دائما ما يتعرض حكام كرة القدم السعودية إلى الانتقادات اللاذعة، حتى أصبحوا الشماعة التي يعلق عليها مسؤولو ولاعبو وعشاق الأندية السبب في خسارة بعض النقاط الهامة، أو ظهور فريقهم بالمظهر الفني غير اللائق، وكأنهم الوحيدون الذين يرتكبون الأخطاء، في المنظومة الكروية بالمملكة. يشاهد الجميع مستويات فنية متواضعة لا تليق بدوري احترافي في بعض المباريات، ليخرج أحد المسؤولين أو اللاعبين محملا حكام اللقاء مسؤولية سوء الأداء الذي قدم من قبل فريقه، ليشعرك ولو لوهلة بأنك شاهدت مباراة مغايرة عن التي يتحدث عنها. أما في وسائل التواصل الاجتماعية، فالواقع أكثر قسوة، من حيث تعامل عشاق الفرق مع الحكام الوطنيين، فيحملوهم ما لا طاقة لهم به، ويهاجموهم على أي خطأ يصدر منهم، مهما كان صغيرا، حتى يتجاوز في الكثير من الأحيان الخطوط الحمراء، مما يشكل ضغوطا كبيرة عليهم، ويظهرهم بالمظهر المهزوز في بعض المباريات، الجماهيرية منها على وجه التحديد. والمثير في الأمر، هو أن بعض الحكام الأجانب الذين تم استقطابهم لإدارة بعض المباريات الهامة، ارتكبوا أخطاء تفوق تلك التي يرتكبها الحكام الوطنيون، لكن لا أحد يتحدث عنها، فالفائدة من الحديث عنها معدومة، عقب أن استلم هؤلاء الحكام كافة حقوقهم، وغادروا أرض المملكة، دون الالتفات لأي مما يكتب عنهم. أما الواقع المرير، فيشير إلى أن حكام دوري جميل، الذين يقدم الغالبية منهم مستويات متميزة هذا الموسم، لم يستلموا حقوقهم عقب مضي (11) جولة من الدوري الممتاز، وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام، فكيف نريد لتحكيمنا أن يكون احترافيا، وفي كامل تركيزه، وهو لا يتحصل على أبسط حقوقه. ويتحدث الواقع الأكثر مرارة، عن أن حقوق الحكام الوطنيين لدى رابطة دوري المحترفين، لم تسلم لهم في الموسمين الماضيين، وهو ما بث التذمر بين كافة الحكام، خاصة في ظل الضغوطات التي يتعرضون لها ولجنة الحكام الرئيسية من قبل بعض ممن يبحثون عن مصالحهم الشخصية، دون الالتفات لما يتسببون فيه من دمار لكرة القدم السعودية.
بدوره أكد رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي عمر المهنا، إلى أن مستحقات الحكام تتحملها ثلاث جهات، وهي: الهيئة العامة للرياضة، الاتحاد السعودي لكرة القدم، ورابطة دوري المحترفين، مبينا بأنه سيتم اعطاء الحكام كامل مستحقاتهم في حال الحصول على الجزء المادي المخصص للجنة التحكيم من الجهات الثلاث، موضحا بأن حكام دوري جميل ليسوا الوحيدين الذين لم يتسلموا مستحقاتهم حتى الآن، بل هنالك العديد أيضا من حكام المسابقات الكروية الاخرى. وتشير مصادر «الميدان» الخاصة، إلى أن الرؤية المستقبلية مظلمة فيما يتعلق بالتحكيم السعودي، في ظل الكثير من التخبطات الحادثة في الوقت الحالي، والبحث عن المصالح الشخصية، موجهة سؤالا استفاهميا للاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين، مفاده: إلى متى ستستمر معاناة الحكم المحلي؟!.
مرعي عواجي
هاور ويب