تميزت الأحساء ومنذ زمن طويل بكونها أرضا اجتمع فيها الكثير من مختلف المدارس ومنابر العلم. وقد كانت الأحساء واجهة مميزة للكثير ممن يطلب العلم بمختلف أنواعه.
وقد كانت هذه الواحة سباقة في إنشاء دور العلم التي كانت تقوم بها بعض الأسر منذ القدم. فقد كانت هناك شخصيات كثيرة ممن وضعت تحت تصرف طلبة العلم بيوتها ومجالسها لتكون مقومات لمنشآت أكثر حداثة. وفي العصر الحديث كانت الأحساء موقعا ملائما لجميع أنواع العلوم. ومع تطور العلم وانتشاره في كل بقاع المملكة فقد قامت الدولة مشكورة قبل عدة عقود بإنشاء جامعة الملك فيصل بفرعيها لتكون الأحساء مقرا لها.
وتلا ذلك إنشاء كلية للشريعة والدراسات الإسلامية والتي تتبع جامعة الإمام. وهذا أمر جيد، ولكن الأحساء بها كثافة سكانية وشغف لطلب العلم يجعل وجود جامعة أخرى مساندة أمرا ضروريا لخدمة المجتمع، وهذا ما قد يحصل إن شاء الله، وسنرى منبرا علميا جديدا بعد أن يتم إنهاء الإجراءات النهائية بعد أن تم تصويت مجلس الشورى بالموافقة على توصية تقترح تحويل كلية الشريعة إلى جامعة عامة ومستقلة، ورفع نتيجة التوصية لمجلس الوزراء.
وهذا أمر سيكون له كبير الأثر في التوسع في مجال الدراسات العليا، وسيكون له مردود إيجابي على أبناء وبنات الأحساء، حيث إن هذا سيكون عاملا مهما لفتح فرص قبول كثيرة في وقت تعاني منه الأحساء بصورة سنوية من قلة المقاعد المتاحة لأبنائها وبناتها.
وما تصويت مجلس الشورى بالموافقة على التوصية بتحويل كلية الشريعة إلى جامعة متكاملة ومستقلة إلا انعكاس لحرص حكومة المملكة وقيادتها الرشيدة واهتمامها بالعلم والتعليم.
