تتكاثف الغيوم في شريط يمتد من شرق إلى جنوب المملكة، كما بدت السحب واسعة الانتشار اليوم في أنحاء متفرقة، معلنة دخول (الوسم)، وتغطي أجزاء من الساحل الشرقي، خاصة الدمام، وفقا لرصد الأقمار الاصطناعية. كما تتجدد فرص الأمطار على مرتفعات الجنوب الغربي، ويحتمل بعض الهطولات الخفيفة خلال 10 أيام القادمة إن شاء الله، في مناطق الوسطى والشرقية والشمالية. وبحسب الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، يستمر الطقس حاراً نسبيا نهار اليوم، وتكون درجات الحرارة معتدلة ليلا، وتنشط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار على شمال شرق المملكة، والأجزاء الشرقية من المرتفعات الجنوبية الغربية. وتتهيأ الفرصة لتكون السحب الرعدية، على مرتفعات منطقة عسير وجازان، في حين يبقى الطقس مستقرا على بقية المناطق.
من جهته، أوضح الباحث المختص في علم الأرصاد الجوية والفلك، الدكتور خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء، أن حركة الشمس ظاهريا نحو الجهة الجنوبية من خط الاستواء، يكون لها تأثير في انخفاض درجة الحرارة بالتدريج، في حين ما زالت أشعتها قوية في الظهيرة، وبالتالي يستمر الجو حاراً في بداية (الوسم). وتوقع أن يعتدل الجو نهارا بعد أسبوعين تقريباً وتزداد برودته ليلا، وخلال هذه الأيام بمنزلة (العواء)، من المحتمل أن تتهيأ الأجواء لبعض هطولات المطر الخفيف إن شاء الله.
وأشار الدكتور الزعاق الى تميز الطقس في الوسم، حيث تسود علائل الرياح ذات النسمات المدهونة بالبرودة فتشمل بلدان الخليج، ومع دخوله أيضا يحل الشتاء الليلي على المناطق الشمالية، وفي منتصف الشهر المقبل بإذن الله، تكون الأجواء ذات إيقاعات شتوية ليلا ونهارا، تزامنا مع بداية برودة الليل بالكويت والبحرين والإمارات، وشرق ووسط وغرب السعودية. كما أن للوسم علامات في ظهور السحب من جهة الغرب، واخضرار الأشجار وانكسار حدة الحرارة، وتفشي النمل وهيجانه على وجه الأرض. والطقس السائد في الأيام الأولى من الوسم، يكون رطبا والرياح متقلبة الاتجاه خفيفة السرعة، وقد تهب بين حين وآخر ولفترات وجيزة: رياح شمالية غربية لا تدوم طويلاً، ومطره شحيح لكنه نافع جداً، منبتا للشيح والنفل والأعشاب البرية، بالإضافة إلى الكمأ (الفقع). وأول الوسم مكفهر تقريباً، لكنه أخف حدة من آخر الربيع، فالشتاء يدخل بنعومة والصيف يدخل بخشونة، ولهذا يحصل فيه تذبذب في المنظومة المناخية الأمر الذي يجعل الأمراض الخريفية تنتشر.
