طيرت وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي تغريدة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب التي قال فيها: «إن إيران تلعب بالنار ولم تقدر لطف الرئيس أوباما معها.. أنا مختلف». والحقيقة أن هذا أبلغ وصف لحالة أوباما مع إيران خاصة إبان سنوات حكمه الأربع الأخيرة. كانت إيران تسرح وتمرح و(تبرطع) في المنطقة بينما الإدارة الأمريكية السابقة تمسح على رأسها وتطبطب على كتفها، وتخسر نتيجة لذلك حلفاءها التقليديين.
لطف أوباما مع إيران، الموصوف في تغريدة ترامب، أوصل المنطقة إلى شفا أكثر من هاوية وتسبب من بين ما تسبب به في المأساة السورية وفي انفلات الحوثيين في اليمن وفي مضاعفة معاناة العراقيين مع حروبهم، بالوكالة عن طائفيتها. ولطف أوباما جعل إيران تمد يدها بالشر إلى جيرانها في دول الخليج وتحرض جزءًا من مكوناتهم الشعبية الشيعية على أنظمتهم ومواطنيهم واستقرار بلدانهم.
لطف أوباما مع إيران جعلها، وهو يتفرج ويوزع ابتساماته، تعلن بكل بجاحة أن رايتها الطائفية ترفرف في خمس عواصم عربية، وأن باقي العواصم على الطريق بعد أن أصبحت، حسب تصريحات ساستها وملاليها، القوة المطلقة في المنطقة والقائد العسكري لكل الحروب التي تخوضها الميليشيات العميلة بالوكالة عنها. وجعلها، بمنتهى الاستكبار والصلف، تضرب عرض الحائط بالقوانين والتشريعات الدولية وتدفع بمتظاهرين لاقتحام السفارة السعودية في طهران وإحراقها بعد مهاجمة قنصليتها في مشهد.
لقد نفد صبر دول المنطقة مع إيران المعتدية والمستكبرة ولم ينفد لطف أوباما معها إلى أن غادر البيت الأبيض. ومع ترامب تكشفت الحقائق الإيرانية من جديد، فهي ترتكب أعمالًا عدائية في المنطقة وتتدخل في شؤون دولها، وهي تنتهك المواثيق والاتفاقيات الدولية، وهي تزود الحوثيين في اليمن بالأسلحة وتضرب السفن الأمريكية والسعودية والإماراتية، وهي تجري تجارب على صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية. وهي لا ترغب بالسلام ولا الجيرة الحسنة. هذه هي الحقيقة التي حاول (لطف) أوباما أن يغيبها.