في اليوم السادس من عروض مهرجان الدمام المسرحي الحادي عشر، قدمت فرقة «أرين» مسرحية «دوران» من تأليف إبراهيم الحارثي وإخراج آمنة بوخمسين. وهي المرة الأولى التي تقود فيها امرأة عرضا مسرحيا من إخراجها، وقد حاولت بوخمسين أن تقدم عرضا متماسكا إلا أن التفكك وضياع الخيط الواصل بين أطراف المشاهد كان مفقوداً رغم استعمال بوخمسين لتقنيات مختلفة لتوصل عملها للجمهور.
وفي الندوة التطبيقية قال الناقد المسرحي التونسي الدكتور عزالدين عباسي: إن العرض كان موسوماً بالدوران، ثم شكر المخرجة على جهودها لاستخراج شيء من نص الحارثي، وهو نص مربك ومضنٍ يدعو إلى الكثير من التأمل إذ لا وجود لحكاية يمكن أن يقصها!! لقد جاء النص على شكل خواطر مستقلة قدمها كل ممثل بحيث يتكلم كل واحد، وهذا أمر جوهري حيث لا يوجد رابط بين المواضيع المطروحة، وكأنها نصوص لكافكا أو لسارتر. وكان الحوار من اللامعقول، وما شد انتباهي، أضاف د. عباسي: تلك التراتيل بلغة غير مفهومة للجماهير لا أعلم بأي لغة كانت!ُ ثم نرى المتوفى يُلف بالقماش الأبيض كما المومياء ثم يجري الحديث عن فصل الجفاف أو ربما كان انحباس المطر، وما رأيناه هل هو صلاة استسقاء؟ نرى الممثلين يمرون من موضوع إلى موضوع. وهناك في الديكور مكان الإدارة وقفشات من نوع مات ولا توفي؟!! وهي أسئلة لا جواب لها.. ومن لا يحلم عاجز عن الحياة.. والخوف من الاختلاف، وكل ذلك ليس بجديد! والسؤال أين الرسالة المركزية في العرض؟ وأضاف: إن ما يحير في هذا العناء الكبير بناء الديكور غير الموظف في العمل. وكذلك معرض الصور حيث تظهر كلمة (سلام) فوق الرسوم!! وهناك أخطاء تقنية حيث كنا نشاهد في الخلفية من يقلب اللوحات!! ويكاد العرض أن يكون غائباً ولم يتمكن العرض من تجسيد النص لأن النص بحد ذاته كان مفككاً وليس فيه مادة مسرحية، مما أعاق المخرجة عن إيجاد شيء مفيد يساعدها. وأود أن أنصح المسرحيين الشباب هنا بهذه المناسبة بأن يعودوا إلى النصوص الراسخة حتى يساعدهم ذلك في التأسيس وهم يتدربون وحتى يتمكنوا من آليات كتابة النص المسرحي، فالكتابة المسرحية ليست متاحة للجميع فهناك قواعد لكتابة النص المسرحي. وختم قائلا: إن ما أعاق المخرجة أن النص ليس فيه بداية ووسط ونهاية! وكل مسرحية تعمل على ذلك، والمسرح له قواعده في نقاط عديدة منها إدارة الممثلين. وختم قائلاً: كل ذلك أعاق المخرجة ولم يتح لها تقديم شيء ملموس! واعتذر عن قسوة رأيه عن العرض.. وقال: يهمني جداً أن تتطور التجربة المسرحية هنا ولذلك كان عليّ أن أقول الحقيقة مهما تكن!
ثم جاءت مداخلات الجمهور التي أكدت إحداها أن الفنانين هنا يحفرون طريقهم بصعوبة وبجهودهم الشخصية وكأنهم ينحتون الصخر بأظافرهم! وأثنى البعض على العرض وأكدوا إعجابهم به.
وفي ردها قالت آمنة بوخمسين: أشكركم ولم أكن اتوقع المشاركة في المهرجان. أنا وأخواتي نحب المسرح لذلك خضنا هذه التجربة، وختمت قائلة: لا شك أنني سأستفيد جداً من هذه الملاحظات القيمة.
مشهد من مسرحية دوران
