لم تعد مهنة النجارة، والإبداع في فن الديكور حكرا على الرجال، فقد اقتحمت المرأة في محافظة الاحساء هذا المجال المهني الذي يتطلب مجهودا بدنيا، بعد أن قامت جمعية فتاة الاحساء التنموية الخيرية بافتتاح ورشة نجارة بالقرن للفتيات، واستقطاب العاطلات وتعليمهن وتدريبهن على امتهان المهنة، ودفعهن إلى سوق العمل.
وتمكنت 15 فتاة من التدرب على المهنة وحصلن شهادة معتمدة من الجمعية، حيث بلغت مدة الدورة ثلاثة شهور تم خلالها تلقي دروس تطبيقية لمهنة النجارة.
متدربتان تقومان بتنظيف قطعة خشب
وفي هذا الصدد، أوضحت رئيس مجلس إدارة الجمعية لطيفة العفالق أن الجمعية تدرس توسيع الورشة وتزويدها بأجهزة حديثة تضيف دقة العمل وتوفر الوقت وتقلل من هدر الخامات، قائلة: نهدف الحصول على مخرجات تؤهل الفتيات لإقامة العديد من المشاريع ليصبحن أسرا منتجة قادرة على مساعدة انفسها في تطوير قدراتهن والحصول على دخل يكفي احتياجاتهن من خلال تدريب الفتيات وصقل مهاراتهن، وأشارت إلى أنه يتم التنسيق لدعوة مجموعة من المدربين، خاصة مدرسي مواد الفنون وعقد ورش عمل مستمرة تساعد الفتيات في تطوير مهاراتهن في الفنون الحرفية لمهنة النجارة، وفي نفس الوقت فإن مشروع الأسر المنتجة لورش النجارة يقوم بتنظيم ورش عمل إبداعية، حيث يمكن الفتيات المشاركات من تطوير قدراتهن التدريبية ومن ثم قيامهن بالمساعدة في تطوير مهارات الأخريات.
وأضافت العفالق والورشة التي عقدت تعد الأولى في مجال النجارة المتخصصة للفتيات، حيث تعمل ثلاث فتيات بين ألواح الخشب ويقمن بتقطيع الخشب وابتكار أشكال جديدة للمكاتب وقطع الأثاث في ورشة مجهزة لهذا الغرض، إضافة إلى عدد من الفتيات المتعاونات بحسب ضغط العمل، وتمكنَّ من إنتاج المباخر الخشبية، والدروع التذكارية، والصناديق بمختلف أحجامها وأشكالها، بجانب منتجات أخرى مثل الطاولات الصغيرة والدوالايب والكراسي الشعبية وبعض الديكورات الخشبية.
متدربة تعمل داخل الورشة وأكدت أن الجمعية تتكفل بتوفير المشروع المناسب للأسر المنتجة من خلال فرص تسويق منتجاتها عن طريق ما يقام من معارض لبيع المنتجات في المواقع التجارية في جميع مناطق المملكة وعدم اقتصارها على الاحساء فقط.