قرار الحكومة الإيرانية عن طريق مرشدها الأعلى منع الحجاج الإيرانيين من الحج هذا العام، يذكرنا ببعض تصرفات الشباب عندما يصر على ان يلعب مع الفريق دون التقيد بنظام اللعبة ودون ان يكون منسجما مع الفريق لعدة أسباب ومع هذا تجده مصرا على اللعب او (التخريب) قائلا (يا تلعبوني، يا أخرب اللعب على الجميع) مع فارق التشبيه طبعا!
هذا تقريبا ما فعلته إيران، يا أن ترضخ الحكومة السعودية لشروطها التي منها رفع شعارات وهتافات وطقوس... الخ، يا تخرب الحج كما يقال عليّ وعلى أعدائي!
على إيران ومرشدها الاعلى - الذي ندعو الله ان يكون له من اسمه نصيب - أن يرشدها للطريق الصحيح طريق الحب والسلام طريق احترام الغير وعدم التدخل في شئون غيرهم من البلدان (قولوا: امين!)..
الحج ليس مسرحا للنزاعات ولا مكانا للشعارات الحزبية او المذهبية او تصفية حسابات سياسية بين الدول، إيران ومن خلال تصرفاتها الرعناء في كل عام طيلة السنوات الماضية تحاول بشتى الصور ان تفسد على الحجيج حجهم ولها في ذلك مآرب عدة، وفي مقدمة اهدافها الخبيثة ان ترسل للعالم عامة والإسلامي خاصة ان المملكة العربية السعودية غير جديرة بإدارة الحج وعليه لابد ان يكون لها موطئ قدم للمساهمة في إدارة الحج!! وهيهات ان يكون لهم ذلك.
لن أعيد سرد ما قامت به الجمهورية الإيرانية من إجرام ومن إزهاق لأرواح الأبرياء عن طريق حجاجها في أشرف بقاع الأرض وفي أغلى مناسبة على قلب كل مسلم، لقد تجاوزوا كل الحدود ولم يعد سرًا يجهله من كان يجهل او يتغافل او يداهن التصرفات الإيرانية، الآن نحن في مفترق طرق ولم يعد للون الرمادي مكان. نحن أمام اللون الأبيض الناصع واللون الأسود الحالك، فلا مكان لمن يريد ان يبرر او (يبربر) دفاعا عن ايران وتصرفاتها بما في ذلك قرارها بعدم ارسال مواطنيها لأداء فريضة الحج لهذا العام وعليه لابد ان تكون المواقف واضحة لدى الدول والمنظمات والافراد، و لنا تجارب مريرة سابقة مع المتلونين في وجوههم ومواقفهم..
الحمد لله على توفيقه - بفضل الله - ثم بجهود حكومتنا الرشيدة شاهد العالم كيف كانت تنقلات حجاج بيت الله سلسة ولم يحدث ما يعكر صفو الحجيج، وكيف كان الكل وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين مرورا بسمو أمير المشاعر المقدسة الى مسئولي كل الإدارات المعنية يقومون بخدمة ضيوف الرحمن. نسأل الله ألا يحرمهم الاجر والمثوبة، كل هذا من اجل ان يتفرغ الحاج لأداء مناسك الحج في يسر وسهولة، وعليه لابد ان يعلم الجميع بما فيهم الحكومة الإيرانية ومرشدها، ان الحج خط أحمر فلا مكان (للتخريف) او للتخريب.
كم هي جميلة تلك الصور التي رسمها لنا رجال امننا في الأماكن المقدسة والتي استمتعنا بها منذ بداية موسم الحج، فهذا يرشد وآخر يبرد على الحجيج، وذلك الشاب يردد التكبير بين الحجاج، وهناك من شاهدناهم ينقلون كبار السن من الحجاج على ظهورهم وكم من المشاهد التي والحمد لله غصت بها جوالاتنا من خلال تناقلها عبر مجموعات (واتساب) وهذا في حد ذاته إيجابي ودليل على النقلة النوعية لدى حس المواطن في كيفية التعامل مع المقاطع. ولم يعد للمقاطع السلبية التي فيها جلد للذات وانهزامية (مبطنة) وجود، فليكن شعارنا نحو المقاطع (الجيد انشروه والباطل والسلبي احذفوه) لان هناك من اشتهر رغم تفاهته عن طريقنا - للأسف - لاننا تفاعلنا بحسن نية للرد عليه او عليهم، لا نساهم في شهرة التافهين والحاقدين.
كل عام والوطن والمواطن والمقيم بألف خير.