الدولة الإيرانية التي تربض بجوارنا الشرقي لن تتوقف عن عدائها وأذاها لأن ذلك راسخ في عقيدتها السياسية والعسكرية والأمنية، ولذلك فإنها تواصل استهداف بلادنا بكل قوتها عبر حروب الوكالات والحرب الناعمة إعلاميا، والتشويش على أي دور إيجابي للمملكة في المحافل الإقليمية والدولية، ما يتطلب إستراتيجيات قاطعة بإيقاف أي تعاون معها واعتبارها عدوا نهائيا لأنها في الواقع تعتبرنا كذلك. مؤخرا، نشرت وسائل إعلام إيرانية تقارير عن إنتاج فيلم مسيء للمملكة، وذلك تحت غطاء من الحكومة الإيرانية، وفي مادته ربط للتيارات المتشددة الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، وبحسب ما طفح إعلاميا فإن الفيلم بعنوان «إمبراطور جهنم» بمشاركة عدد من كبار نجوم التمثيل في الساحتين الإيرانية واللبنانية. بعد هذا يتحدث وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس السويسرية عن أن إيران والسعودية قادرتان على العمل معا لإنهاء الصراعات في سوريا واليمن، بعد نجاحهما في التعاون بشأن اختيار رئيس للبنان العام الماضي، ويقول: «لا أرى سببا في أن تكون هناك سياسات عدائية بين إيران والسعودية، حقيقة يمكننا العمل معا لإنهاء الأوضاع المأساوية لشعوب سوريا واليمن والبحرين وغيرها من دول المنطقة». النفاق السياسي مفهوم ويمكن استيعابه في إطار سياسة المصالح، أما أن يصل إلى القفز على حقائق الواقع فهو ما لا يمكن تكييفه مع المنطق، فإيران راعية للإرهاب ومصنفة على هذا الأساس ولا يمكنها أن تهرب الى الأمام من خلال مادة فيلمية لإلصاق الإرهاب والتطرف والطائفية بغيرها، ذلك يرتد عليها ويكشف زيف ادعاءاتها . تفتقد إيران المقومات الأخلاقية في التعامل مع الآخرين، فهي جار لا يكف عن اختراق الأمن والسلم الدوليين، والإساءة لعلاقات الجوار المقررة في الأمم المتحدة، كما لا تكف عن الاستفزاز وإظهار العداء لغيرها، وهي لم تكن بحاجة للبرنامج النووي إلا لخدمة مشروعها التوسعي في المنطقة، وإحداث الفوضى ونشر الطائفية ، ولذلك فإن ما نحصده من تطرف وإرهاب في مختلف دول العالم، إنما منشؤه في الواقع هذه الدولة التي تغذي الكراهية وتدعم الإرهاب بصورة رئيسية. دعوة ظريف مردودة عليها لأنه ببساطة غير صادق، ولو شاهد الفيلم لما قال ما قال، لأنه يناقض الواقع، وتظل دولته أساس التطرف في العالم، وليته يجعل من أولوياته تغيير سياسات بلاده وعدم تدخلها في شؤون جيرانها والدول العربية.