DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«جاستا».. الإمبريالية العارية!

«جاستا».. الإمبريالية العارية!

«جاستا».. الإمبريالية العارية!
لا تختلف أمريكا في سياستها الخارجية تجاه خصومها أو حلفائها عن العقل الاستعماري التقليدي، الذي كان لبريطانيا وفرنسا حصة الأسد فيه. رغم أن أمريكا سعت وما زالت تسعى لتبيض صورتها الدموية، وجنون القوة الذي تملكه، بأدوات إعلامية ومؤسسات حقوقية حديثة، كان آخرها فضيحة مبلغ 500 مليون دولار، التي صرفها البنتاغون في العراق، من أجل تلميع صورة احتلاله وجرائمه. لا البيت الأبيض، ولا البنتاغون، ولا حتى السي آي ايه، تغيب عنهم حقيقة أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومن نفذها ومن خطط لها، خصوصاً، بعد مضي 15 عاماً على الحدث، الذي اشبعته أمريكا تحليلاً، ثم استغلالاً، من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي كانت تعمل إدارة جورج بوش الابن، على تطبيقه في العراق وسوريا ولبنان، لصالح الكيان الصهيوني، والمصالح الأمريكية بالكذب البواح، الذي مارسه وزير الخارجية الأمريكي السابق، كولن باول، على ما يُسمى بالمجتمع الدولي، إن عبر مسرحية أسلحة الدمار الشامل، التي قيل إن العراق يمتلكها، أو عن العلاقة بين صدام حسين وأسامة بن لادن، حتى أصبح الوزير المعني، مضرباً للمثل على التهريج السياسي الأمريكي. إن كذبة دعم الإرهاب، يمكن إلصاقها بما شئت من الدول؛ لأغراض سياسية صرفة لا علاقة لها بجرائم الإرهاب الذي ساهمت أمريكا بشكل مباشر في بناء قواعده خلال حرب أفغانستان، تلك الحرب المشؤومة التي دفعنا ثمنها، وما زلنا، رغم كونها حربا أمريكية بامتياز، وقد كان وقتها أسامة بن لادن بطلاً في عيون الأمريكان؛ لأنه يقاتل عدوهم اللدود الاتحاد السوفيتي، والتي لم تترك أمريكا أرضاً إلا استباحتها بذريعة محاربة الشيوعية. قبل أعوام قليلة، كانت أمريكا تصف العراق وكوريا الجنوبية وإيران بمحور الشر، قبل أن تستدير في سياستها الخارجية، وتتصالح مع الأخيرة، دون أن تتحمل عناء تبرير سياسة تبديل مقاعد الدول، من دولة داعمة للإرهاب، لدولة يمكن التفاهم معها، لكن ذلك لم يحدث بحسن نية الأمريكي مثلاً، لكنه أتى بعد أن وجدت قدرة خصمها على ضرب مشروعها على الأراضي العراقية، وبالقوة النارية فتنازلت له، فأمريكا كأي مستعمر لا يفهم إلا لغة النار. الآن، وبعد فشل المشروع الأمريكي في العراق، وضياع تريليونات الدولارات على مشروع فاشل، بكل ما تعني الكلمة من معنى، حيث العراق اليوم أقرب لحالة التوحش أو أنه يعيشها فعلياً، أكثر من كونه دولة ديمقراطية، كما روج المستعمر الأمريكي عندما برر قدومه، لا بد من البحث عن مخرج ملائم يغطي الفضيحة، والأهم أن يغطي التكلفة المالية التي جرتها الحرب على الخزينة الأمريكية، فتفتق العقل الاستعماري عن حل اسمه «قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب»، أو جاستا كاختصار، وذلك لسرقة أموال الدول بحجة تطبيق العدالة. أن العدالة تقول إن الأمريكي أولى بالمحاكمة على رعاية الإرهاب ونشره في العالم، وذلك على ما اقترفته الإدارات المتعاقبة، بحقنا نحن العرب، وغيرنا من حروب. والمنطق يقول، أن لا نضع بيضنا في سلة دولة واحدة مهما كانت العلاقة معها.