قالت الكاتبة والمؤلفة الفرنسية كرستيان يوسف أحد ضيوف معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الأخيرة: إن معرض الكتاب ظاهرة ثقافية كبرى حققت نجاحا كبيرا، وقد كان ذلك واضحا في الأعداد الغفيرة من الزوار من محبي الكتاب الذين حضروا من شتى البقاع ليقفوا بكل إعجاب على اجنحة المعرض المختلفة، وكان لوجود فعاليات من ماليزيا التي كانت ضيفة الشرف للمعرض وقع جميل، وكذلك وجود هذا الكم الكبير من الكتب وخاصة الكتب الأجنبية التي ترجمت للغة العربية في مختلف الفنون الثقافية والفكرية والاجتماعية والسياسية، واهتمام الشباب من المملكة واقبالهم على شراء الكتب بشكل كبير يوحي بالتطور الثقافي والفكري لدى المجتمع.. جاء ذلك في هذا الحوار السريع الذي اجرته «اليوم» مع الكاتبة كرستيان يوسف على هامش المعرض الذي اختتمت فعالياته مؤخرا:
* بعد حضورك ومشاركتك في فاعليات معرض الكتاب ما هو انطباعك عن المشهد الثقافي في المملكة؟
- الثقافة ازدهرت داخل المملكة خاصة في مجال الأدب. الشعر كان موجودا منذ زمن بعيد عند العرب القدامى فقد ولد في الصحراء ورغم الحياة القاسية كان الإلهام والابداع ونظم الشعر وجمال البادية مرتبطا بصعوبة الحياة اليومية للبدو وترحالهم. انتقل شعر البادية الى عصرنا الحاضر وهو ذو طابع مليء بالإحساس المرهف. الرواية رغم انها انطلقت متأخرة الا انها اضحى لها مبدعون ومتلقون ووجود فاعل، وتطورت كثيرا وبعض الروائيين ترجمت اعمالهم الى لغات أجنبية. الموسيقى وجدت مع الشعر وهي مصاحبة للغناء والرقص الشعبي. الفن هو فخر توارثته أجيال بعد أجيال. أما الطبول فإيقاعها يصور الحماس ومشاعر القوة والشجاعة، أما المسرح الدرامي فلم يكن موجودا ولكنه انطلق، السعوديون قبل كل شيء شعراء بامتياز ويحبون الغناء لأنه يعبر عن مشاعرهم، الشعر والغناء واكب البدو عند رحلاتهم وتنقلاتهم وهم على ظهور جمالهم يعبرون الصحراء الشاسعة وهذه صور خلابة لا نراها بالمسرح، استطاع الكتاب السعوديون أن يعبروا عن موضوعات هامة داخل رواياتهم وهي مأخوذة من الحياة اليومية، اللوحات والرسم والنحت رغم أنها اقتبست من الثقافات الأجنبية إلا أنها اتجهت نحو التجديد والتحليل والنقد، الخط العربي فن خالد داخل المملكة.
* ماذا عن كتابك عن التطور الحضاري في المملكة.. ماذا تناول وما هي عناصره؟
- الكتاب يصف المجتمع السعودي وهو مجتمع مليء بالتطور الحضاري، عكس المجتمع القبلي والمجتمع التقليدي، وهو مجتمع محافظ والمملكه في تطور مستمر منذ اكتشاف البترول، ومن خلال الآثار، نرى أن للمملكة تاريخا غنيا ومنذ القدم وخير مثال مدائن صالح والتي سجلت في التراث العالمي عام 2008م، المجتمع السعودي مشبع بالكرم وهو إرث القبيلة والعائلة، وهنا نجد المرأة تلعب دورا مهما للغاية، المجتمع محافظ تحكمه عادات وتقاليد حياته اليومية وتعتبر المملكة بلدا متطورا وحضاريا وعصريا وهي منفتحة على العالم الخارجي، ومن هذا العالم بلدي فرنسا التي تربطها مع المملكة علاقات متميزة منذ وقت طويل وهي صداقة متطورة في جميع النواحي وخاصة السياسية والاقتصادية والأكاديمية.
وتقول كرستيان يوسف عن الكتاب السعوديين: إن الكاتب السعودي والكاتبة السعودية يعتليان هرم المعرفة والعطاء الفكري والعلمي ونلمس ذلك من خلال دور النشر والصحف اليومية والندوات العلمية والأدبية ولهم حضور في الدول العربية وقد ترجمت كتب العديد منهم الى عدة لغات.
كرستيان يوسف