شكا مزارعون في الأحساء، من صعوبات تواجههم في تسويق منتجاتهم الزراعية التي من بينها البطيخ الحساوي، مشيرين إلى أن مشكلة أخرى تعترض عملية التسويق متمثلة في الرقابة المشددة من قبل أمانة الأحساء، بملاحقة الباعة الذين يعرضون منتجاتهم على الزوايا والتقاطعات الزراعية، مطالبين بمنحهم فرصة البيع وعدم التضييق عليهم والسماح لهم بالبيع في مثل هذه الأماكن.
في مقابل ذلك، أكد المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بن محمد بوشل، أن الأمانة تسمح للسعوديين ببيع المنتجات الزراعية الموسمية ومزاولة هذا النشاط، بينما يتم منع بيع منتجات زراعية غير محلية، مضيفا إن الباعة المتجولين يعرضون أنفسهم والمواطنين للخطر، إلى جانب تسببهم في عرقلة حركة سير المركبات، تاركين وراءهم مخلفات البيع ومشوهين المنظر العام، مبينا أن الأمانة خصصت أسواقا شعبية متنقلة ودائمة يمكن من خلالها ممارسة عملية البيع والشراء، في حين البيع على الأرصفة والطرقات مخالفة صريحة نصت عليها لائحة الجزاءات الغرامية البلدية والموجبة بحسب توجهات وزارة الشؤون البلدية والقروية، موضحا أنه تتم مصادرة المنتجات، التي يتم بيعها من قبل الوافدين وتسليم بضاعتهم للجهات الخيرية.
يتفحص بطيخا حساويا معروضا بالقرب من إحدى المزارع وتمنى المواطن حبيب الهاشم «مستهلك» أن يحظى الفلاحون في الأحساء بامتيازات خاصة من قبل الأمانة، ومنحهم فرصة أكبر لبيع منتجاتهم الزراعية على الطرقات والتقاطعات الزراعية، بدلا من مراقبتهم حيث إن مثل تلك المواقع تعطي الباعة فرصة للعمل والكسب الحلال للصرف على عوائلهم، مشيرا إلى أنه شخصيا يشعر بالسعادة بقرار سعودة بيع الخضار واقتصار هذه المهنة على السعوديين، مطالبا الأمانة والبلديات الفرعية على مستوى المحافظة، إيجاد آلية تسمح ببيع المنتجات الأحسائية في الطرقات الزراعية حتى لا يخسر الفلاح مجهوده في موسم الزراعة، ويمكن للجهات المختصة تنظيم عملية البيع من خلال آلية تحت مظلة النظام لحماية الفلاح من مصادرة منتجاته وتعريضه لغرامات مالية تفوق إمكاناته، وبالتالي يستفيد الفلاح والمواطن على السواء من توافر منتجات الفواكه والخضراوات من واحة الأحساء، التي تجد اقبالا كبيرا من المواطنين.
فيما يفضل المواطن عبدالعزيز البخيت شراء الخضراوات والفواكه، التي تجود بها هذه الواحة الزراعية التي لا يزال بعض أهلها يمتهنون الزراعة، ويعتمدون على بيع ما تنتجه مزارعهم كمصدر رزق وحيد يقدمون تلك الخضراوات من خلال البيع المباشر في التقاطعات الزراعية وبيعها على المارة، وهذه ظاهرة تعود عليها سكان الأحساء منذ زمن الأجداد وهي مصدر من مصادر التسوق للمواطنين، حيث يجدها على طريقه أثناء مشاوريه اليومية بدلا من الذهاب إلى الأسواق البعيدة، مطالبا بتخفيف الرقابة من قبل البلديات بهدف تشجيع الفلاح واستمراره في استثمار ارضه والمحافظة على الرقعة الزراعية، التي ذهب منها الكثير وتحولت إلى كتل اسمنتية واستراحات وفقدت الواحة عددا كبيرا من مزارعها ونخيلها.