شكا كثير من المهتمين بأعمال الصوف في محافظة حفر الباطن من تغول عمالة سائبة على هذه المهنة، التي يبذل فيها مواطنون عصارة جهدهم ويدفعون مقابلها أموالا طائلة للاستثمار فيها، وأكدوا أن مصانعهم المخصصة لهذه الصناعة بدأت في التراجع بعد انتشار هؤلاء المتغولين على المهنة دون أدنى رادع لهم. وقال أحد الممتهنين لهذه الحرفة والمستثمر فيها المواطن حزام عواض الحزام: كنا نقوم بتجميع الصوف من «القواصيص» الذين يعملون في قص أصواف الماشية بالبادية في كثير من مناطق المملكة، خصوصا في فترة ما بعد الربيع وكبسه وتصديره، بيد أن هناك ما يقارب للمنافس المحلي ممثلين عمالة لا يهتمون بالجودة فيقومون بكبس الصوف وتصديره بشكل مباشر وهو ما يؤثر على سعر المنتج المحلي؛ لأن العامل غير المتخصص لا يوجد لديه أي أعباء تذكر، فيما يختلف خط إنتاجنا اختلافا كبيرا عن ما يقومون به فنحن نركز على الجودة لضمان إقبال المستثمرين على المنتج المحلي بأسعار معقولة تتماشى مع جودته.
بدوره، عزا صاحب مصنع الصوف عذاب العنزي سبب نزول سعر الصوف إلى العمالة الذين لا يمتلكون مصانع أو تراخيص ويعمدون لشراء الصوف وتصديره بأسعار أقل من السعر الحقيقي للصوف؛ بسبب أنه غير مترتب عليهم أي أمور مالية أو التزامات؛ نظرا لأن طريقتهم هي الشراء والتصدير بشكل مباشر.
وطالب العنزي بإنشاء مصنع غزل ونسيج للصوف، يعمل على تحويلها إلى منتجات، بدلا من استيرادها بهذه الكميات. من جانبه، أوضح أمين الغرفة التجارية والصناعية بحفرالباطن أنور الشامي العنزي، أن المحافظة تعتبر الأولى التي يتواجد بها عدد كبير من الماشية وخاصة الأغنام وتعد المصدر الأول لكافة أسواق المملكة، ولذلك نجد أن تجارة الصوف تجعل حفرالباطن المركز الأول في هذه التجارة؛ لعدة عوامل منها: موقعها الجغرافي الرعوي الذي يقصده ملاك الماشية خاصة في موسم الربيع، وكذلك وجود أكبر سوق للماشية، منوها إلى أن الغرفة تعمل على تذليل كافة المعوقات التي تواجه المستثمرين ورجال الأعمال، وتسعى بشكل مستمر للتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتذليل الصعاب التي تقف بوجه العاملين في هذا المجال.
فيما أبان، طارق الحربي، مدير أحد المصانع بحفرالباطن، أن الصوف بالحقيقة ثروة حقيقة وتشهد إقبالا كبيرا من عدد من المستثمرين من خارج المملكة، بالمقابل فإن كمية الأصواف التي تنتج من حفرالباطن وبعض المحافظات القريبة والتي ترد إلى مصانع حفرالباطن ملائمة لمتطلبات السوق، حسب نظر المستثمرين، وعن طريقة إنتاج الصوف قال الحربي: تختلف الطريقة من مصنع إلى آخر وغالبا ما يحددها إمكانيات المصنع وكذلك طلب المستثمر وفي المصنع الذي أعمل به نقوم باستقبال الصوف من الباعة وبالعادة أغلبهم قواصيص ثم يتم فرز الصوف ووزنه ثم تحويله إلى خط تنظيف يمر بخمس مراحل لضمان تنظيفه، ثم يخرج الصوف من خط الإنتاج لكي يتم تعريضه للشمس، ثم يعاد إلى مرحلة التفتيت والنفش حتى يتم التأكد من خلو الصوف من أي عوالق ترابية وغيرها، ثم يصنف جودة الصوف على حسب 3 فئات، ويوجه إلى المكبس الذي يقوم بكبس الصوف وغالبا يكون الكبس كل 250 إلى 300 كيلو، ويغلف بطريقة ملائمة استعدادا لتحميله وتصديره إلى المستثمرين.