، وأقترح أن يكون لشركة أرامكو دعم مالي في ذلك خدمة لسكان المدينة.
9- اقترح زراعة حزام أخضر حول المدينة للحد من التلوث.
10- غابة شجرية تروى من مياه الصرف الصحي المعالجة في الجهة الشمالية الشرقية، وأخرى في الجهة الشرقية لتحيط بمعمل تكرير البترول ببقيق.
11- مزيد من الدعم لتأمين المنشآت البترولية الهامة في المدينة، وتوفير كافة وسائل الأمن والسلامة لها.
الباحث يتوسط لجنة المناقشة بعد حصوله على درجة الماجستير
الباحث فهد أبا الجيش