«شمروخ».. هو اسم ربما لم يصل إلى مسامع الكثيرين من أبناء الرياضة في الوقت الحالي، وإن مر بهم هذا الاسم الجميل، فلربما لم يساعدهم ذلك في معرفة الكثير عنه، أو مدى التأثير الكبير الذي لعبه هذا اللاعب على مستوى خارطة كرة القدم السعودية.
قصة عبدالرحمن القصاب، أو «شمروخ» كما لقب، انطلقت من أشبال النور بالقطيف، قبل أن يلتحق بنادي النسور الذي تحول للشاطئ «الترجي» في بداية الثمانينيات الهجرية، لتبرز موهبته بصورة سريعة فاقت كل التوقعات، وهو ما جعل أنظار العديد من الأندية الكبيرة تتوجه نحوه، عقب المستويات الكبيرة التي كان يقدمها آنذاك.
أما عن سبب إطلاق لقب «شمروخ» عليه، فيشير بعض زملائه السابقين إلى أن اللقب أطلق عليه لطوله الفارع وقوته البدنية الكبيرة، إضافة لتسديداته المتقنة.
ذهب للدراسة في الرياض.. فخطفه الهلال
وعقب سنوات من التألق والتميز، غادر شمروخ إلى مدينة الرياض في العام (1390)هـ، وذلك من أجل إكمال دراسته في معهد التربية الرياضية، ليستغل الهلال ذلك ويخطفه عن طريق الرمز الهلالي الكبير الأمير هذلول بن عبدالعزيز، ومؤسسه عبدالرحمن بن سعيد، وكذلك رئيسه السابق فيصل الشهيل.
كان الفريق الهلالي يعيش مرحلة صعبة جدا على مستوى الإنجازات، حيث غاب عن تحقيق الذهب لما يقارب الـ (13) عاما، لكن تواجد مايسترو ومهندس خط المنتصف عبدالرحمن القصاب كما كان يطلق عليه الجمهور الهلالي، أعاد الزعيم للتوهج، ليقوده خلال ثماني سنوات تواجد فيها مع الفريق واستلم إشارة قيادته خلال فترات منها، لتحقيق العديد من الإنجازات كان أبرزها إحراز لقب الدوري الممتاز في العام (1397) هـ.
ظروفه أبعدته عن الهلال.. فاتجه للتدريب
وعقب تحقيق لقب الدوري بعام فقط، قرر شمروخ أن يضع حدا لمسيرته الناجحة مع الهلال، ليعود إلى مسقط رأسه نظرا لبعض الظروف الشخصية والعملية التي حتمت عليه التواجد بالقرب من عائلته في المنطقة الشرقية.
وفي العام (1400)هـ، تولى شمروخ مسئولية الادارة الفنية لفريق الترجي لمدة (8) أعوام، حقق خلالها العديد من الإنجازات، قبل أن يجبره المرض على الابتعاد عن معشوقته كرة القدم حتى انتقل الى جوار ربه في العام (1428)هـ.
تميز النجم الراحل، الذي اختير نجما للمنتخب السعودي في العام (1393)هـ، بأخلاقه العالية وتواضعه الجم، وسلوكه الرياضي المميز مع الجميع، فضلا عن انضباطه داخل وخارج الملعب، وهو ما انعكس في عدم حصوله على أي بطاقة ملونة طوال تاريخه الرياضي.
هذا التميز جعل من شمروخ نجما محبوبا، لن يمحى أبدا من ذاكرة كل من عاصره وتنافس معه، حتى أن حزنا كبيرا خيم على الوسط الرياضي السعودي، بمجرد انتشار خبر رحيل النجم التاريخي إلى الباري عز وجل، قبل ما يقارب الـ (10) أعوام.
شمروخ أثناء استلامه كأس إحدى البطولات