في إنجاز يحسب للأدب والثقافة في المملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية ومحافظة الاحساء بشكل خاص، يحتفي الأدباء والمثقفون في المحافظة بالصرح الجديد الخاص بنادي الاحساء الادبي والذي تم الانتهاء من إنشائه مؤخرا ليكون معلما ونبراسا للساحة الادبية في المنطقة.
«الجسر الثقافي» حاور رئيس نادي الاحساء الادبي الدكتور ظافر الشهري الذي تحدث عن خططهم المستقبلية التي لن تقف على تلك الانشطة المقصورة على الندوات والمحاضرات.
¿ في البداية هل لنا أن نتعرف على لمحة عن مقر النادي الجديد؟
- يقع مقر النادي الجديد في مخطط الأمراء شمال مدينة المبرز، بالقرب من مستشفى الأمير سعود بن جلوي ومقر الدفاع المدني، وقد أقيم على أرض مساحتها تصل إلى ما يقارب 16 ألف متر مربع ومساحة البناء تزيد على 6 آلاف متر مربع، وتم ولله الحمد استلام المشروع وانتقل النادي إليه ونزاول أنشطتنا المختلفة الآن من هذا الموقع المهيأ بكل ما يلزم، كما تمت تهيئة الساحات والمرافق الخدمية الأخرى التي تخدم ضيوف النادي ومرتاديه.
¿ ما أهم الخطط المستقبلية والمشاريع التطويرية للنادي وتوزيع العمل على مجلس الإدارة؟
- وضع النادي لنفسه منذ تم انتخاب مجلس إدارته استراتيجية مبنية على دراسة استشرفت مستقبل النادي في ضوء القفزات التطويرية الكبيرة التي شهدتها وتشهدها بلادنا ـ ولله الحمد ـ في شتى ميادين الحياة، وقد حددت هذه الاستراتيجية أهداف النادي من خلال ما يمكن أن ينفذه من برامج وأنشطة لم تعد محصورة في أمسية شعرية أو قصصية أو محاضرة أو ندوة، وإنما انفتح النادي على الثقافة بمفهومها الاصطلاحي الواسع الذي يأخذ في الاعتبار تعدد الثقافات والرؤى لأبناء المجتمع السعودي في الأحساء، والنادي الآن وبعد انتقاله لمقره الجديد وتوافر الإمكانات من القاعات المناسبة يخطط لإقامة مهرجان جواثى الثقافي في نسخته الخامسة.
¿ هل يحمل النادي تحولا ورؤية مختلفة تتماشى و«رؤية المملكة 2030»؟
- بكل تأكيد يعمل النادي على مواكبة التحول الكبير الذي تشهده المملكة في هذا العصر في شتى المجالات، ولا شك أن «رؤية المملكة 2030» تعتبر خارطة طريق كبرى يجب أن تعمل كل مؤسسات المجتمع المدني الحكومية وغير الحكومية في سبيل تحقيق هذه الرؤية الطموحة.
¿هل يحرص «أدبي الأحساء» على كسب شراكات جديدة مع قطاعات المجتمع؟
- نعم نحن نعمل على تطوير هذا الجانب المهم في تحقيق أهداف النادي، وأنا مطمئن لهذا الجانب، من خلال عدة شراكات موفقة جدا منها الشراكة المتميزة مع جامعة الملك فيصل، ومع الجمعية السعودية للثقافة والفنون، إضافة إلى التعاون الكبير بين النادي وأمانة الأحساء والإدارة العامة للتعليم والحرس الوطني، وكذلك لدينا شراكات موفقة جدا مع أندية المناطق الادبية، ومركز أحمد بأديب للدراسات الإعلامية بجدة الذي دعم النادي بمبلغ مائة ألف ريال خصصت كجائزة للشاعر الناشئ ووزعت على خمسة فائزين وفائزات، أما في إطار الشراكات مع القطاع الخاص فلدينا شراكة فريدة من نوعها مع مؤسسة أبناء حمد الجبر الخيرية أثمرت عن دعم مالي سخي للنادي وصل إلى 8.6 مليون ريال، وهي التي أثمرت عن إنشاء مبنى النادي الجديد الذي يعد من المعالم الحضارية والثقافية في الأحساء، بل في المنطقة الشرقية كلها.
¿ لكل عمل لابد من وجود تحديات وصعوبات،، حدثنا عن ابرز التحديات التي تواجه النادي؟
- ليس هناك عمل يمكن أن يكون سهلا إلا إذا رضي القائمون عليه بأقل القليل من الإنجاز، ونحن في مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي المنتخب عندما تسلمنا العمل في النادي وجدنا أمامنا خيارين لا ثالث لهما، الأول: أن ننسى شيئا اسمه انشاء مقر جديد للنادي يتواكب ومكانة النادي ومكانة الأحساء وأهلها أدبيا وثقافيا ومجتمعيا، والثاني: أن نقبل التحدي الكبير الذي سيواجهنا ونشرع فورا في البحث عن سبل كفيلة بأن ننجز شيئا للأدب والثقافة السعودية وللمجتمع الأحسائي المثقف وهذا قدرنا وهذا واجبنا، وهنا قرر مجلس الإدارة أن يسير النادي في خطين متوازيين لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر فوضعنا خطة طموحة للأنشطة والبرامج المختلفة التي تلبي حاجة المثقف والأديب والشباب والمرأة والطفل وغيرها ونعمل على تنفيذها وبالمقابل نعمل على بناء مقر جديد يليق بالنادي وبالأحساء والمنطقة الشرقية.
والحمد لله لم تمر هذه السنوات الأربع إلا وقد انتقلنا من ثلاث غرف كنا ضيوفا فيها على المكتبة العامة إلى مقر يحتوي على قاعة كبرى تتسع لسبعمائة شخص في آن واحد وقاعات بديلة متعددة الأغراض وعدد كبير من المكاتب الإدارية ورواق ضخم للثقافة وقاعة كبار الشخصيات وديوانية للمثقفين وصالة استقبال فسيحة وقسم متكامل للجانب النسائي ومكتبة كبيرة وصالة للقراءة ومقهى ثقافي وساحات مهيأة لمواقف سيارات مرتادي النادي إلى غير ذلك من المرافق، هنا لم نشعر بالتعب بل شعرنا فعلا بلذة الإنجاز وزهو النجاح الذي يتلاشى معه كل تعب، ونحن سنقدم هذا المقر الجميل الجديد لزملائنا في المجلس القادم.
¿ شعورك وأنت ترى نادي الأحساء الأدبي حلما أصبح حقيقة وفي فـترة وجيزة؟
- أشعر أنني لم أقدم شيئا لأن وطني يستحق أن أبذل وقتي وجهدي وصحتي من أجل رفعته وبنائه، وأن أهل الأحساء يستحقون التقدير والثناء والعمل على ما يرضي الله أولا ثم يرضيهم ويلبي احتياجهم الثقافي والأدبي في ضوء الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة ـ حفظها الله ـ لمؤسساتها ومواطنيها، وهذا واجبي ولا أشكر عليه بل يجب أن أُحَاسَب إذا قصرت فيه.
¿ ¿ كلمة أخيرة تختتم بها هذا الحوار.
- في الختام اتقدم بالشكر الجزيل لجريدة «اليوم» والقائمين عليها لكونها الشريك الإعلامي المتميز للنادي منذ أسس، كما أن طرحها أفادنا كثيرا في تصحيح المسار وتلمس القصور، وأتمنى أن تبقى هذه الجريدة متوهجة ومواكبة كما عرفناها دائما.