DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

في إشكالية حوار الوزراء!

في إشكالية حوار الوزراء!

في إشكالية حوار الوزراء!
دعونا نتحدث بعقلانية ومنطق عن إلغاء البدلات ومن ثم الظهور التلفزيوني للوزراء عبر برنامج داود. في البدء نحن بأمس الحاجة إلى حوار عاقل مستمر نناقش فيه قضايانا وما يعنينا داخليا أو خارجيا.. ونؤمن هنا بأن صدمة إلغاء البدلات انفجرت بشدة مع حديث المسؤولين الثلاثة اولئك الذين حضروا للاستديو ليقنعوا الناس بما هي عليه الأزمة والحاجة إلى تقبلها.. إلا أنهم وعبر المثل الدارج «أرادوا أن يكحلوها فأعموها». كان حريا أن تتغير لغة الوزراء من المانح وصاحب المكرمات التي يتلقفها الموظفون بكثير من الثناء الى الشريك في العمل الذي وجب عليه أن يُخبر شريكه بكل ما يستجد، لكن أن ينطلق من مفاهيم المكرمة والمنحة للازدراء والمنة، واعتبار أن ما يقولونه هو الحق وأن على البلاد والعباد أن تتغير في يوم وليلة، فذلك ما كان صعبا وقبوله غير وارد، ولذا كان الضجيج المدوي خلال مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا متوقعا عما حدث. تمنينا ألا ترمى القوانين الجديدة مرة واحدة وبما أفضى إلى ما حدث، وكان جديرا أن يدرك الوزراء الحاضرون لبرنامج داود أنهم في مهمة التطمين ورفع الثقة، وتبديد القلق الذي تنامى بعد القرارات.. لكن ما باليد حيلة وكل منهم أراد أن يكون بطلا على حساب المواطن ووفق قراءات لا يقبلها العقل ولا المنطق من حيث ساعة العمل والحاجة الى الجامعات وما شابهها. لم يكن جديرا أن تكون اللغة المستخدمة خلال الحوار بتلك النرجسية والتعالي، لكن كثيرين توقعوا ذلك في ظل أن إلغاء البدلات قد حضر مرة واحدة وبما زاد من نسبة المتضررين بلا إدراك من هؤلاء الوزراء أن التدرج في إقرارها أو حتى التأخر في بدئها كان أفضل وسيلة لتقبلها. هل فكر اولئك الوزراء وعبر حديثهم التصادمي أنهم خلقوا مفهوما جديدا في ثناياه عدائية بين المواطن والحكومة، ففكرة الصراع التي خلقوها من أن الموظف متسيب وفاشل وانتاجيته ضعيفة جدا ولابد من عقابه ماليا، غير مجدية إذا أردنا ان ننجح في إحداث تغيير ايجابي في انتاجية هذا المواطن الموظف. إن نمط العلاقة بين الموظف والحكومة كان ينبغي ان يتغير في البدء من الحكومة بحيث تكون أكثر رزانة وقدرة على الاحتواء، خاصة حينما يرتبط ذلك بخطاب وحضور حواري يؤجج المشاعر ويثيرها. لاسيما وأن الحوار العاقل الرزين والخطاب الصادر من أي وزير كان كفيلا بأن يبني جسورا من الثقة بين الإدارات الحكومية والموظفين، بل يثير الإيجابية ويثري العلاقات الندية.. لا الضدية.. من أجل أن تزال كل تلك الجبال المتراكمة من سوء الفهم وما صاحبها من سوء نية، كي نحصل على الاحترام المتبادل من أصحاب القرار ومنفذيه.