ما زالت المملكة تحارب الإرهاب، وتحاصر منابعه، وتقضي على عصاباته. فمنذ عشرات السنين، لم تتوقف عمليات تنظيف المجتمع من فئران الإرهاب، ولم تهتم إن كانوا من فئران السواحل أو المزارع أو الاستراحات. إنها حرب لا هوادة فيها بغض النظر عن الزمان والمكان. قبل أيام قضت قوات أمننا الباسلة على أحد الإرهابيين في الرياض، وبالأمس نفذت عمليات احترافية في العوامية، فقضت على إرهابي آخر، وقبل هذا وذاك، كانت عصابات الشر تتساقط في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب. فالإرهاب هو الإرهاب، مهما كانت الدوافع أو الخلفيات أو المبررات. كان يمكن لقوات الأمن بمختلف قطاعاتها، ضرب الجماعات الإرهابية دون الحاجة للانتظار سنة أو سنتين أو ثلاث. لكن كان ذلك سيعرض الكثير من المواطنين المسالمين للخطر، وهو ما لا تقبله قيادة هذا الوطن والتي وجهت رجال وزارة الداخلية، بالتحلي بالصبر والحكمة والهدوء مع أولئك الإرهابيين، المختبئين كالفئران، خلف الأطفال والنساء وكبار السن. فئران الإرهاب لا يهمهم سلامة الناس ولا مصلحة الوطن أو المجتمع، بل «همهم» مصالحهم الذاتية، ومبدأهم «أنا أولاً ومن بعدي الطوفان». لا يهمهم إن تسببوا في تعاسة المحيطين بهم، أو التضحية بمجتمعهم، فالقضية بالنسبة لهم قضية فوضى، وترويع للناس الآمنين في وطنهم بالتهديد والقتل والخطف والتنكيل. إن من يتابع هدوء أجهزتنا الأمنية، وقدرتها على تحديد أهدافها بدقة، واستخدام النفس الطويل والصبر، وبعيدًا عن تعريض أي مواطن للخطر، يدرك تماما، أن لا مجال أمام فئران الإرهاب، إلا أن تسلم بالأمر الواقع، فإما أن تعيش مسالمة في أرض السلام، أو تواجه الموت والهلاك على يد أبطال لا يهابون الأسود فكيف لو كانوا من الفئران!!! ولكم تحياتي